على ما يبدو أن ما يعانيه الرجال من ضغوط في الحياة يتم تفريغها وتحويلها إلى عنف ضد المرأة، باعتبارها الأضعف في المجتمع للخروج من الحالة التي يعاني منها. وأوضحت التقارير الخاصة بالمجلس القومي للمرأه أن أغلب شكاوى النساء تتلخص في ما يمارس تجاهها من العنف، وهو الأمر الذي اتضح من خلاله أن هذا العنف يأتيها من أقرب الناس اليها مثل: "الأب – الأخ – الزوج" أظهرت هذه التقاير أن التحرش لم يحظي بالمركز الأول كما كنا نتوقع ولكنه جاء في المركز الثاني بفارق يبدو كبير بعد أن أحتل العنف المركز الأول باكتساح. واتضح من خلال تقرير إحصائي أن مكتب الشكاوى بالمجلس القومي للمرأه تلقي 206 شكاوي من النساء بسبب العنف تجاههن خلال الفترة من بداية 2014 حتى 25/11/2015 منها 95 شكوى من العنف الأسري بنسبة 46،11٪ من مجمل شكاوى العنف وشكاوى التحرش اللفظي والجنسي حصل على المرتبة الثانية ب49 حالة وشكوى، والعنف المجتمعي والمؤسسي احتل المرتبه الثالثه ب36 حالة، والضرب والتعذيب في المرتبة الرابعة ب 13 حاله وتلقى أيضا 4 حالات اغتصاب وحاله هتك عرض وحالة خطف وأخرى عنف عائلي وحالة خطف أطفال و5 بلاغات عنف أخرى حيث روت مواطنه أنها حصلت على علقه موت من زوجها وطردت من مسكن الزوجيه بقميص نومها والسبب "غسيلها نقط على غسيل حماتها" التي تسكن معها في منزل تملكه عائلة الزوج. ولجأت إلى القضاء وحصلت على حكم تمكين للعوده إلى مسكن الزوجيه لأنها حاضنة لطفل رضيع ولكنها تفاجأت أن زوجها أزال باب المنزل وسد الفراغ بالطوب والأسمنت حتى لا تستطيع الدخول للمنزل. فيما قالت أخرى، إنها تعرضت لإيذاء نفسي بسبب تحايل زوجها الميسور الحال تنصله من دفع نفقه أطفاله بعد أن تم الطلاق من والدتهم وتزوج بأخرى، وبالرغم من أن هذا الزوج يمتلك مصنع رخام بمنطقه شق التعبان إلا أنه تحايل وقال أمام المحكمة إنه مجرد عامل باليومية وبطبيعة الحال لم يتمكن محاميها من اقناع المحكمة فحكم القاضي بنفقه قدرها 40 جنيها. ونتيجه لذلك انهارت نفسيًا بعد الحكم، وذلك لأن زوجها مليونير وأطفالها جائعين، واستطاعت أن تثبت راتب الزوج بمعاونة محامي المجلس القومي للمرأه وبالفعل حصلت على نفقة بمبلغ كبير. وقالت مواطنة أخرى إنها تم اغتصبها من قبل زوجها عدة مرات قبل هروبها من مسكن الزوجية، وذلك لأن الزوج كان يتعاطي المخدرات ويشاهد أفلام إباحيه تنقل ثقافة جنسية خاطئة وبالتالي نتج عن ذلك علاقه زوجية غير شرعية، واستطاعت أن تحصل على حكم بالطلاق بعد أن اثبت الكشف الطبي تعرضها لضرر جسدي جسيم نتيجه العنف الجنسي. بينما أفادت أخرى إنها تعرضت للضرب والتعذيب من قبل والدها بسبب "قلم روج" بعد أن حرمها هذا الوالد من إكمال تعليمها وخرجت من المدرسة بعد أن أنهت المرحلة الإبتدائية ولم يشفع لها تفوقها الدراسي لتكمل وذلك بسبب الموروث الثقافي للأب الذي قرر منعها من الخروج حتى ولو لزيارة الطبيب.
