التيار الشعبي يحمل الرئيس المسئولية.. الأحزاب المدنية تصف الحصار بالهمجية.. الزاهد: ثكنة عسكرية حالة من الغضب سيطرت على أغلب الأحزاب والقوى المدنية صبيحة يوم 25 إبريل الموافق عيد تحرير سيناء، والمتزامن مع المظاهرات التي ُنظمت لرفض رد جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية حينما حاصرت قوات الأمن المقر الرئيسي لحزب الكرامة بشارع الموسيقار على إسماعيل بحي الدقي.
البداية كانت حينما احتمى عدد كبير من الشباب بمقر الحزب بعد فض مسيرتهم التي نظموها بميدان المساحة اليوم في إطار تظاهراتهم الرافضة لرد الجزر للمملكة.
وكان العشرات من المتظاهرين قد نظموا وقفة أمام حزب الكرامة بالدقي للاعتراض على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، وأحاطت قوات الأمن مداخل ومخارج محطة مترو الدقي بكردون أمني محكم بالضافة لقيامها بتفتيش الخارجين من المحطة، وهو الأمر الذي أغضب كثيرون. وهتف أعضاء حزب الكرامة، من داخل المقر ضد الداخلية، عقب حصار قوات الأمن للحزب وإخلاء الشارع من المتواجدين، منددين بحبس النشطاء والشباب.
يقول وجدي خالد أحد الصحفيين الذين كانوا ضمن المحتجزين داخل مقر الحزب ل"الفجر" إنهم وجدوا أنفسهم هناك حينما بدء الضرب مباشرة عقب الوقفة التي نظمت في ميدان المساحة. وأضاف خالد "لقينا نفسنا فى الحزب، والجميع وجد لنفسه طريق للخروج من المأزق منها النزل من موقع النبا" المتواجد في نفس مقر حزب الكرامة. التحالف الشعبي يحمل "السيسي" مسئولية حصار "الكرامة" وبدوره أدان حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الحصار الذي فرضته قوات الأمن على مقر الحزب، وتوجيه القوات فوهات البنادق نحو السفير معصوم مرزوق القيادي بالحزب ومساعد وزير الخارجية الأسبق، بعدما حاول الخروج من شرفة المقر لمطالبتهم بفك الحصار. وحمل التحالف الشعبي رئيس الجمهورية والحكومة و أجهزة الأمن المسئولية كاملة عن أي أضرار تلحق بالمقر أو المتواجدين فيه. أدانت عدة أحزاب سياسية، حصار قوات التدخل السريع حاليًا، للمقر الرئيسي لحزب الكرامة في الدقي، وتهديد من بداخله بالأسلحة النارية. تصرفات همجية وفي أول رد فعل للأحزاب والقوى المدنية أكدت أحزاب "الكرامة والتيار الشعبي والمصري الديموقراطي والدستور" وكافة القوى المتواجدة بالمقر – في بيان مجمع لهم - هذه التصرفات التي وصفوها بالهمجية من قبل وزارة الداخلية مشبهين ما حدث وكأنهم يعيشون في مدينة تحت الاحتلال. وأضافت الأحزاب أن تلك التصرفات تنتهك الدستور والقانون، وتثبت أن نظام الحكم، قد اتخذ قراره بفرض حكمه بالنار والحديد على هذا الشعب الأبي، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم المشروعة برفض بيع الأرض- على حد تعبيرهم. ثكنة عسكرية وقال مدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إن "حصار الأحزاب هو امتداد لمشهد تحويل الشوارع إلى ثكنة عسكرية لمعارضي اتفاقية التنازل عن الجزر المصرية للسعودية والقبض العشوائي على المعارضين للاتفاقية من الشوارع بعد حملة القبض عليهم من المقاهي و البيوت". و أشار الزاهد إلى أن الحزب وجه الدعوة لاجتماع طارئ للمجلس الرئاسي للتيار الديمقراطي الثلاثاء 26 إبريل. عرض الأمن للكرامة وفي خضم هذه الأحداث أكدت مصادر بالكرامة، أن الحزب رفض عرضا من قبل قوات الأمن بفك الحصار مقابل تسليم شخصين من المتواجدين داخل المقر. وقال المصدر إن قيادات الحزب المحاصرة رفضت هذا الأمر، واستمروا في تواجدهم داخل المقر حتى الخروج معًا. دولة الصوت الواحد لن تدوم فيما عبر وسام حمدي أحد صحفيين حزب الكرامة عن رفضه لحصار قوات الأمن للحزب قائلا: "لا أعتقد أنه بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو الموجة الثورية التي عبر الشعب خلالهما عن ملحمة تاريخية وأعطى فى سياقهما دلالات وإشارات لأى نظام قائم أو حاكم، أنه يقبل مسألة القمع والحصار .. الذى طال حزب الكرامة عبر قوات التدخل السريع". وأضاف: "فى القمع والحصار يكمن الخطر، ومسألة الحوار لابد منها، شباب من أنبل أبناء مصر اعترضت على بيع جزء من أراضيها، عمق استرتيجى لمصر ، بدلاً من مكافأتها نطاردها بل ويصل الأمر للمحاصرة". وتابع: "فى المحاصرة مخاطرة على كل مقاييس الديمقراطية ولا أعتقد أن دولة الصوت الواحد تدوم طويلاً، انتهت مسألة الأبويةالزائفة التى تبرر من خلالها خطوات تضر وتقتل الصالح العام". وشهدت معظم المحافظات اليوم تظاهرات لحركات شبابية وثورية؛ احتجاجا على رد جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، وواجهت قوات الأمن المتظاهرين باستخدام قنابل الغاز والخرطوش لتفريق التجمعات بالقاهرة وعدد من المحافظات.