رحل النجم الكبير نور الشريف، عن عالمنا بعد أن أثرانا بمشوار طويل من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والإذاعية فقد كان عاشقا للفن ولم تكن الإذاعة بعيداً عن إبداعاته فقد قدم الكثير من الأعمال الإذاعية المميزة ولعل أهمها هو مسلسل "عمر بن عبدالعزيز" الذي عرض في الإذاعة قبل تحويله إلى مسلسل تلفزيوني وكان من أحب الأعمال إلى قلبه وأوصى في حديثه الأخير مع بوسي شلبي أن تذاع حلقات العمل من جديد تخليدا لذكراه والعمل من تأليف المبدع عبدالسلام أمين وإخراج الإذاعي إسلام فارس. المؤلف الإذاعي أيمن فتيحة، وهو أحد أبرز من تعاملوا مع نو الشريف، كمساعد مخرج قبل اتجاهه للكتابة إفتتح حديثه قائلاً: "لقد رحل عنا غول الفن العربي وهو يحمل معه الكثير من التواضع والإلتزام التام والإخلاص في عمله وقد كانت وصيته الأخيرة قبل رحيله هي إعادة إذاعة حلقات مسلسله الإذاعي "عمر بن عبدالعزيز"، ومن شدة ارتباطه بهذا العمل طلب من المؤلف عبدالسلام أمين، والمخرج إسلام فارس، أن يتم تحول العمل إلى مسلسل تلفزيوني، وتم الإتفاق آنذاك مع رئيس قطاع الإنتاج ممدوح الليثي، في جلسة جمعت أمين،والشريف، وفارس، الذي اعتذر عن تقديم العمل في التلفزيون نظراً لحبه الشديد في أن يبقى العمل في الإذاعة، وبالفعل تحول اللعمل بعدها لمسلسل تلفزيوني واتصل فتيحة بالإذاعية ميرفت خير الله، رئيس شبكة البرنامج العام وتم نقل وصية "سواق الأتوبيس" لها وبالفعل استجابت وقررت عرض العمل. ويستكمل المؤلف فتيحة، قائلاً: عملت مع نور الشريف في الإذاعة من خلال عملين الأول بعنوان "الأسطى خميس راح باريس" من تأليف محمد الحفناوي، وشاركته إنتصار وعبدالرحمن أبو زهرة، وأخرجه محمد مشعل، وكنت وقتها أكثر قربا له وكنت مساعد مخرج وقتها ورأيت منه التزاما لدرجة أننا أجلنا التسجيل لسفره وبعد عودته قرر أن يأتي من الطائرة للأستوديو والمفاجأة أنه حضر قبلي وفتح لي الأستوديو واستقبلني ليكون أول ممثل يحضر للعمل لدرجة أننا طلبنا أن نسجل مسامعه فوافق مبدئياً ثم خرج من الأستوديو وطلب من المخرج محمد مشعل برقة شديدة أن نسجل المسامع بالترتيب دون تعطيل الممثلين". ويضيف فتيحة: "كان دور الشريف في المسلسل عامل مطبعة ماهر أراد صاحب المطبعة أن يسفره إلى باريس ليتخلص منه ومن آرائه التي تقاوم الإستعمار واستطاع الأسطى خميس أن يستفيد من سفره لصالح الحارة والورشة وتم إذاعة العمل وقتها عب أثير الشباب والرياضة". وتابع فتيحة قائلاً: "كان نور الشريف يقول للمخرج "أنا أمانة في رقبتك ولو أنا وحش قول". وقد قدم الشريف في الإذاعة عدد من الأعمال الإذاعية منها "عمر عبدالعزيز،الأسطى خميس في باريس، مسيرة مسيرة من سنوات التعدي" والذي كان آخر أعماله الإذاعية وجسد فيه شخصية الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.