علقت قناة سات 7، على الجدل الذي أثير في الفترة الأخيرة حول إغلاق المحطة، وترويج معلومات خاطئة عن القناة في بعض الصحف والمواقع الإليكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، بالإشارة إلى أن القناة تعمل تحت رعاية مجلس كنائس الشرق الأوسط ويمثله في مجلس إدارتها قادة من مختلف الطوائف المسيحية في العديد من الدول العربية، للعمل تحت سياسة واضحة التزمت بها منذ اليوم الأول للإرسال في مايو 1996، مقدمة نفسها كنافذة لمسيحي المشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقالت القناة في بيان رسمي لها: "إن الحديث عن هذا العمل الذي قارب على عامه العشرين يطول، والمحطة التي بدأت بساعات بث قليلة وإمكانيات متواضعة كبرت لتصبح شبكة من خمس قنوات تعمل على خدمة الشرق الأوسط كله، وفي رحلتنا، وُفِقنا إلى التعاون مع شركاء في كافة الدول العربية وحول العالم ساندونا لتصل رسالتنا إلى ملايين من المشاهدين في كل العالم العربي كسبنا ثقتهم ونسعى إلى المزيد في خدمتهم".
وأضافت: "والعمل الذي بدأ بأفراد معدودين نمى ليصبح قائمًا على خبرة كثيرين ممن يعملون معنا، سواء في استوديوهاتنا ببيروت، أو من خلال خدمات المركز الإعلامي الإنجيلي التابع لرئاسة الطائفة الإنجيلية في القاهرة و مجلس إدارته الذي يرأسه د.ق صفوت البياضي الرئيس الشرفي للطائفة الإنجيلية بمصر".
وأشار البيان إلى أن قناة سات 7 التزمت منذ اليوم الأول بسياسة محددة وواضحة، وتتضمن وفقا للبيان:"أنها ليست قناة طائفية ولا تعمل لحساب طائفة أو مجموعة بعينها، لكنها تخدم الإنسان قبل كل اعتبار، وأنها ليست قناة سياسية فلا تدعم توجهًا أو حزبًا أو سياسة بعينها، لكنها تشجع الإنسان على أن يكون فاعلاً في مجتمعه، حرًا في اختياراته إلا من قيود احترام الآخر وحقه في الاختيار حتى تبنى المجتمعات على قيم المساواة والتراحم بين أبنائها، ولا تتعرض لمعتقد أو دين بالنقد والهجوم فالهدف ليس السجال الذي لا يقود إلا للفتنة والكراهية، ولكن بالأحرى إلى الاستماع الحر كلٌ للآخر حتى يُزيل نور التفاهم ما يحمله بعضنا لبعض من تصورات غير صحيحة".
أكدت القناة أنها منبر للكنيسة من خلاله تُفتح طاقة في الأسوار العالية التي أحاط بها مسيحيو الشرق أنفسهم، أو اضطروا أحيانًا إلى الاستتار خلفها، مضيفة: "أردنا أن ترى مجتماعاتنا الكنيسة وهي تقدم رسالة الحب والسلام، ويصلي أفرادها من أجل خير ورفعة أوطانهم ويعملون لخيرها، تهدف خدمة الإنسان ككل روحًا وجسدًا، من خلال رسالة إعلامية مستنيرة تسعى لمناقشة مشاكل الإنسان ومساعدته على التعامل معها، حيث قامت سات-7 بتبني حملات ضد العنف، الأمية والتمييز بكافة صوره، وناقشت من خلال برامجها المتنوعة، والتي أستضفنا فيها قادة دينيين مسلمين ومسيحيين، ومفكرين وفنانين من كافة الدول العربية، المشاكل التي تواجه منطقتنا وسبل الخروج من الأزمات التي نمر بها، ليعود الإنسان العربي لما كان عليه من تحضر ورقي". وتابع البيان :"عندما بدأنا في العمل، أدركنا أن واحدة من مشاكل مسيحي الشرق، وربما المشكلة الرئيسية التي تواجه الشرق، هي انعزال كل مجموعة دينية أو عرقية وتقوقعها على نفسها، وبدلاً من أن يصبح تعددنا الديني والإثني في الشرق سببًا للغنى والتميز، أصبح مصدرًا للتوتر الذي وصل في بعض مراحله إلى العنف المسلح. ولأن الإنسان عدو ما يجهله، فإننا رأينا أن فتح قنوات للتواصل بين المختلفين في الدين أو العقيدة سيبني مع مرور الوقت ثقة تتخطى أي مشاعر سلبية خلقتها عقودٌ من الجهل بالآخر".
