تحبس الحكومة أنفاسها، ترقبًا للتظاهرات التي من المقرر تنظيمها اليوم الجمعة رفضًا لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية والتي تقضي بتبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى الرياض، وذلك في أعقاب الزيارة الأخيرة لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، إلى مصر. دعوات التظاهرات انطلقت من موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت اسم "جمعة الأرض هي العرض"، وانضم إليها عدد من القوى السياسية من بينها حركة شباب 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، وأيضًا جماعة الإخوان التي أعلنت في بيان لها أمس مشاركتها في المظاهرات، وهو ما أثار غضب الداعين الأساسين إليها، واعتبروه محاولة ل"الانقضاض على القضية وتسيسها"، واستغلال التحرك الشبابي لخدمة أهداف الجماعة. وبدأت الانشقاق بين الشباب تظهر حول استجابتهم للتظاهر اليوم، بعد بيان جماعة الإخوان؛ إذ اقترح البعض عدم المشاركة في مظاهرات اليوم الجمعة والدعوة لتظاهرة أخرى يوم 25 إبريل الجاري (ذكرى تحرير سيناء)، معتبرين مشاركة الإخوان، سببا رئيسيًا في ابتعاد فئة واسعة كان يتوقع مشاركتها. وأعلنت ستة أحزاب وحركات سياسية، في بيان صادر لهم، مشاركتها في مظاهرات "الأرض هي العرض"، ووقع على البيان، "حزب مصر القوية، وحزب مصر الحرية، وحركة الاشتراكيون الثوريون، وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، وحركة شباب 6 أبريل، وحركة 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية". واعتبر إعلاميون، أن تظاهرات اليوم تضم مجموعة من "المأجورين وأهل الشر"، إذ قال عزمي مجاهد مقدم برنامج "الملف": "اللي هينزل هياخد على قفاه .. ومش فاضين للعب العيال دا". وتابع خلال برنامجه المذاع على فضائية "العاصمة": "العيال السرسجية على فيسبوك، وأهل الشر بيحرضوا على التظاهر، دلوقتي بقى دور الشعب للتصدي للفئران عشان يدخلهم تاني الجحور.. لو فاكرين نفسهم رجالة ينزلوا بكرة". كما حذّر الإعلامي جابر القرموطي من المشاركة في التظاهرات، وقال إنها تهدم الدولة، متابعًا خلال برنامجه "مانشيت" على قناة "أون تي في": "أبعدوا عن الدولة محدش يقرب منها لو عندكم مشاكل مع الشرطة هتتحل بس بلاش تقربوا من الجيش". في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الاستنفار الأمني في القاهرة ومختلف المحافظات تحسبًا للمظاهرات، ووصفت دعوات التظاهر التي أطلقها نشطاء احتجاجًا على إقرار تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، بأنها "محاولة للخروج على الشرعية"، وقالت في بيان لها مساء الخميس إنها "ستتخذ كافة الإجراءات القانونية للحفاظ على الأمن والاستقرار". وأضاف الداخلية أن أجهزة الأمن توافرت لديها معلومات أن "جماعة الإخوان المسلمين أطلقت دعوات تحريضية تدعو لتنظيم مسيرات تستهدف إثارة الفوضى"، وطالبت المواطنين بعدم الانسياق وراء هذه الدعوات، معربة عن "تقديرها واحترامها لحقوق المواطنين في حرية التعبير، في حدود القانون"، بحسب البيان. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، ردّ على انتقادات تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، محذرا ممن سماهم ب "أهل الشر" الذين يتآمرون على مصر، مؤكدًا خلال لقاء عقده مع ممثلي فئات مختلفة من المجتمع المصري، أن الجزيرتين كانتا دوما تتبعان للسعودية.