نافعة: غياب العقل الإعلامي في مؤسسة الرئاسة ساهم فى "زيادة الطين بلة" غطاس: حديث الرئيس في الوقت الحالي يرد على شائعات المشككين المنيسي: على "السيسي" أن لا يكتفي بالبيانات والشفافية أكد عدد من المحللين السياسيين أن هناك 7 قضايا وملفات شائكة تنتظر أن يدلى الرئيس عبدالفتاح السيسى بدلوه فيها، بعد أن تحاشى أن يقول فيها قولاً فصلا فى أحاديثه السابقة إلى الشعب، والتي يأتى على رأسها قضية جزيرتي صنافير وتيران بعد إعلان تبعيتهما للسعودية خلال الأيام الماضية، وأزمة سد النهضة والطالب ريجيني والتصعيدات الإيطالية، والأزمة الاقتصادية، بالإضافة إلى قضية محاربة الفساد بعد عزل المستشار جنينة، مشيرين إلى أن هناك فجوة وهوة عميقة بين التحركات والقرارات الرسمية والرأى العام فيما يخص مواجهة الرأى العام بتطورات كل هذه القضايا على حدة، لافتين إلى أن انعدام الشفافية ونقص المعلومات هما السببالرئيسى وراء حالة الجدل والإحتقان الأخيرة وأن مفهوم إدارة الأزمات غائب بشكل كبير لدى رؤية الرئيس والحكومة. غياب العقل الإعلامي بالرئاسة من جانبه قال حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن حالة الانفجار والغضب الشديد التي تصاعدت موجاتها بعد زيارة الملك سلمان لمصر، وإعلان أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتين أمر طبيعى ومتوقع، مشيرًا إلى أن السلطة السياسية الحالية تفتقر إلى التعامل الإعلامى الرشيد مع الرأي العام، وخاصة مع القضايا الكبرى والتي تمس المواطن بشكل مباشر وتؤثر على حياته اليومية أو التي تشعره بأنه عديم القيمة وأنه مهملاُ مهمشًا، لافتًا إلى أن غياب العقل الإعلامي من جانب مؤسسة الرئاسة ساهم فى "زيادة الطين بلة" على حد وصفه. وأضاف نافعة فى تصريحات خاصة ل"الفجر" أن خطاب الرئيس السيسي والذى كان مقرر أن يجريه كل شهر كان خطوة مهمة لتوضيح توجهات الدولة حيال القضايا والملفات الأنية، وبيان الموقف الرسمي والرئاسى منها أول بأول، وهو ما كان يفك التباسات كثيرة، قائلاً: "توقف الحديث الشهرى الذى كان يجريه الرئيس فى هذا التوقيت قد ينذر بعواقب وخيمة ويترك الساحة أمام ترويج بعض الإشاعات التي يكون رد الفعل فيها ضعيفًا جدًا"، موضحًا أن التحركات الدبلوماسية لوزارة الخارجية أو على مستوى الزيارات الخارجية التي يقوم بها الرئيس السيسي على كثرتها، إلا أن المواطنين لايستشعرون أهميتها وجدواها وانعكاساتها على تحسين أحوالهم المعيشية، مرجعًا السبب فى ذلك إلى عدم الشفافية والوضوح فى التعامل مع القضايا المهمة والحساسة. وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن هناك مجموعة من القضايا الشائكة التى تنتظر أن يسمع الرأى العام فيها قول فصلا كي ينفض الإلتباس واللغط الدائر، ويأتي فى مقدمة هذه القضايا قضية ترسيم الحدود المصرية السعودية وإعلان تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية قبل أيام، وكذلك إعلان موقف واضح من مصير مفاوضات سد النهضة خاصة وأن أثيوبيا ماتزال تواصل بناء السد إلى الآن ضاربة بالمفاوضات عرض الحائض، إلى جانب قضية تصاعد الأزمة بين إيطاليا ومصر على خلفية مقتل الطالب والباحث الإيطالى جوليو ريجينى والتهديدات الإيطالية التي ترددها وسائل الإعلام الإيطالية، قائلاً: "كل هذا كوم والمعركة الحقيقية التى