أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الأربعاء، زيارة مفاجئة التقى خلالها بشباب الدورة الأولى للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أعرب خلال حديثه مع شباب البرنامج الرئاسي عن أمله في نجاح البرنامج في بلورة رؤية واضحة لدى الشباب عن الواقع المصرى والتحديات التى تواجهها مصر، وسبل التغلب عليها، فضلاً عن تكوين تصور عملى لكيفية تحقيق التقدم والإصلاح على كافة الأصعدة. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أجرى حوارا مفتوحا مع الشباب، ألقى خلاله الضوء على التطورات المحلية والإقليمية والدولية، منوها إلى ما حققته مصر من نجاح فى استعادة مكانتها الدولية اللائقة، فضلا عن استعادة وضعها كقوة إقليمية كبيرة تتمتع بثقلها السياسي والاقتصادي في محيطها الإقليمي. وأشار الرئيس إلى الجهود الجارية من أجل الارتقاء بالأوضاع الداخلية، حيث أولى الرئيس اهتماما بتطوير المحليات وتحسين أدائها، مشيرا إلى أن الانتخابات المحلية ستُجرى قبل نهاية هذا العام، داعيا الشباب إلى الترشح وقيام المواطنين باختيار المرشحين الذين يتمتعون بالكفاءة والأمانة والإخلاص. ونوه الرئيس إلى أهمية إصلاح التعليم باعتباره ركيزة أساسية من ركائز تقدم المجتمع، مشيرا إلى أن المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية يعكف على صياغة إستراتيجية شاملة لتطوير التعليم. وتطرق الرئيس فى حواره مع الشباب إلى مجمل الأوضاع الاقتصادية والتحديات التى تواجهها مصر فى هذا الصدد، ورؤية الدولة للتغلب عليها. وأشار الرئيس فى هذا السياق إلى أهمية قطاع السياحة مستعرضا الجهود التى تبذلها الدولة لتحقيق مزيد من الأمن والاستقرار وتوفير كافة عوامل الراحة والأمان للسائحين بما يضمن عودة التدفقات السياحية إلى معدلاتها الطبيعية، مشيرا، فى هذا الصدد، إلى سابق توجيهات سيادته بتخصيص 100 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لدعم صندوق الطوارئ الخاص بوزارة القوى العاملة لمساعدة العاملين المتضررين فى قطاع السياحة. كما أشار الرئيس إلى العديد من المشروعات القومية التى تنفذها الدولة للمساهمة فى تحقيق التنمية الشاملة والنهوض بمختلف الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وفى مقدمة تلك الجهود خطة تنمية الصعيد، ومشروعات الإسكان وتطوير العشوائيات والبنية التحتية، إضافة إلى توفير التمويل اللازم لإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة من قِبل الشباب. وأكد الرئيس على اهتمام الدولة باستدامة المشروعات التنموية والقومية التى يتم تنفيذها. كما شدد الرئيس على أهمية استثمار موارد الدولة من أراضٍ ومطارات وموانئ وبنية تحتية لتعظيم قيمتها وزيادة مساهمتها فى جذب الاستثمارات. ونوه الرئيس إلى أن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف تقتضى تصويب الخطاب الدينى، موضحا أن هذا الأمر سيستغرق وقتا حتى يؤتى ثماره المرجوة، ومشيرا إلى أن مصر ستقود جهود تطوير وتصويب الخطاب الدينى فى العالم بأسره. واستمع الرئيس إلى مقترحات الشباب ووجه بدراستها وتنفيذ ما يصلح منها للتطبيق العملى، كما رد الرئيس على استفساراتهم بشأن العديد من الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية. وفى ختام حديثه، أكد الرئيس على أن مصر تسير على الطريق الصحيح، مشددا على رفض أى دعاوى للإحباط والتشكيك فى قدرة الدولة المصرية وشعبها. ونوه الرئيس إلى مساعى الدولة المصرية لتحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ مفهوم دولة المؤسسات، التى تحترم القضاء ولا تتدخل فى شؤونه كما تمتنع عن التعقيب على أحكامه.
