بعد حصدها 120 مقعدا فى الانتخابات فازت قائمة «فى حب مصر» ب120 مقعدا فى الانتخابات البرلمانية، والآن وبعد أن انتهت المرحلة الثانية من الانتخابات، بدا واضحا أن «حب مصر» هى التى ستشكل الأغلبية البرلمانية. مراحل عدة مرت بها القائمة التى ظهرت فجأة بعد تنحى الدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء الأسبق عن المشهد بعد أن فشل فى إعداد قائمة وطنية تضم جميع أطياف المجتمع الذى نص عليها الدستور. قاد اللواء سامح سيف اليزل القائمة فى هدوء، أجرى اتصالات، وعقد اجتماعات مع عدد من القوى السياسية، تمكن خلالها من اختيار ممثلى القائمة. لم يلتفت إلى حملات الهجوم التى شنها عليه قادة الأحزاب التى استبعدت من القائمة فى اللحظات الأخيرة قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، من جهة، ولم تؤثر عليه الحرب الشرسة التى أعلنتها عليه المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية السابق ومؤسسة التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية، بعد أن اتهمته بالتحالف مع تنظيم الإخوان والاجتماع مع قيادات الجماعة بالخارج للحصول على أصواتها، قائلة إن ذلك يعد اختراقا للأمن القومى المصرى، لافتة إلى أنها ستتقدم ببلاغ حول هذه الوقائع إلى النائب العام . اعتقد البعض أن هذه الاتهامات قد تؤثر على نتيجة المرحلة الثانية، لكن ما حدث لم يؤثر فى شيء، حيث استكملت القائمة تقدمها، لتحصد 60 مقعدا تضاف إلى سابقيها التى حصلت عليها فى المرحلة الأولى. نجح اليزل فى تشكيل قائمة قوية استطاعت اكتساح الانتخابات من المعركة الأولى، على الرغم من حالته الصحية كونه يعانى من مرض السرطان وسافر مؤخرا للعلاج فى أمريكا. وأرجع البعض نجاح اليزل إلى عدة أسباب جاء على رأسها تمتعه بكاريزما القيادة، إضافة إلى أنه رجل حازم بطبيعة حال أبناء القوات المسلحة، وهو ما دعا البعض إلى طرح اسمه كأحد الأسماء التى من الممكن أن تقود البرلمان المقبل، سواء فى مقعد رئيس البرلمان أو زعيم الأغلبية. وعلى الرغم من أن كثيرا من المحللين السياسيين والبرلمانيين الفائزين فى مجلس النواب يذهبون إلى أن رئيس المجلس المنتظر سيأتى من خارج المجلس «من المعينين»، بل إن الأسماء انحصرت فى المستشار أحمد الزند وزير العدل والمستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق وعمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إلا أن اليزل لم يختف اسمه بين الأسماء المطروحة لتولى هذا المنصب. انتهت الانتخابات بالنسبة لقائمة فى حب مصر، لكن لم تنته مهمة تشكيل الأغلبية البرلمانية، فعلى قدم وساق يعمل اليزل ومعاونوه على رأسهم مصطفى بكرى، على ضم أكبر عدد من المستقلين إلى التحالف المنتظر، وهو ما حدث بالفعل وأتى ثماره بعد أن وافق عدد كبير من أعضاء المجلس الفائزين من المرحلة الأولى على هذا التحالف، بل أكدوا ذلك من خلال توقيعهم على وثيقة تؤكد ولاءهم الكامل واتفاقهم مع كل توجهات وقرارات التحالف. لكن تظل هذه الوثيقة شوكة فى حلق بعض النواب «الحزبيين» على رأسهم حزب المصريين الأحرار، الذى يسعى بدوره إلى أن يكون رقماً فعالاً فى المجلس وتشكيل كتلة لا يستهان بها، حيث اشترطت هذه الوثيقة على المنضمين عدم «التحزب» والالتزام بكل القرارات التى تتخذها «فى حب مصر» تحت القبة، وهو الشرط الذى رفضه ساويرس ورجاله فى البرلمان. كل المؤشرات تؤكد أن «فى حب مصر» بقيادة اليزل ستشكل الأغلبية البرلمانية، وهو ما أعلنه النائب علاء عبدالمنعم، بقوله إن ائتلاف الدولة المصرية نجح فى ضم 350 نائبا إليه حتى الآن سواء من المستقلين أو المنضمين لأحزاب مثل مستقبل وطن والأحرار الجمهورى والوفد والمؤتمر.