تنتظر الحكومة والرئيس بعد الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار". الشفافية هي الخيار الوحيد وأكد سمير غطاس، الخبير السياسي وعضو مجلس النواب، أن الأزمات التي تمر بها مصر في هذا التوقيت لا تحتمل خيارًا أخر إلا الشفافية والتعامل بوضوح تام مع القضايا المهمة التي تشغل الناس، مشيرًا إلى أنه ينتظر حوار الرئيس عبدالفتاح السيسى غدًا مع عدد رؤساء الهيئات البرلمانية والصحفيين والكتاب، ومؤكدًا أن هذا اللقاء سيزيل الغموض في قضايا كبيرة وخاصة قضية جزيرتي تيران بعد إعلان تبعيتهما للسعودية. وأضاف غطاس، في تصريحات خاصة ل"الفجر" أن حديث الرئيس في هذا التوقيت يرد على بعض الإشاعات التي يروجها البعض والتي لايمكن السكوت عنها، قائلاً: "المرحلة الحالية مرحلة حرجة ولابد من الحديث والمواجهة مع الرأى العام وتوضيح عدد من القرارات الأخيرة لوضع النقط على الحروف". وبسؤاله عن أهم القضايا التى تنتظر حديثًا واضحًا من الرئيس، قال غطاس إن هناك سبع قضايا مهمة يتوجب على الرئيس أن يبت فيها بشكل قاطع وحاسم وهي موضوع الجزيرتين، وسد النهضة، وأزمة الإجتراء الإيطالى بعد مقتل ريجينى، والأزمة الإقتصادية بعد ارتفاع الدولار وغلاء الأسعار، بالإضافة إلى المعركة الكبرى مع الفساد بعد عزل المستشار هشام جنينه من منصبه، وقضايا حقوق الإنسان بعد الهجمات الأوروبية الأخيرة، فضلًا عن الحديث عن المصالحة مع الإخوان وتركيا وقطر"، مؤكدًا أن الحديث الشهري الذى كان يقوم به الرئيس كان له رسالة قوية للتواصل مع المواطنين أول بأول، مطالبًا الرئيس بالخروج بحديث عاجل لتقديم بيان بالخطواتالتى أخذها فى كل قضية على حدة بدلاً من حالة التخبط التي يعيش فيها المصريين. عدم الاكتفاء بالبيانات الرئاسية وفى السياق ذاته، قال أحمد المنيسى، الباحث والمحلل السياسى، إن مؤسسة الرئاسة يجب أن تدلي بدلوها في كل القضايا المثارة على الساحة السياسية، وأن لايقتصر ذلك على قيام المتحدث بإسم الرئاسة بإذاعة بيان، قائلاً: "الناس عاوزة تعرف الرئيس توجهاته ايه وقراراته بياخدها بناءً على ايه"، مشيرًا إلى أن الأزمة المشتعلة بعد موضوع جزيرتى صنافير وتيران تكشف عن الفجوة العميقة بين الرئاسة والرأي العام، حيث تم الإعلان عن ذلك فجائيًا وبدون سابق انذار، وهو ما أحدث ردة فعل عنيفة وساخطة اعتراضًا على القرار، موضحًا أن توفر المعلومات وإتاحتها يوفر فرص الدخول فى أزمات وتصادمات لامبرر لها، لافتًا إلى أن إذا كانت الخارجية تمتلك وثائق فعليها أن توفر ذلك للمصريين قبل الزيارة وليس بعدها، لأن طريقة الإعلان عن تبعية الجزيرتين جاءت فى ظروف قيام توقيع اتفاقيات واستثمارات مع الجانب السعودى، وهو ما جعل البعض يشعر أن التنازل عن السيادة المصرية له مقابل مادى على حد قوله. وأوضح المنيسى فى تصريحات خاصة ل"اللفجر"، أنه على الرئيس أن يخرج ويوضح للمصريين بالمعلومات والوثائق ما الذي تم الإتفاق عليه مع الجانب السعودى، مشيرًا إلى أن هذا التعامل يجب أن يتم أيضًا مع قضايا أخرى مثل: سد النهضة ومصير المفاوضات المصرية الإثيوبية، وأزمة ريجينى مع ايطاليا، وأزمة جمعيات حقوق الإنسان، والأزمة الإقتصادية المتفاقمة وارتفاع الدولار وخطة وزراء المجموعة افقتصادية الجدد للتصدى للوضع الإقتصادى، بالإضافة إلى المعركة الكبرى مع الفساد.