بالمنعرجات التي أوجدها النص، وبنقاط التحول التي خلقت بفعل الاستمرار في الحدث الأم ومن ثم التطورات التي أدخلت على جسم القصة، والأهم البداية الجديدة التي نشأت في القسم الثاني من الحكاية، مضافا إلى كل ذلك الحبكة الدرامية ذات الحساسية الفائقة، وإدارة الكاميرا بعين خبير كحاتم علي، تولّد لدينا نجاح آخر لمسلسل العراب في جزئه الثاني الذي حمل عنوان " تحت الحزام" مثبتا أن ما تحقق في الجزء الأول " نادي الشرق" لم يكن وليد الصدفة أو شيئا عابرا في فضاء الدراما السورية المنخرطة أكثر من أي وقت مضى بالعربية. العراب 2 أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن ما تم التخطيط له في هذا الجزء قد تحقق، فالشعار الذي أطلقه المخرج حاتم علي عن أن الضرب سيكون هذه المرة من تحت الحزام، نجح وبنسبة أعلى من المنتظر. كذلك النص الذي وضعه السيناريست خالد خليفة وأحمد قصار ، جاء محاكيا للصورة والجوهر اللذين جاء عليهما نص الجزء الأول، ليكتمل المعنى، وبصورة وجوهر ومعنى ذات اختلاف ينبثق بطبيعة الحال عن التطور الذي وقع. وأكثر ما يمكن الوقوف عنده هو القدرة على إعادة بث الروح في القصة التي بنيت أساسا في جزئها الأول على شخصية " أبو عليا" التي أداها النجم جمال سليمان فمات أبو عليا ولم يمت المسلسل.. بل رأينا إعادة صياغة وقدرة هائلة على الخلق وتوزيع الأدوار من جديد للسابقين ولمن التحقوا بالمسلسل في جزئه الثاني وباحترافية عالية. وعبر النجم باسم ياخور بطل شخصية القيصر في هذا العمل، عن ارتياحه التام لما قرأه من ردود فعل، مثمنا دور كل شخص له علاقة بالنجاح. وقال ياخور: "قرأت كل شيء وتابعت ردود فعل الناس.. الأمور مشجعة"، مضيفا: "في الحقيقة لم يكن العمل سهلا لأنه من النوعية الصعبة والتي تتطلب الكثير". وختم ياخور:" ما تم تقديمه للعمل، وما شاهده الجمهور، يستحق أن يوضع المسلسل في مقدمة أعمال الموسم الرمضاني 2016 وأعتقد أنه سينافس بقوة على الصدارة وهو يستحق ذلك بكل المعايير والمقاييس".