وأضاف البيان: "ومنذ بداية عملها، ألزمت سات-7 نفسها بالتدقيق في مصادر دخلها، والتي تقوم أساسًا على تبرعات المؤمنين برسالتها من مختلف دول العالم. وهذا يشمل- حسب البيان، عدم بيع أي مساحة للعرض في جدول برامجنا وبرغم التكلفة العالية التي تحتاجها أية محطة فضائية، فإن سات-7 التزمت منذ البداية بأن تكون مسؤولة عن جدول برامجها، وحتى في أحلك الأيام التي مرت علينا، لم نسمح يومًا لمن يريد أن يوصل رسالة معينة أن يستعمل القناة كمنبرًا له بأي مقابل، والتزمنا أن يدير القنوات وينتج لها برامجها أبناء المنطقة، بالإضافة إلى الشفافية أمام الافراد والكنائس والهيئات الداعمة حيث أن المؤسسات التي لا تسعى للربح قد تقع في فخ الاتهام باستغلال داعميها، ولذا التزمنا من اليوم الأول بالشفافية في إدارة مدخولاتنا، حيث يقوم مجلس الإدارة الدولي باعتماد الميزانية السنوية وحين اعتمادها تقوم شركات عالمية للمراجعات الحسابية بمراجعة كافة الحسابات وتقديم تقرير سنوي لمجلس الإدارة ولشركائنا حول العالم". وأكمل البيان: "إن هذه الشفافية والجدية في مراجعة حساباتنا المالية لم تكسبنا فقط ثقة من منْ يدعموننا، ولكن أيَضا الكثير من الهيئات العالمية والتي تُعرف بشدة تدقيقها فيمن تتعامل معهم أو تساعدهم في مشاريعهم التنموية، حيث عملت سات-7 مع العديد من هذه الهيئات لتقديم برامج تلفزيونية حول مشاكل الإعاقة، المرأة، التعليم وغيرها، السعي لاستغلال مواردنا المحدودة بكفاءة: حيث إننا نعلم أن من ائتمنونا على تبرعاتهم، والتي تكون أحيانًا بسيطة في قيمتها عظيمة في معناها، وثقوا أننا سنستغلها بأفضل شكل ممكن لتوصيل رسالة المحبة والأمل لكل من يشاهدوننا".
واختتم القناة البيان:"إن ما يشغل تفكيرنا ونحن نعمل في كل يوم هو كيف نقدم رسالة إعلامية تقرب الإنسان من الله و من أخيه الإنسان وتبني جسورًا من التواصل بين أفراد المجتمع، جسور عمادها الحب والاحترام المتبادل والسعي المخلص إلى رفعة الإنسان وكرامته بعيدًا عن شيطنة الآخر واختزاله في صور نمطية حان الوقت لمواجهتها بدلاً من السكوت عنها؛ فليس الحل في الصمت والمُداراة، إنما في فتح النوافذ لنتواصل ويزيل نور المعرفة ظلمة الخوف أحدنا من الآخر".
يذكر أنه في صباح يوم السبت 10 أكتوبر الجاري، فوجئ المركز الإعلامي التابع للطائفة الإنجيلية في مصر برجال شرطة المصنفات الفنية بزيارة المركز و قيامهم بتفتيش المكان ومصادرة بعض المعدات من بينها كاميرات وأجهزة كمبيوتر، وعمل محضر بقسم المقطم، ثم تحول المحضر إلى النيابة التي قررت الافراج عن الأستاذ فريد سمير مدير المركز بضمان محل إقامته، والتحفظ على المعدات والأجهزة لحين صدور قرار آخر.
وأعلن وقتها المركز الإعلامي التابع للطائفة الإنجيلية أنه ليس محطة فضائية مستقلة، وأن المركز يعمل في مصر منذ حوالي 20 عاما، وأن العمل في المركز الإعلامي الإنجيلي يجري تحت مظلة الكنيسة الإنجيلية في مصر، وعمله هو دعم الكنائس بمختلف طوائفها في مصر، وخدمة المجتمع المحلي والمنطقة من خلال إنتاج برامج تلفزيونية هادفة يتم ارسالها عبر الإنترنت إلى المركز الرئيسي لمحطة سات-7 (بقبرص) والذي يقوم بدوره بعملية البث الهوائي (الفضائي) للبرامج التي يتلقاها من الكنيسة المصرية من خلال المركز الإعلامي الانجيلي بمصر، وأيضا من خلال المراكز الإنتاجية الأخرى في الشرق الأوسط و شمال افريقيا.