إمبارح كنت ماشية بعربيتي على محور المشير طنطاوي عشان أطلع كوبري اكتوبر..وكنت مشغلة فيروز وسرحانة مع الأغنية ،وفجأة لقيت واحد في عربية فارهة جنبي عمال يضرب لي كلاكس وبيشاور لي كأنه بيكلمني وعاوز يقول لي حاجة.. وبصراحة بما إني بفقع مرارة المصريين عشان بلتزم بقواعد المرور فمتعودة على قلة أدب الناس وتعليقاتهم السخيفة ..فأعتقدت إنه زعلان عشان ماعديتهوش أو عشان ملتزمة بسرعة الطريق (كالعادة )،بس لقيته مصمم وعمال يديني كلاكس ويكلمني وانا مش فاهمة منه حاجة ،فوقفت عند مبنى امن الدولة قبل طلعة الكوبري قبل الكمين بشوية عشان اعرف إيه حكايته ..لقيته ركن هوا كمان ونزل من عربيته وجاي ناحيتي،وانا خفت انزل فاكتفيت اني افتح الشباك نص فتحة وكانت الصاعقة: البيه بيقول لي لو سمحتي انا عاوز رقم باباكي عشان آجي أتقدم لك وأتجوزك....!!!!!!!؟؟؟؟؟؟ المفاجأة كانت بالنسبة لي إنه راجل محترم جداً في شكله وهيئته،سنه مايقلش عن 40 سنة،يعني ناضج وواعي،راكب عربية كويسه يعني مش هيغلب يلاقي عروسة بمواصفات ممتازة. السؤال بقى هو إزاي ثقافة الزواج بقت رخيصة قوي كده؟؟!! مين فهم واحد زي ده إن أي بنت هتسمع عرض زواج هتتشقلب من الفرحة وهتديله رقم بابا والفرحة مش سايعاها؟؟!!!! ناهيكم عن الرسايل الكوميدية اللي بتجيني عالفيس، تسمحي لي أتقدملك، تقبلي تتجوزيني،أنا نفسي اتعرف بيكي لغرض شريف ،واللي بيزود الكوميديا إن الرسايل دي دايماً من ناس ما أعرفهاش وماتعرفنيش وعمرنا ما أتقابلنا وللأسف منهم دكاترة جامعة ومراكز مرموقة في الدولة...!!!!!!! أنا اللي هيجنني إزاي واحد يفكر يتجوز واحدة عشان شكلها عجبه بس،ازاي ماحدش فهمهم ان الزواج شركة لازم شريكك فيها يكون شبهك في كل حاجة أو عالأقل بينكم قبول وراحة،هوا الجواز للدرجة دي بيعة وشروة،ومحدش بيحط احتمال واحد في المية ان اللي عجبته دي ممكن تكون متجوزة بالفعل او اتجوزت قبل كده ومش عاوزة تكرر التجربة أو حتى مرتبطة وبتحب واحد تاني او لاسمح الله مركزة في شغل او دراسة او تربية اولاد وخطوة الزواج مش في دماغها أساساً...!!!!!! واضح جداً إن المجتمع ده قدامه كتير على مايخلص من عقدة فضل الراجل على الست لأنه بيستتها وبيتفضل عليها بلقب متزوجة،لازم البنات كمان تتخلص من عقدة بيت العدل والطلوع بعريس ..والبنت اللي ما اتجوزتش لازم تتدرب على المواجهة بقوة وماتخليش حد يشوف في عنيها نظرة إنكسار،والرجال اللي اتربوا غلط لازم يغيروا نظرتهم للبنات ،ولازم الأهل يبطلوا يضغطوا على بناتهم عشان يتجوزوا. من كتر إنفعالي بالموقف الغريب ده- من وجهة نظري الشخصية_ كتبته في منشور على حسابي الخاص عالفيس بوك،وكانت المفاجأة الثانية لي هي تباين تعليقات الأصدقاء وإختلاف وجهات نظرهم. معظم أصدقائي طبعاً تبنوا وجهة النظر المجاملة