«تقرفنى فى الشغل.. أقرفها فى البيت» ■ المحامية عقابها يبدأ ب«النكد» بعد العودة للمنزل.. و«المحشى» وسيلة تأديب الصحفية على غرار فيلم «مراتى مدير عام» الذى جسدت أحداثه غيرة الزوج من زوجته حال ترقيها فى العمل لتصبح رئيسته، يتفنن الرجال فى معاقبة زوجاتهم بطرق عديدة منها افتعال المشاكل فور رجوعهما إلى المنزل، من منطلق «تقرفنى فى الشغل.. أقرفها فى البيت». الطريف أن بعض الرجال يجبرون زوجاتهم على إعداد أكلات لا تتقنها، لتكون ذريعة لاختلاق المشاكل بينهما، وآخرون يجبرون زوجاتهم على رفض الترقية كى لا يشعروا بفارق بينهم.. وهو ما رصدته «الفجر» من واقع 4 حكايات مختلفة ترويها السطور التالية. 1- محامية «مها .أ» سيدة ثلاثينية تمتهن «المحاماة»، تزوجت من زميل لها فى المهنة يكبرها ب«ست سنوات» وعملا معاً بمكتب محام كبير وبعدها تمت ترقيتها لتصبح المسئولة عن إدارة المكتب وما به من محامين، وبذلك أصبحت رئيسة لزوجها فى العمل. تقول مها: منذ هذه اللحظة بدأت المشاكل تدب بينى وبين زوجى، خاصة أنه كان يحقد علىّ دون أن يظهر لى ذلك، ويعاقبنى على ذلك فى المنزل، وكأنه ينتقم منى. وأضافت: عندما كان يتناقش معى فى أى أمر يتعلق بالعمل أثناء وجودنا بالمنزل، كنت أرفض ذلك وطلبت منه الفصل بين العمل والمنزل تجنباً للمشاكل، قائلة: النقاش دائماً ما كان ينتهى «بالنكد». مها كانت تتعامل مع زوجها فى نطاق العمل بطريقة رسمية للغاية، وكانت تناديه بلقب «الأستاذ» أسوة بباقى زملائها، فكان ينزعج من ذلك، اعتقاداً منه بأنها يجب أن تدلله فى العمل مثل المنزل. 2- صحفية أما «سلوى» فهى تعمل «صحفية»، ولديها ولدين وبنت فى المرحلة الإعدادية، وتعانى من سوء معاملة زوجها لها بعدما تمت ترقيتها داخل الجريدة التى تعمل فيها مع زوجها إلى درجة «مدير تحرير»، فيما ظل زوجها «رئيس قسم» لتكون لها سلطات وصلاحيات أكبر من زوجها، وهو ما تسبب فى ضيق زوجها الشديد منها، وما زاد الأمر صعوبة أن رئيس التحرير «امرأة» أيضاً فأصبحت السيدات يسيطرن على زمام الأمور فى موقع العمل. سلوى تتعامل مع زوجها فى العمل بطريقة رسمية، لدرجة أنها كانت ترفض صفحات بها موضوعات لزوجها لا لشىء إلا بسبب ضعفها من الناحية المهنية- على حد قولها-، وهو ما أثار غضب زوجها منها، خاصة فى ظل تحريضه من قبل زملاء العمل، قائلين له: كيف تكون زوجتك وترفض نشر موضوعات خاصة بك، وتتحكم فيك بهذا الشكل. وقالت سلوى: من بين المواقف التى كانت تثير غيرة زوجى اضطراره لأخذ إذن زوجته بصفتها مدير تحرير للجريدة عند رغبته فى الاستئذان من العمل، فيقولون له «بتاخد إذن مراتك». وأضافت: بدأت «تلاكيك زوجى لي» واستجوابى عن سبب تأخرى فى العمل، ورغم أننا كنا نخرج من العمل سوياً بعد يوم طويل «مرهق»، إلا أنه كان دائماً ما يوبخنى على أى تقصير فى أعمال المنزل، ويطلب منى طلبات تعجيزية مثل إعداد وجبات تحتاج لوقت طويل لعملها كالمحشى. 3- مديرة مدرسة الحكاية الثالثة التى تجسد غيرة الأزواج من زوجاتهم، لمديرة مدرسة تدعى «سعاد» تبلغ من العمر «54عاما»، التى تقول: غيرة زوجى ظهرت بعد ترقيتى، فيما لازال مدرس أول لمادة العلوم. أكثر المشكلات التى كانت تواجه «سعاد» تأخر زوجها عن الحضور فى مواعيد العمل الرسمية بسبب تأخره فى الاستيقاظ، فضلاً عن استئذانه للانصراف من العمل لإعطاء الدروس الخصوصية، فكانت تضطر لمعاقبته وتوقيع جزاءات عليه وفقاً للوائح والقوانين، ما كان يثير غضبه. تعتبر «سعاد» فترة العامين التى تقلدت فيهما منصب مديرة المدرسة، «أسوأ» عامين مرا عليها فى حياتها، بعدما زادت الخلافات بينها وبين زوجها، بسبب هذا الأمر بشكل مبالغ فيه وكانت معظمها «مفتعلة»، وعاقبها زوجها بأنه كان دائماً ما يطلب منها السهر رغم علمه أنها بحاجة للاستيقاظ مبكراً للذهاب للمدرسة. وتبتسم «سعاد» قائلة: «كنت بخاف أشد عليه فى المدرسة يطلعه عليا فى البيت»، وبعد ذلك تجنبت مجازاته على تأخره فى العمل تجنباً لحدوث مشاكل بيننا عند عودتى إلى المنزل. 4- موظفة ولم تختلف حكاية «هالة» التى تعمل موظفة بإحدى شركات الاتصالات، عمن سبقوها بل يمكن أن تكون أشد قسوة، خاصة بعدما حطمت «الغيرة» قصة حب طويلة ربطت بينها وبين زوجها منذ سنوات الدراسة بالجامعة. بعد عامين من العمل أتيحت لهما فرصة السفر والعمل بأحد فروع الشركة بدولة الإمارات، وهناك ترأست زوجها، الأمر الذى لم يتقبله الزوج، فتقدم إلى الإدارة بطلب نقله لفرع آخر، وفشلت محاولات الزوجة لإثنائه عن ذلك دون جدوى، فتخلت الزوجة عن الترقية مراعاة لشعور الزوج، مما اضطرهم للعودة مرة أخرى إلى مصر والعمل فى نفس الوظيفة التى كانا يشغلانها قبل السفر.