أكد مسؤول كبير في وزارة الطيران المدني، بدء المحققين في تفريغ بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية المنكوبة، والتي لم يفك بعد لغز تحطمها فجر السبت في سيناء بمصر. وقال مسؤول كبير في وزارة الطيران المدني إن المحققين في كارثة الطائرة الروسية في مصر بدأوا تفريغ بيانات الصندوقين الأسودين، ولم تعرف بعد أسباب تحطم طائرة الإيرباص إيه 321 فجر السبت في سيناء وعلى متنها 224 شخصا لقوا جميعا حتفهم. وأكد المسؤول، الذي فضل التحفظ على هويته، إن "المحققين بدأوا بتفريغ الصندوقين الأسودين" اللذين يحوي أحدهما البيانات الفنية للرحلة، بينما يحتوي الآخر على تسجيل المحادثات التي تمت في قمرة القيادة خلال الرحلة. وكانت الطائرة متجهة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ ثم تحطمت بعد أكثر من عشرين دقيقة على إقلاعها. وتجري عملية التفريع في مقر وزارة الطيران المدني في القاهرة، وفي موقع الحادث في منطقة وادي الظلمات بقلب الصحراء بشمال سيناء، بدأ نحو عشرة محققين فرنسيين من إيرباص ومن مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني التابع للحكومة الفرنسية عملهم إلى جانب عدد من المحققين الألمان، تطبيقا للإجراءات الدولية التي تقضي بمشاركة البلدين اللذين يمتلكان النصيب الأكبر في الكونسورسيوم المصنع لطائرات إيرباص، في التحقيق في أي حوادث تتعرض لها هذه الطائرات. في هذه الأثناء تتواصل عمليات البحث في صحراء شمال سيناء عن جثامين وأشلاء للضحايا. وبانتظار النتائج الأولية لتحليل الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية المنكوبة تجتهد وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في البحث عن السبب الحقيقي للكارثة. وفي هذا السياق نشر موقع "يكاترينبورغ أون لاين" الإخباري الروسي، صورة التقطها أحد متبعيه في مايو 2015، ويؤكد في تعليقه عليها أنها ترصد شقوقا للجناح العلوي الخلفي للطائرة المنكوبة. ويقول القارئ إنه كان في شرم الشيخ في مايو 2015، وشاهد الشقوق في الطائرة، وقام بتصويرها على الفور واحتفظ بها في أرشيفه. لكنه سرعان ما تذكرها بعد وقوع الحادث فلت انتباه الخدوش الغريبة على ذيل الطائرة. يذكر أن الطائرة التي تحطمت السبت الماضي أعيد طلاؤها بعد التقاط الصورة المنشورة. واختلفت آراء الخبراء الذين علقوا على هذه الصورة. ويرى مهندس الطيران أندريه سميرنياغين أنه لا يوجد أي خطر في "الشقوق" التي ظهرت في الصورة، لأنها عبارة عن بعض الأوساخ على خطوط الوصل بين الألواح المعدنية على سطح الطائرة وكذلك الشريط اللاصق الخاص الذي يستخدم لإصلاح غلاف الطائرة بشكل مؤقت. وأكد أنه كان من المستحيل أن يؤدي ذلك إلى أي حوادث خطيرة. من جانبه يقول طيار في شركة "S7" إن سبب وجود أثر غريب على غلاف الطائرة في صور لها التقطت في فترات مختلفة قد يعود إلى تسرب كميات من السوائل الهيدروليكية، فيما قال طيار آخر سابق إن الصورة تظهر، على ما يبدو، وجود خلل في غلاف آلة التوجيه. وكشف قمر صناعي أمريكي يعمل في نطاق الأشعة تحت الحمراء وميضا حراريا فوق سيناء لحظة كارثة طائرة А321. وجاء في نص نشره موقع