جدل كبير تسببت فيه أزمة "تعرية سيدة مُسنة" بمركز "أبو قرقاص" بمحافظة المنيا خلال الساعات الماضية، حيث فسر البعض الأمر بأنه ما يتكرر في صعيد مصر، وقال البعض الآخر أنه بداية فتنه طائفية جديدة ولابد من تجديد الخطاب الديني، مشددين على ضرورة أن يتم ذلك في الوقت الراهن. وحدثت واقعة تجريد القبطية من ملابسها على خلفية تردد شائعة في القرية بعلاقة محرمة بين سيدة مسلمة مع مسيحي بالقرية، بعد أن قامت السيدة المُسنة وزوجها بتقديم بلاغ بتعرض نجلها الذي هرب للتهديد من قبل الأهالي، فقام مجموعة يقدر عددها ثلاثمائة شخص، خرجوا في الثامنة من مساء الجمعة 20 مايو 2016 يحملون أسلحة متنوعة وتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، بالإضافة إلى تجريدها من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع. الخطاب الديني ذو أهمية في الوقت الراهن وفي هذا السياق شدد الشيخ أحمد محمود كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على ضرورة أن يعلم الجميع أهمية الخطاب الديني في الوقت الراهن، وما هو الخطاب الديني، بعد حادث المنيا الأليم، وتجريد سيدة مُسنة أمام المارة بشكل مخزي لا يرضي أي دين ولا شرع، مضيفًا أنه لابد من توجيه الشباب إلى الطريق الصحيح، والسعي وراء نهضة الأمة وحمايتها التي لن تكون إلا عندما يفهم المجتمع المصري ما هو الخطاب الديني . وتابع "كريمة" مؤكدًا أن مؤسسة الأزهر الشريف لن تترك مجال لاشتعال الفتنة الطائفية، مشيرًا إلى وجود حوار دائم مع الكنيسة الوطنية في هذا الأمر . الدولة في أمس الحاجة لتجديد الخطاب الديني ومن جانبه قال الشيخ رفعت عبد الحميد، الداعية الإسلامي، إن الدولة باتت في أمس الحاجة لتجديد الخطاب الديني، نظرًا لحاجة المواطنين لفهم العادات والتقاليد المصرية، واحترام الآخر بغض النظر عن دينة أو لونه أو عرقه أو حسبة ونسبه. وأضاف "عبد الحميد" أن المصريين جميعا يعيشون منذ الأزل علي أرض مصر، بكل تسامح ولن تجد فتن بين المسلم والمسيحي، مشيرًا إلى حب أقباط مصر بعدما فتح "عمرو بن العاص" مصر وعدل فيهم ونجاهم من بطش الرومان ، كما أوصى النبي الكريم "أوصيكم بأهل مصر خيرًا وأوصيكم بالنصاري خيرًا" . واختتم الداعية الإسلامي، قائلًا: "لابد من عودة الخطاب الديني حتي يعلم كل فرد على أرض الوطن ما له وما عليه، وأن ما حدث بالمنيا أمر دخيل علينا، ومصر وشعبها في غنى عنه" . لا سبيل للفتنة الطائفية بمصر وعلى الجانب الآخر قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن ما حدث بالمنيا عبارة عن نزعة تحدث دائما بين كل العائلات والقبائل في كل محافظات صعيد مصر، ومن الطبيعي أن يحدث بين عائلتين من المسلمين أو العكس بين عائلات قبطية، مستبعدًا أن يكون هناك علاقة له بتجديد الخطاب الديني . وأضاف "شومان" لا علاقة للفتنة الطائفية فيما حدث، إن هناك الكثير من العقلاء والشرفاء في صعيد مصر قادرون على اطفاء نار مثل هذه الحوادث، مؤكدًا أنه لا سبيل للفتة الطائفية في مصر في ظل وجود الأزهر الشريف الكنيسة الوطنية.