عقد عباس شومان، وكيل الأزهر، والدكتور محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، لقاء موسعًا بوعاظ مناطق سوهاج والمنيا وأسيوط والوادي الجديد بمقر كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، وذلك لعرض ما تم خلال المرحلة الحالية من جهود للإصلاح والتطوير داخل مؤسسة الأزهر الشريف، والجهود التي تتم من أجل تجديد الخطاب الديني، ووضع جميع الأزهريين أمام مسئولياتهم من أجل مواصلة تلك الجهود والعمل على نهضة الأزهر الشريف والارتقاء برسالته الدعوية. وفي كلمته قال وكيل الأزهر: إن هذه اللقاءات تهدف إلي التواصل مع وعاظ الأزهر الشريف والشد من أزرهم للقيام بالمهام الكبيرة الملقاة على عاتقهم، في ظل الظروف التي نعيشها اليوم والتي يواجه فيها الأزهر استهدافا يعد الأشرس من ذي قبل للنيل من العلماء حتي وصل الأمر بمن يقومون بالاستعانة بأشخاص لا يملكون من العلم شيئا للهجوم على الأزهر. وأكد مؤكدا أن الأزهر يدرك جيدا أبعاد تلك المؤامرة الخبيثة وبتوفيق من الله حققنا نجاحات كبيرة في صد هذا الهجوم والتي كان أخرها استغلال أحد طلاب الأزهر في تشويه صورة الازهر، مشددا على أن الخطورة الحقيقية تقف خلف من استغل هذا الشاب، مطالبا وسائل الإعلام بتحري الدقة قبل إعلان أي خبر أو معلومة تسهم في خداع الناس والمؤسسات دون التأكد من صحتها. ووجه وكيل الأزهر، للوعاظ سؤالا لماذا هذه السلسة من المكائد التي تحاول النيل من الازهر بالرغم من أنه لم يفعل شيئا إلا الخير؟ ولماذا يحاولون النيل منه ؟ مؤكدا أن كل من يخطط شيئا للأزهر سيفشل مهما حاول. وأكد وكيل الأزهر، أننا نعول كثيرا على علماء الازهر وعلى الوعاظ للتصدي لتلك المحاولات الضارة والمفسدة للناس، مشيرا إلى أن عمل الواعظ ليس إلقاء خطبة الجمعة فلديهم مهام كبيرة أخرها خطبة الجمعة لأنها مسئولية الأوقاف، فالواعظ لديه مهام كبيرة تكمن في إرشاد الناس في كل مكان بدءا من المقاهي والأندية ومراكز الشباب وأماكن التجمعات الشبابية والاقتراب منهم، وكذلك المؤسسات المختلفة فالواعظ مكانه الحقيقي بجوار الناس، موضحا أن شيخ الازهر يواصل العمل ليل نهار للارتقاء برسالة الدعوة وتصحيح الافكار التي تبث يوميا من خلال الوسائل الحديثة التي اختطفت الكثير من الشباب. ووجه وكيل الأزهر، النقد لكل من يتحدث في قضية تجديد الخطاب الديني دون علم ، فقد أصبحنا نري أناس لا يعرفون معني التجديد و يطلقون العنان لأنفسهم للتحدث في أمور لا يعلمون عنها شيئا، مشددا على ضرورة أن يتحدث في قضية التجديد من كان ملما بما يتحدث فيه. وقال محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الإمام الأكبر مهموم بقضايا الوعاظ ويسعى لأن يكون لهم دور أكبر للإسهام في زيادة عطاء الأزهر في جميع دول العالم. وأضاف أننا نمر بمرحلة تحتاج لتضافر الجهود من الجميع وخاصة الوعاظ لأن دورهم محوري وهام وهذه اللقاءات تهدف لوضع الوعاظ أمام الصورة كاملة واستعراض الواقع لنعرف أين نحن مما يحدث على الساحة ليكون لهم دور أكبر، مشيرا إلى تلك المحاولات التي تعمل على اختزال دور الأزهر في قصايا فرعية وإلصاق التهم لمناهجه التي تم تعديلها. ولفت الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إلى اتخاذ عدة اجراءات من شأنها أن ترتقي بالوعاظ منها مشروع مكتبة الواعظ التي وافق عليها فضيلة الإمام الأكبر بمنح الوعاظ مجموعات متنوعة من كتب التراث والقضايا المعاصرة، وكذلك فتح الباب لترقيات الوعاظ من خلال امتحانات تتم قريبا، واجراء اختبارات شهرية ترتبط بالحوافز والترقيات، وتطوير لجان الفتوي بالمحافظات ودعمها بكوادر مؤهلة ،وعقد دورات تدريبية وفتح باب الترقي أمام المجتهدين واعداد قاعدة بيانات للوعاظ المتميزين، و سجل لتحضير ثلاث دروس أسبوعيا وهي رؤية جديدة لتفعيل دور الوعاظ شكلا ومضمونا، مطالبا الوعاظ بضرورة النزول لأرض الواقع ومعالجة قضايا الناس، والاقتراب من الجميع. وأكد سعد خلف عميد كلية الدراسات الاسلامية للبنات بسوهاج أكد على أهمية الرسالة التي يؤديها وعاظ الأزهر في الفترة الأخيرة، وأنها تمثل ركيزة أساسية في استقرار الوطن وتقدمه.