ليلة تراثية يعيشها اهالي مدينة «الاستثناء» محافظة بورسعيد، كل عام ويتراقصون فيها على أنغام آلة السمسمية التراثية، ويحرقون فيها دمي «اللمبي» كطقس احتفالي يتفرد به البورسعيدية دون غيرهم، وذلك إما تعبيرًا عن يغضهم لكل شخصية ظالمة سواء محلية او عالمية، أو تكريمًا للشخصيات البطولية العظيمة، إلا هي «ليلة شم النسيم». تحكي «ليلة شم النسيم» من كل عام تاريخ مدينة وتراث شعب ظل وسيظل كارهاً للعدون والظلم، حيث يصنع الصبية بالأحياء لاسيما القديم منها مثل العرب والمناخ «دُمي» يطلق عليها «اللمبي» وهو تحريف لاسم اللورد «إدموند هنري ألنبي»، المندوب السامي لبريطانيا بمصر في مطلع القرن العشرين، ويجوب شعب بورسعيد الشوارع بدمية على منصات تتغير ملامحها كل عام مرددين أغنية شعبية تقول «يا اللمبى يا بن حلمبوحة.. مين قالك تتجوز توحة»، في أول مرة رفع فيها أهل بورسعيد «دمية اللمبي» نكاية في المندوب السامي البريطاني المعروف بقسوته وطغيانه قبل ثورة 1919م.
وتطور الامر منذ سنوات من صنع الصبية للدمي الي احتراف الفنانين التشكيليين صنع دمي "اللمبي" وعمل مسارح كبيرة يضعون عليها دماهم التي ترمز وتعبر عن ارائهم واراء البورسعيدية في الشخصيات والأحداث الجارية لاسيما السياسي منها والاقتصادي ولكن دون حرق.
ومن أشهر تلك الشخصيات الفنان محسن خضير، والذي يقوم بعمل مسرح كبير كل عام امام محله الكائن بحي العرب، ويضع عليه دمي «اللمبي» التي يعكف علي صنعها قبل ليلة شم النسيم بعدة شهور.
وقال الفنان البورسعيدي «محسن خضير»- في تصريحات صحفية- إن هذا العام مختلف عن الأعوام الماضية؛ حيث اجتمع اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد بعائلة خضير وطلب منا أن تشمل الاحتفالات مناطق متفرقة بالمحافظة حتى لا يحصل تكدس مثلما يحدث كل عام خاصة وأن بورسعيد تشهد إقبالا من أبناء المحافظات الأخرى في هذا اليوم.
وقرر «آل خضير» أن يكون هناك 3 مسارح على مستوى المحافظة الأول بتقاطع شارعي «نبيل منصور وأوجينا»، الثاني بشارع طرح البحر بجوار قرية مرحبا، والأخير بشارع الممشى السياحي بالقرب من حجر «ديلسيبس».
وصرح «خضير»- في تصريحات خاصة ل«الفجر»- اليوم السبت، أنه سيستعرض استغلال البائعين وبعض رجال الأعمال على الأسواق وسعر الدولار، مضيفًا أنه لابد من تكاتف الجميع من أجل الخروج من هذه الأزمة الطاحنة.
واستنكر «خضير» هذا الاستغلال من قبل البعض قائلا: «كل ما تروح لواحد تلاقي الحاجة عنده بقت أغلى من الأول، وتيجي تسأله يقولك أصل الدولار ارتفع.. مع العلم أن الدولار مالوش أي علاقة بسلعته».
وناشد الفنان البورسعيدي، التجار بضرورة التكاتف للخروج من هذه الأزمة بجانب ايجاد حلول من الحكومة والمسؤولين، فالمسؤولية تقع على الجميع شعب ورجال أعمال وحكومة. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا