افتتحت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا لها قائلة "تخاذل شديد يمكن أن يصل إلى حد التواطؤ، هذا هو لسان حال الموقف الغربي – الأمريكي تجاه مقاتلة داعش، فما بين الأعذار الأمريكية وصولًا إلى الإمدادات التركية للتنظيم الإرهابي، يقف فلاديمير بوتين وحيدًا في حربه ضد جماعات قاطعي الرؤوس. هكذا لخصت الصحيفة الموقف الحالي في مواجهة التهديدات الإرهابية المتزايدة، خاصة بعدما قلل الكرملين من إمكانية تشكيل ائتلاف موسع مع الغرب لضرب الدولة الإسلامية في سوريا، على الرغم من الزيارات الشخصية من قبل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى كل من واشنطن وموسكو في أعقاب سلسلة من الهجمات الإرهابية المروعة والتي عصفت بباريس. ونقلت الصحيفة عن ديمتري بيسكوف - المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قوله: إنه من سوء الحظ، أن يكون شركاءنا ليسوا على استعداد للعمل في ائتلاف واحد على الأقل في الوقت الحالي. وجاءت تصريحات "بيسكوف" بعد مرور أقل من 24 ساعة على إعلان بوتين عن استعداد روسيا للتعاون مع قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة، ولكن كان الصمت الأمريكي والغربي هو الرد الوحيد على دعوة الرئيس الروسي. وأضافت الصحيفة أن الدعوة الروسية للتعاون، تأتي شريطة توفير المأوى الدبلوماسي والعسكري للرئيس السوري بشار الأسد، في حال تخليه عن السلطة، وهو أمر لم تعارضه باريس، إذ أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عن احتمال الاعتماد على قوات الأسد في خوض المعرك البرية ضد الدولة الإسلامية، ولكن فقط في سياق عملية الانتقال السياسي في سوريا، التي من شأنها إزالة الأسد من السلطة. ولكن الأزمة الحقيقة تكمن في عدم وجود رغبة حقيقة لدى واشنطن، كي تقاتل هذا التنظيم الإرهابي، دون وجود مبررات واضحة، وهو ما جعل باقي الحلفاء يكتفون بعبارات التنديد، دون القيام برد فعل مناسب، انتظارًا لصدور التعليمات الأمريكية، الأمر الذي يشكل ضغطًا هائلًا على بوتين والإدارة الروسية، فمن ناحية القوى العسكرية فإن روسيا لا تحتاج إلى حلفاء كي تخوض حربًا واسعة النطاق ضد داعش، ولكن ما تحتاجه روسيا حقًا، هو وجود غطاء دولي للعمليات العسكرية، حتى لا يتم تحميل روسيا كافة النتائج بمفردها.