بدأت الاحتفالات بعيد السياحة في واحة سيوة، 306 كم2 جنوب غرب مرسى مطروح، بعد غياب 4 سنوات على التوالي بسبب الأحوال الأمنية للبلاد، وعيد السياحة هو عيد يأتي كل عام في وقت موسم حصاد البلح والزيتون ويتم الإحتفال به خلال الأيام القمرية للشهر العربي. وعيد السياحة يطلق عليه عيد الصلح أو موسم الحصاد، ويرجع سبب تسميته بأن المجتمع السيوي في قديم الزمان كان مقسم إلي قبائل الشرقيين ذوى الأصول الأمازيغية الذين كانوا يسكنون جبل الدكرور، والغربيين ذوي الأصول العربية والذين كانوا يسكنون السهل وكان بينهم خلافات شديدة وعصبية وصلت إلي درجة أن قبائل الشرقيين لا تتزوج من قبائل الغربيين وهكذا قبائل الغربيين، واستمرت المعارك والحروب على أشدها بين قبائل سيوة الغربيين وقبائل سيوة الشرقيين بسبب اختلاف الأصول بينهم رغم أن جميعهم يتحدثون باللغة الأمازيغية والعربية، وبسبب النزاع على الأراضى وغيرها وازدادت الخلافات مع نزول الشرقيين من جبل الدكرور والعيش فى السهل مع إستمرار الخلافات والنزاعات جاء رجل يطلق عليه أحمد الظافر المدنى الذى صاهر بين الشرقيين والغربيين ليسود التسامح وتذهب الخلافات. ومن هنا اتخذ هذا اليوم من كل عام ذكرى طيبة للاحتفال بعيد السلام كعيد قومى للواحة، وفى "يوم المصالحات" تعقد المصالحات لإنهاء الخلافات بين القبائل، وبعد التصالح يتناول الجميع الغذاء، دليلا على انتهاء أى خصومات وقعت على مدار العام، وفى اليوم الثالث يرتدى شخص جلبابا أبيض ويطوف على المنازل ليأخذ من كل بيت شيئا يؤكل، ويتم عمل وليمة كبيرة يتجمع الأهالى لها مرة أخرى؛ تأكيدا للتصافى والتسامح، وتسمى هذه الوجبة "النفخة". ويقول الشيخ عبدالرحمن الدميري القائم علي شئون الطريقة المدنية الشاذلية بسيوة "أن إحتفالات الحصاد أو السياحة هو الإحتفال الذي يشارك فيه جميع سكان سيوة كل عام عندما يكتمل القمر خلال شهر أكتوبر أو نوفمبر ولمدة ثلاثة أيام أثناء حصاد البلح والزيتون وذلك منذ (150) عام تقريبًا. وأضاف الدميرى بأن هذه الإحتفالات فى الأساس دينية روحيه يذكر فيها إسم الله جل جلاله ورسولة الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وكل مراسم هذا الإحتفال دينيه يجتمع فيها كل أهل سيوة بكل الحب والإحترام بساحة جبل الدكرور للذكر والتصالح وحل الخلافات بين الناس وتنتهي بمسيرة دينيه بالأعلام وسط مزارع وطرقات واحة سيوة حتي يصلوا إلي ميدان سيدي سليمان بجوار المسجد الكبير حيث تقام آخر مراسم الاحتفال. ويشهد الاحتفال بعيد السياحة الذى يطلق عليه أهل سيوة اسم «سياحت»، أى «عيد السلام»، طقوسًا معينة حيث تغادر فيه الأسر السيوية إلى الخلاء بقمة جبل الدكرور الذى يقام به الاحتفال ويسكنون المنازل القديمة المبنية بالطوب اللبن، وتتم تسوية الخصومات وفض المنازعات التى تظهر بين أسر وعائلات القبائل وتقام حلقات الذكر بجانب الولائم من ذبح الجمال وطهى الأطعمة السيوية الشهيرة وإعداد الموائد الجماعية، وذلك تحت سفح جبل الدكرور، الذى يحتفل به أهالى سيوة بخلاف السياح الأجانب.