هدد هجوم للجيش السوري خطوط إمداد المعارضين إلى مدينة حلب الشمالية اليوم في حين اجتمع مبعوث الأممالمتحدة مع ممثلين عن الحكومة في محاولة للمضي قدما في محادثات سلام تبدو شبه مستحيلة مع استمرار القتال.
وأعلن مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا، البدء الرسمي لمحادثات السلام السورية، أمس، في أول محاولة منذ عامين لإنهاء الحرب التي أودت بحياة ربع مليون شخص وتسببت في أزمة لاجئين في المنطقة وفي أوروبا.
وقال ممثلو المعارضة والحكومة إن المحادثات لم تبدأ فعليا في حين استمر القتال على الأرض بلا هوادة.
وألغت المعارضة اجتماعا مع دي ميستورا بعد ظهر اليوم وأصدرت بيانا نددت فيه بتسريع حملة القصف العسكرية التي تقوم بها الحكومة السورية وروسيا على حلب وحمص ووصفتها بانها تهدد العملية السياسية.
ووصفت المعارضة الهجوم على شمال حلب بأنه الأشد حتى الآن.
وقال أحد قادة المعارضة إنه يمكن للحكومة والميليشيات المتحالفة معها محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب المقسمة وناشد الدول الأجنبية التي تدعم المعارضة بإرسال المزيد من الأسلحة.
وأوضحت الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل المعارضة الرئيسية بعد اجتماع مع دي ميستورا، أمس، إنها لم ولن تبدأ التفاوض ما لم توقف الحكومة قصف المناطق المدنية وترفع الحصار عن المناطق المحاصرة وتطلق سراح المعتقلين.
ونفى رئيس وفد الحكومة السورية أيضا بدء المحادثات بعد مناقشاته مع دي ميستورا، اليوم.
وقال بشار الجعفري بعد محادثات استمرت ساعتين ونصف إن المبعوث الدولي لم يقدم جدول أعمال أو قائمة بالمشاركين من المعارضة.
وأضاف ل"رويترز" في مقر الأممالمتحدة في جنيف أن التحضيرات لم تستكمل بعد.
وأضاف إنه إذا كانت المعارضة مهتمة حقيقة بحياة السوريين كان يتعين عليها إدانة قتل أكثر من 60 شخصا يوم الأحد في قصف لتنظيم "داعش" لحي يضم أحد أهم المزارات الشيعية في البلاد.
وقال مصدر من الأممالمتحدة إن "دي ميستورا" وعد بتقديم قائمة بأسماء وفد المعارضة بحلول يوم الأربعاء.
وكان تشكيلة وفد المعارضة أثارت خلافات شديدة بين قوى إقليمية ودولية استدرجت للصراع.
وأوجدت أزمة اللاجئين وتوغل مقاتلي تنظيم "داعش" في مناطق واسعة بسوريا ومنها إلى العراق ضرورة أكبر لحل الصراع الدائر في سوريا منذ 5 سنوات.
لكن فرص النجاح الضئيلة أصلا تتراجع فيما يبدو بدرجة أكبر مع استمرار الحكومة في هجماتها قرب حلب وفي مناطق أخرى ومع تصاعد التوتر بين القوى الإقليمية التي استدرجت للصراع وبخاصة السعودية وإيران.
وتتقدم القوات الحكومية بدعم من غارات جوية روسية في مواجهة المعارضين في عدة مناطق في غرب سوريا حيث تتركز المدن الرئيسية.