«صنع في مصر» جملة لم تعد تراها كثيرًا على المنتجات في الأسواق المصرية، بل باتت المنتجات المستورد تطغى عليها، مما يؤدي إلى ركود الصناعات المصرية التي اختفت منذ عقود طويلة، وهو ما ينذر بإنهيار اقتصادي خاصة مع الارتفاع الأخير لسعر الدولار. وهذا ما رصدته «الفجر» من خلال آراء المواطنين بالشارع المصري، حول اندثار الصناعة المصرية لتحل محلها المنتجات المستوردة. في البداية يقول حسين السيد، صاحب محل ملابس: «المنتجات المستوردة والتي تمتاز بصفات ذات جودة عالية تلاقي استحسان المستهلك مقارنة بالمصري حاليًا »، لافتًا إلى أن جميع زبائنه يفضلون المنتج التركي. وتابع صاحب محل الملابس: أن « من مصلحتنا أن يكون في منتج مصري كويس يرحمنا من الغلاء بدلا أن نشتري المنتج الصيني وغيره من المنتجات المستوردة، لكن للأسف لا توجد نفس كفاءة الخارج من حيث العمال». المنتج المصري فقد ثقة المستهلك ووافقه الرأي مصطفى عبد الرحمن، مهندس كيميائي، حيث قال: «لا يوجد منتج مصري لكي أشتريه»، مشيراً إلى أن الشركة التي يعمل بها تقوم باستيراد جميع الأدوية ولا يوجد منتج مصري، وإن وجد فهو رديء جدًا، ومؤكدًا أن المنتج المصري فقد ثقة المستهلك بسبب عدم الاهتمام بجودته».
من جانب آخر خالفه الرأي أحمد رمضان، أحد المواطنين قائلاً: "إن آخر مرة أشترى بها منتج مصري كان من ثلاثة أسابيع، لكونها عالية الجودة"، مشيرا إلى أنه اشترى جاكت وبلوفر بسعر مناسب أمَا المستورد غالي حتى لو صيني. كسل الشباب قتل الصناعة المصرية «احنا بقينا من أهل الصين وبلدنا ما بتعملش حاجة ».. هكذا عبرت بثينة إبراهيم، عن استيائها من انتشار المنتج الصيني الذي غزى الأسواق المصرية في الفترة الحالية؛ قائلة: «أحسن بلد مصر تصنع الحاجة، وعندنا الثقة التامة بالصناعة المصرية ونحرص على شراء كل منتج يحمل العلامة التجارية المصرية إن كان متوفراً بالسوق»، مضيفةٍ: أحرص دائما على شراء المنتج المصري لكن فين اللي بيعمل الشباب كسلان، متمنية أن تعيد الصناعة المصرية إحياء نفسها مرة أخرى ودعم المنتج والصناعة الوطنية التي يعتمد عليها اقتصاد الدولة، إضافة إلى التأكيد على تشغيل المصانع من أجل القضاء على البطالة، وعن أخر منتج مصري أشترته كان « شنطة، وحذاء». الحذاء المصري ينقرض وأضاف عباس حسن، صاحب محل أحذية بمنطقة فيصل، أن مصر تعاني من عجز كبير في مستلزمات الإنتاج الخاصة بصناعة الأحذية والتي يدخل فيها أكثر من 130 مكملا من البطانة والكعب والقالب والمواد اللاصقة الأخرى، قائلًا إن الحذاء الصيني يتميز بجمال الموديل لكن بعض الزبائن تقوم باسترجاع الحذاء بعد ارتدائه بسبب تقشير جلده وعدم «تقفيله» بشكل جيد وهو ما يؤدى إلى خسارتنا، ويضيف: «الحذاء المصري انقرض بعد ارتفاع أسعار الخامات ورغم رداءة الصيني لا نجد البديل فسعر الصيني يتراوح ما بين 50 120 جنيها ». المنتج المصري يعيش .. والصيني يضر الصحة وأوضح حسام عبد المولى بائع نجف بمنطقة العتبة، أن النجف المصري يتكون من النحاس والحديد والكريستال المصري، مضيفًا بأن هذه الخامات غالية إضافة أن الأيدي العاملة قليلة وتحتاج صناعتها إلى وقت طويل في الصناعة؛ لذا بيكون الانتاج ضئيل، ونظرًا لعدم الإقبال عليه، أمَام الصناعة الصينية دائما الاقبال عليها أكثر بالنجف لأنها مطلعة على كل ما هو جديد بالشكل الخارجي الذي يجذب الزبون، لكن خامتها رديئة جدًا، مضيفًا أن المنتج المصري يعيش مدى الحياة أمَا الصيني مجرد وقت. ويضيف بائع النجف، أن المنتج الصيني يوفر للتاجر أكثر من المنتج المصري، نظرًا لتوفير المصانع ونسبة التكلفة العالية، من 100 % إلى 5 %، إضافة أنها تعمل بكل الخامات، لافتًا إلى أن المنتج الصيني بنسبة 80 % في كل القطاعات العمر الافتراضي ضعيف وليس عمليًا وتكلفتها لا تذكر، إضافة للأضرار الصحية. آليات اقتصادية لحماية المنتج المصري في هذا الصدد أوضح الدكتور «عبد الرحمن طه» خبير الشؤون الاقتصادية، أنه يجب أن تكون هناك آليات حماية اقتصادية وتجارية وقانونية تمكن المنتجات المحلية خاصة للمنتجات الغذائية والدوائية والمنزلية ليكون لها مكانتها في السوق المحلي، وأيضا دعم القطاعات الانتاجية لأقصى مدى حفاظا على المنتج المصري.