شهدت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في اليابان كثاني دولة في جولته الآسيوية التي بدأها أول أمس الأحد ب«كازخستان»، نشاطًا مكثفًا، حيث بدأ الرئيس نشاطه اليوم الإثنين بخطاب تاريخي تلته عدة لقاءات مع قيادات ومسؤولين يابانيين. خطاب تاريخي أمام البرلمان الياباني وبدأ الرئيس نشاطه في اليابان بخطاب تاريخي في اليابان، حيث أنه هو سادس رئيس يلقي كلمة للبرلمان الياباني في تاريخه، وأول رئيس عربي، وثاني رئيس أفريقي بعد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، لذلك كانت كلمته تاريخية. وكان خطاب الرئيس بمثابة عقد شراكة للتعاون بين البلدين حيث قال: «لقد جئت إليكم اليوم حاملا رسالة تعاون وإخاء من الشعب المصري لأعبر لكم عن تقديره العميق لإسهام حضارتكم العظيمة في إثراء التراث الإنساني ودعمها للسلم والتنمية على مدار عقود طويلة.. ونتطلع لتوثيق علاقة مجلس النواب مع البرلمان الياباني إثراء للبعد الشعبي في العلاقات المصرية- اليابانية الراسخة». وأضاف: «مصر تتطلع للتعاون مع اليابان في مجال التعليم للاستفادة من تجربتها الرائعة التي جمعت بين الجودة الرفيعة للعملية التعليمية مع الاهتمام البالغ بغرس القيم الإنسانية الراقية للوطنية والعمل الجماعي التي أقدر أنها رافد أساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية». مؤتمر صحفي ومنذ قليل عقد الرئيس مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء اليابان، حيث بدأ الرئيس حديثه بشكر للدولة اليابانية على حفاوة استقباله، ثم أشار إلى أن المفاوضات و المباحثات مع زعيم اليابان انعكست على تطوير التعاون المشترك الاقتصادي بيننا، وساهم بدفعة جديدة في المجالات التنموية خاصة التعليم والطاقة والنقل. وأضاف: «ناقشت مع رئيس وزراء اليابان سبل التعاون فى عدد من المجالات الاقتصادية والتنموية.. فسيكون هناك تعاونا واعدا في مجال التعليم والمجالات الثقافية التي تمثل نقلة نوعية في مستوى التعاون بين البلدين. .ومباحثاتنا تناولت سبل مكافحة الإرهاب الذى بات يهدد الأمن والسلم الدوليين لنشر السلام والاستقرار حول العالم». كما أعلن «شينزو آبى» رئيس الوزراء الياباني، عن الاتفاق الذي عقدته مصر واليابان بتأسيس مشروع الشراكة التعليمية المصرية اليابانية، حيث قال خلال المؤتمر الصحفي: «يسرني أن نستقبل ما لا يقل عن ألفى و500 طالب ومتدرب على مدى ال5 سنوات القادمة، بهدف إدخال النظام التعليمي الياباني إلى مصر». لقاءات ثنائية وفور وصوله اليابان عقد الرئيس عدة لقاءات ثنائية، حيث التقى بمقر إقامته في طوكيو برئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي «جايكا»، شينئيتشي كيتاوكا، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي، وسفير مصر باليابان السفير إسماعيل خير، لشكره على المساعدات التي قدمتها الوكالة لمصر في إطار المشروعات التنموية التي قامت بتنفيذها في العديد من المجالات، ولتجديد سبل التعاون مع الجايكا من أجل تنفيذ المزيد من المشروعات، ولاسيما مشروعات الطاقة والنقل من خلال خطوط مترو الأنفاق، وكذا مشروع المتحف المصري الكبير. كما التقى بكلا من رئيس شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة ورئيس شركة ميتسوبيشي هيتاشي لأنظمة الطاقة، وهما من كبريات الشركات اليابانية على المستوى العالمي، وذلك بحضور وزيريّ الكهرباء والتعاون الدولي، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وخلال اللقاء قام مسئولَيّ الشركة اليابانية باستعراض المشروعات التي تعكف الشركة على دراسة تنفيذها في مصر، خاصة في مجال الطاقة مثل إعادة تأهيل عدد من محطات الطاقة القائمة، وتوفير توربينات عالية الكفاءة لمحطات توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي، وتوفير التكنولوجيا الحديثة لمحطات توليد الطاقة من الفحم، إضافة للمساهمة في مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، كما عرضا سابقة أعمال الشركة في مصر والمشروعات الجاري تنفيذها، خاصة في مجال الطاقة. التوقيع على اتفاقيات وقروض ميسرة كما شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء اليابان، التوقيع على عدد من الاتفاقيات والقروض الميسرة في مجالي النقل والطاقة، حيث وقعت الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي الاتفاقيات التي تشمل ثلاثة قروض ميسرة لمشروعات في مجالات النقل والطاقة بإجمالي ما يزيد عن نصف مليار دولار بفائدة تتراوح بين 0.1% و0.3%، ومنها اتفاق قرض ميسر لتمويل مشروع تطوير مطار برج العرب الدولي، وقرض لتمويل مشروع إنشاء محطة كهرباء بواسطة الخلايا الفوتوفولتية، وقرض لتمويل مشروع رفع كفاءة استخدام الطاقة لثلاث شركات توزيع كهرباء شمال القاهرة والإسكندرية وشمال الدلتا». القرض الذي سيموّل مشروع تطوير مطار برج العرب الدولي، سيكون بمبلغ 18.2 مليار ين ياباني 154.5 مليون دولار وبفائدة سنوية 0.1% وفترة سداد 40 سنة، منها 10 سنوات فترة سماح، ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء مبنى جديد للركاب بسعة 4 ملايين راكب سنويًّا، والمطار الجديد مصمم بحيث يكون أول مطار صديق للبيئة. وقرض لمشروع رفع كفاءة استخدام الطاقة لثلاث شركات توزيع كهرباء شمال القاهرة والإسكندرية وشمال الدلتا بمبلغ 24.762 مليار ين ياباني 210.3 مليون دولار بفائدة سنوية 0.3%، وفترة سداد 40 سنة منها 10 سنوات فترة سماح ويهدف هذا المشروع إلى تحسين استخدام الطاقة داخل قطاع توزيع الكهرباء بتقليل الفاقد أثناء عملية توزيع الكهرباء. وآخر لتمويل مشروع إنشاء محطة كهرباء بواسطة الخلايا الفوتوفولتية قدرة 20 ميجاوات بالغردقة بمبلغ 11.214 مليار ين ياباني 95.2 مليون دولار بفائدة سنوية 0.1% وفترة سداد 40 سنة منها 10 سنوات فترة سماح، ويهدف المشروع إلى إنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بمصر تعمل بالكامل بنظام الخلايا الفوتوفولتية.
