أبرزهم أسامة الشيخ وطارق المهدى وحسن حامد لم ينج ماسبيرو من الأزمات فى أى عصر من العصور، لكنها ظلت تتراكم حتى وصلت فى هذا الزمان إلى أشدها، لذلك اقترب موعد الحسم بمشروع متكامل للهيكلة، ولأن هناك عدداً كبيراً من القيادات تولت رئاسة الاتحاد، وكان لديهم تصور لحل الأزمات التى واجهتهم فى المبنى، لكن لم يسعفهم الوقت الذى قضوه فى مناصبهم، قررنا الحديث مع كل منهم لمعرفة ما يجب أن تضعه الهيكلة فى اعتبارها. عن ذلك أكد حسن حامد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق أن أبرز المشكلات التى واجهته أثناء توليه المنصب، هى العمالة الزائدة وتضخمها المستمر الذى ظهر قبل الثورة، ورغم أن الموارد فى عهده كانت «كثيرة»، حينها إلا أنه كان يعانى دائماً من كثرة المحطات التليفزيونية والإذاعية وهو ما يتطلب ميزانيات «ضخمة»، يعجز ماسبيرو على سدها، وأضاف «حامد» إن حل كل هذه المشكلات فى ماسبيرو ليس سهلاً، لكنه «ممكن»، بشرط أن يتم غلق باب التعيينات نهائياً، إضافة إلى دمج بعض الخدمات المتشابهة، وأن هذه الحلول ستقوم بتوفير إعلام أفضل وتكلفة أقل فى نفس الوقت، وأكد أنه مع «الهيكلة» قلباً وقالباًولكنها يجب أن تكون رشيدة حتى توفر الحد المطلوب من إعلام الدولة وأن تحافظ على العمالة «المتميزة» داخل المبنى فقط، وأضاف «حامد» يجب أن تكون «عمالة» ماسبيرو مدربة جيداً وعلى مستوى عال من المهنية، وأن تكون موجهة بشكل سليم، وبذلك يمكن أن يوصل رسالة ذات مضمون وأن ينافس على مستوى المنطقة العربية وليس فقط داخلياً. واتفق معه المهندس أسامة الشيخ - أبرز من تولى منصب رئيس الاتحاد-، أن أهم مشكلة واجهته أثناء توليه مسئولية المبنى هو مستوى العمالة الموجودة، بأن أغلبهم كان غير مؤهل للعمل الإعلامى داخل مؤسسة عريقة مثل الاتحاد، وهو ما يمكن علاجه عن طريق التدريب والتطوير، وقال «الشيخ»: «أنا مش مع مصطلح الهيكلة من الأساس»، وأضاف: إنه يجب على القائمين على مشروع «الهيكلة» أن يهتموا بالتطوير الإدارى والاقتصادى، والحل لا يكمن فى تصفية العاملين، و«الهيكلة» يجب أن تتمثل فى الإنفاق على المحتوى وليس على العمالة، لأن ما يحدث هو الإنفاق على العاملين أكثر من الديكورات والاستوديوهات والبرامج وهو شىء غير منطقى ويسقط أى مؤسسة إعلامية، مؤكداً أنه لا يعلم حقيقة «الهيكلة» التى سيتم تطبيقها على المبنى خلال الأيام المقبلة. ويرى طارق المهدى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، أنه يرفض تدخل أى من القيادات السابقة فى وضع قواعد وأسس مشروع «الهيكلة»، خاصةً أنه ملف تديره الدولة من وجهة نظرها «الخاصة»، وأكد أن كلمة «هيكلة» هى كلمة «سيئة السمعة» وغير واضح ما هو المقصود منها تجاه مبنى «ماسبيرو» حتى الآن، وأضاف إنه خطأ كبير أن يقوم البعض بالحديث عن شكل «الهيكلة»، وأن هذه الأحاديث تثير «البلبلة» بين العاملين فى الاتحاد، كما يوضح «المهدى» أن أسوأ شىء فى المبنى هو أن هناك «حرباً داخلية» مستمرة بين العاملين وبعضهم وبين القيادات وهو ما يؤدى إلى تراجع مستوى الإعلام الوطنى، وأن هذه الحرب تظهر على الشاشة، وأنه يجب أخذ هذه الحرب فى عين الاعتبار، وسيكون الحل هو أن يعمل كل موظف فى تخصصه «الأساسى» تجنباً لحدوث مثل هذه الحروب.