قناة "سي بي إس" التلفزيونية الأمريكية، "لاتزال المعطيات تخضع للتحليل من أجل فهم سبب هذا الوميض. قد يكون السبب قنبلة، ولكن هناك احتمال أن يكون الانفجار في خزان الوقود أو المحرك نتيجة عطل فني". وقال ممثل للبنتاغون لقناة "إي بي سي"، إن الوميض الحراري الذي سجله قمر التجسس الأمريكي في منطقة سقوط الطائرة الروسية قد يكون مرتبطا بالانفجار بعد اصطدام الطائرة بالأرض، وقد لا يكون مرتبطاً بالطائرة إطلاقاً. وأكد ممثل وزارة الدفاع الأمريكية، أن مستشعرات القمر للأشعة تحت الحمراء والمخصصة لاكتشاف إطلاق الصواريخ سجلت ومضات في مكان وزمان تحليق الطائرة المنكوبة فوق سيناء. وبرأي ممثل البنتاغون، إذا كان الوميض مرتبطًا بالطائرة فهذا يعني أن شيئا ما حدث في الجو أو لدى ارتطام الطائرة بالأرض، لكنه أشار مع ذلك إلى الاشتباكات مع الإرهابيين في هذه المنطقة، ما يعني أن الوميض قد لا يكون مرتبطاً بالطائرة. وكانت قناة "إن بي سي"، أعلنت النبأ ذاته، وقال ممثل البنتاغون للقناة، إن الطائرة تحطمت على ارتفاع شاهق، وسجلت مستشعرات القمر الأمريكي انفجاراً. وفقاً لوكالة الأنباء الروسية "روسيا اليوم"، فإن ممثلي البنتاغون أشاروا إلى أن القمر لم يسجل أثراً حرارياً لإطلاق صاروخ. وقال مصدر في "مصلحة الطب الشرعي"، مشارك في لجنة الكشف على جثامين ضحايا حادث سقوط الطائرة الروسية، إن كمية الأشلاء المتناثرة لركاب الطائرة المنكوبة يعزز احتمال انفجارها قبل اصطدامها بالأرض. وأوضح المصدر في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، أن "معظم جثامين الضحايا كانت عبارة عن أشلاء، ما يعني أنه من الصعب تحديد هوياتهم من دون إجراء تحاليل الحمض النووي لهم"، منوهاً إلى أن "أقل من نصف عدد الركاب كانت جثامينهم بحالة جيدة"، متابعًا: "هذا الكم من الأشلاء يشير إلى تعرض الطائرة لانفجار قوي قبل ارتطامها بالأرض". وأعلن خبراء الطب الشرعي الروس الذين وصلوا من روسيا إلى مصر أن تشوهات تظهر في أجسام ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء، ما يشير إلى حدوث انفجارات أدت إلى إصابتهم. وأضاف الخبراء وفقا لقناة Lifenews، أنه وفقا للوثائق، عند النظر في المجموعة الأولى من الضحايا وجدت إصابات حادة في الصدر والبطن والحوض وكسور متعددة من الأطراف العلوية والسفلية. وعثر من خلال فحص المجموعة الثانية إصابات ناتجة عن انفجار، حرقت أكثر من 90٪ من الأنسجة الرخوة، مؤكدين على أن هذه الإصابات نتيجة موجة انفجار أو من آثار المواد المتفجرة والكيميائية أو التأثير الحراري. وكشفت تسجيلات الصندوق الأسود للطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء عن سماع "أصوات غير عادية" في قمرة القيادة قبل الحادث بحسب مانقلته وكالة أنترفاكس الروسية. الوضع في القمرة تغير بشكل وصف ب"المفاجئ" قبل أربع دقائق من اختفاء الطائرة عن الرادارات، الأمر الذي قد يفسر عدم تمكن الطاقم من إرسال نداء استغاثة. وكالة الأنباء الروسية نقلت عن مصدر طبي مصري لم يكشف عن اسمه أن تناثر الأشلاء مكان سقوط الطائرة في سيناء قد يدل على وقوع انفجار في الجو قبل اصطدام الطائرة بالأرض.