إجتمع أمس الدكتور حسين خيرى نقيب الأطباء ، و الدكتور منى مينا, وكيل النقابة، والدكتور راجح السياجى مقرر لجنة الشباب مع عدد كبير من شباب الأطباء، الذين يعانون من إنعدام فرص التسجيل للدراسات العليا فى أى من الجامعات المصرية أو فى برنامج الزمالة المصرية، وتحديدا فى تخصصات الجلدية والأطفال. تلك المشكلة المزمنة التى أصبحت تشكل صداعا مزمنا فى رؤوس الأطباء حديثى التخرج ناتجة عن تقليص أعداد المقبولين بالدراسات العليا سنويا، وخصوصاً من المرشحين من وزارة الصحة، حتى وصل الأمر أن تقبل الأقسام فى بعض الكليات 7 فقط من 60 طبيب مرشح من وزارة الصحة، وبعض الكليات تحدد متطلبات "فى التقدير العام وتقدير المادة وجهة العمل"، ثم لا تقبل من تنطبق عليهم المتطلبات التى اشترطتها، كنظرة عامة نجد أن إجمالى القدرة الإستيعابية للدراسات العليا حوالى أربعة آلاف طبيب سنوياً، بينما هناك حوالى 10 آلاف خريج من كليات الطب، يحتاجون لإستكمال دراستهم العليا كل عام، بذلك يكون هناك حوالى 60 % من الأطباء الشباب لا يجدون فرصة للدراسات العليا، بعض هؤلاء الأطباء هم من الحاصلين على تقدير إمتياز أو جيد جداً. ويذكر أن هذه المشكلة قد سبق إثارتها مع كافة المسئولين، وصولاً لوزير التعليم العالى، وأمين عام برنامج الزمالة المصرية، ورئيس الوزراء السابق، وقدمت بالفعل العديد من الحلول العملية العاجلة وكذلك الحلول الجذرية بعيدة المدى ولكننا لم نجد أى إستجابه حتى الان. ومن أهم جوانب المشكلة التى تحتاج لمواجهة حاسمة، أن بعض أقسام الكليات ترفض المتقدمين بحجة عدم وجود قدرة على الاستيعاب، ولكنها تقبل أبناء كليات الطب الخاصة، الذين يتقدمون بالتسجيل طبقاً لبروتوكول خاص بتكلفة تصل إلى 20 ألف جنيه سنوياً، وفى هذه الحالة تستطيع الكلية بالطبع إستيعاب من يدفع أكثر وقد وعدت نقابة الأطباء أمس بالاتصال بالأساتذة المسئولين عن القبول فى الأقسام التى تحتاج لزيادة استيعابها على سبيل الحل المؤقت للأزمة. كما تضع النقابة مشكلة الدراسات العليا، على رأس المشاكل الرئيسية التى يواجهها شباب الأطباء، وتحتاج لحل جذرى بعيد المدى. واقترحت النقابة التوسع فى برنامج الزمالة المصرية كشهادة إكلينيكية موحدة، بالتنسيق بين كليات الطب بالجامعات المختلفة، وبين كافة جهات تقديم الخدمة الصحية ، كجهات تدريب على الجزء العملى فى الدراسة. وأخيراً يهم نقابة الأطباء أن توضح أن مشكلة الدراسات العليا إذا كانت مشكلة خانقة لشباب الأطباء فالأخطر أنها مشكلة تهدد مستوى الخدمة الصحية، حيث يعجز 60% من شباب الأطباء فى العثور على أى فرصة لإستكمال تطوير أنفسهم علمياً أو مهنياً.