وابتعدوا عن تحليل الموقف وأبعاده،لكن اول مالفت نظري الهجوم الحاد من فتاة لاتربطنا سوياً سوى صداقة الفيس بوك،اتهمتني انني بحاول استعرض قدرتي على جذب العرسان وحصد عروض الزواج،في مؤشر مهم إنها كبنت شايفة إن دي ميزة عظيمة إنك تبقي عروسة باربي تقدري تجذبي الناس تشتريكي عشان شكلك حلو ولبسك حلو....!!!!! صديق تاني شاف إنه مش غلطان أساساً وأن اي راجل ممكن يشوف واحدة من اول مرة ويتعلق بيها ويحاول يتكلم معاها ويوضح لها إن غرضه شريف..بس في الشارع كده وهوا سايق؟؟!!!.....يمكن!!!! صديقة تانية من دولة أخرى شافت ان ده غرور من رجل يمتلك الحالة المادية الكويسه والعربية اللي تخليه عريس لقطة لايمكن بنت ترفضه لان المجتمع اعتبر الفتاة سلعة لها ثمن لانها غير مستقلة مادياً وتبحث دائماً عن الزوج الذي يوفر لها حياة كريمة بدلاً من سعيها للعمل ولإثبات الذات. شخص آخر رأى أن تكرار الحديث في العلاقات بين الرجل والمرأة ثرثرة فارغة وان هناك مشاكل كتير أهم.......؟! صديقة متزوجة شافت ان ده بسبب النظرة الرخيصة من الرجل للمرأة وإحساسه أنه هيسترها والجلالة واخداه بقى أنها هتطير من الفرحة لما يطلبها للجواز. تعليق كمان لفت انتباهي من صديق قال ان في بنات بتقبل طريقة الجواز دي فعلاً بسبب زن اهلهم عليهم ومعايرتهم ليهم بعدم الجواز وده سبب التفكير السطحي للرجالة. صديق كمان قال ان ده بسبب الأب اللي دايماً يدعي قدام بنته إنه نفسه يجوزها ويستّرها قبل مايموت كإنها لاسمح الله فضيحة وعاوز يستر عليها ويخلص منها. صديقة ثانية اكدت على كلامي وقالت أنها برضه إتعرضت لموقف مشابه وبرضه حست بالإهانة وإن إزاي حد مايعرفهاش يطلب منها الجواز كده على طول. صديق تاني شاف ان الموقف ممكن يكون عادي لو كان في اوروبا او اي دولة مجتمعها منفتح،لكن الرجالة معذورين لان المدخل الوحيد للتعارف عالبنات هو طلب الزواج وشاف ان البنات كمان معذورين بسبب خوفهم من التحرش والمضايقات وان البنت الاجنبية بتفرح لما حد يقوللها إنها جميلة أو أنه معجب بيها وبتبتسم وممكن تشكره كمان،لكن البنت المصرية أصبح عندها رعب من أي حد يحاول يكلمها بسبب وضع المرأة المهين في مجتمعنا. الخلاصة يا سادة إننا قدام فجوة كبيرة قوي بتحصل بين مبادئنا وبين أسلوب حياتنا..بين اللي بنتمنى نعمله واللي بنعمله فعلاً..بين اللي بنحلم إنه يحصل وبين اللي بنرضى إنه يحصل عشان مضطرين ومفيش قدامنا حل تاني.. بس أنا حكيت الحكاية دي كلها بس عشان أخلى كل بنت تفكّر في الطريقة اللي تخليها ترتبط وتحب وتتجوز من غير ماتحس في يوم من الأيام أن في حد نقاها من فاترينة العرض عشان عجبته..البنت لازم تتحرر وتختار وماتخافش من عدم الإرتباط مادام ماقابلتش الإنسان الصح.. ماتتجوزيش واحد نقاكي.. اتجوزي واحد أختار يحبك.