من إغلاق البلاد في وجه المسلمين الى إطلاق النار على المهاجرين، ترامب وبيتري في صعود شعبوي متواصل، مدعومين بهجمات الجهاديين.
تصريحات صادمة معادية للمهاجرين يقابلها رفض رسمي وتجاوب شعبي وربما تسفر عنها مكاسب سياسية كبيرة. لعل هذا ما يجمع دونالد ترامب وفروك بيتري في موقفهيما من التدفق غير المسبوق للفارين من مناطق النزاعات لا سيما في الشرق الأوسط.
وتترافق موجات الهجرة مع أسئلة حول الهوية الوطنية والاقتصاد في البلدان المستقبلة وعلى رأسها ألمانيا التي وصلها 1.5 مليون طالب لجوء خلال 2015.
كما تتزامن مع هجمات دموية في بلدان أوروبية وفي الولاياتالمتحدة، اعلن جهاديون مسؤوليتهم عنها، واعطت مسوغا لسياسيي اليمين في انتهاج خطاب عدائي تجاه المهاجرين.
زعيمة حزب "البديل من اجل المانيا" فروك بيتري دعت السبت الى اطلاق النار على من يحاول عبور الحدود الالمانية، مدعومة باستطلاعات رأي رفعت شعبيتها على حساب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة انغيلا ميركل التي تتبنى سياسة "الأبواب المفتوحة" مع المهاجرين.
وقالت هذه السياسية الشعبوية إن شرطة الحدود "ينبغي أن تكون قادرة إذا اقتضى الأمر على استخدام أسلحتها النارية، كما ينص القانون".
وأضافت في تصريحات لصحيفة "مانهايمر مورغن" الإقليمية "لا يريد أي شرطي إطلاق النار على لاجئ وأنا لا أريد ذلك أيضا. ولكن كحل أخير يجب أن يكون هناك لجوء إلى الأسلحة النارية".
ورفضت الحكومة الالمانية تصريحات بيتري.
ووفقا لاستطلاع نشرته صحيفة "بيلد أم سونتاغ"، فإن الدعم الشعبي للاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل وحزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي تراجع بنقطتين من 36 بالمئة إلى 34 بالمئة فقط.
كما تراجع الدعم للحزب الديمقراطي الاجتماعي الشريك الأصغر في ائتلاف اليمين واليسار، بنسبة نقطة مئوية واحدة إلى 24 بالمئة، وفقا للاستطلاع الذي شارك فيه 1638 شخصا وأجري بين 21 و27 يناير.
وفي المقابل تصاعدت شعبية اليمين المتطرف، حيث سجل حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي الذي أثار بلبلة السبت باقتراحه السماح للشرطة بإطلاق النار على المهاجرين لمنعهم من دخول ألمانيا، ارتفاعا بنقطتين عند 12 بالمئة مقارنة باستطلاع مماثل نشر قبل أسبوع.
وشهد هذا الحزب المشكك بالاتحاد الأوروبي انقساما في قيادته وانحرافا باتجاه اليمين، إذ أعرب بعض قادته عن دعمهم لحركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام.
وفي الولاياتالمتحدة، يتصدر استطلاعات الرأي المرشح الرئاسي المحتمل دونالد ترامب الذي أطلق جملة من التصريحات المعادية للمهاجرين وطلب اغلاق الحدود في وجه المسلمين منهم.
وفي ديسمبر الماضي، دعا هذا الملياردير الى اغلاق الحدود "بشكل مؤقت" امام المسلمين. ومنذ ذلك الحين تتزايد احاديثه عداء للمهاجرين مع ارتفاع في حظوظه بدعم شعبي.
واظهرت اخر استطلاعات الرأي بين ناخبي الحزب الجمهوري اتساع الفارق في المقدمة لمصلحة ترامب.
ورفض البيت الابيض وسياسيون كبار تصريحات ترامب الذي بات يشعر بانه الاقرب الى الفوز على الأقل بترشيح الحزب الجمهوري، فضلا عن طموحاته في الوصول الى الرئاسة.