● شمس البارودى، كابتن فريق المعتزلات، أو نائبتها أميرة الدعاة سحر هانم حمدى، هل نتوقع من إحداهما أن تفتينا برأيها فى مواقف السلفيين ضد فكرة الوطن أو حرية الإبداع؟ لست فى الحقيقة متفائلاً. ● حضرات السادة الحيوانات: من الأسد المفترس حتى ملكة الكوبرا ذات القرون، من القرش الأبيض العملاق الذى يستعذب اللحم البشرى حتى تمساح الأريزونا الذى يعشق التهام الأطفال، من العناكب السامة حتى الخفافيش الرمادية مصاصة الدماء.حضرات السادة الحيوانات: من الشمبانزى أو الغوريلا حتى الفهد أو الخرتيت من السلعوة التى تخطف النوم من عيون الرجال والنساء فى أكواخ الفلاحين حتى الذئاب التى تعوى من قلب الليل، بينما هى تتحرق شوقاً إلى ممارسة النهش. يا كل أعدقائى الحيوانات على ظهر كوكب الأرض. أعترف أمامكم باسم الإنسانية بالجرائم البشعة التى يرتكبها، خاصة ضد البشر، بعض من ينتمون، ظاهرياً فقط، إلى بنى آدم. ● السؤال طرحته على ابنتى، ذات مرة من زمان، عندما كانت صغيرة: كيف يا بابا نرى عبدالحليم حافظ، بينما هو يجرى ويقفز ويتكلم ويغنى مع أنه مات من سنين؟ ولم أعرف بماذا أجيبها، فاكتفيت بالقول: الإنسان يا صغيرتى يسعى إلى الاحتفاظ بأحبائه أطول مدة ممكنة. لست متأكداً من أنها استطاعت يومها أن تفهم ما أعنيه. كان الشعور القاسى بالفقد حين يرحل شخص نحبه أكبر من أن تستوعبه طفولتها. محاولة استبقاء الراحلين لم تبدأ فى الحقيقة مع السينما، فلقد سبقتها الصورة الفوتوغرافية غير المتحركة. كما سبقتها اللوحات المبهرة التى أبدعها الرسامون العظام من أمثال ليوناردو دافينشى أو جويا أو رمبرانت أو فان جوخ أو بيتر بروجل. أروع ما فى هذه اللوحات هو أنها تقبض على اللحظة لتثبتها. الواحد من هؤلاء الفنانين الشوامخ ينتقى اللحظة التى يريد أن يتوقف عندها الزمن. ثم يأخذ فى اختيار التفاصيل التى تهب قطعة القماش دورتها الدموية الخاصة. الموت فى أحد مظاهره كان يعنى أننا لن نرى أو نسمع الشخص الذى رحل مرة أخرى. بالصورة الفوتوغرافية غير المتحركة أو اللوحات المبهرة أصبحنا نراه رغم الرحيل. كنا فى الواقع قد انتصرنا بشكل ما على أحد مظاهر الموت. لكن السينما أو كاميرات الفيديو هى التى مكنتنا من أن نسمع الراحل ونراه، كأنه مازال معنا. تلك واحدة فقط من كرامات السينما الجميلة. ● أخبار أحلام سيادتك إيه؟ تعالى نحلم معاً: خلال 30 عاماً، سيكون الوطن العربى كله، بما فى ذلك فلسطين، قد تحرر من الاستعمار بشكله الاستيطانى أو بالريموت كنترول. خلال 30 عاماً على الأكثر، سيتعلم الأطفال من الدار البيضاء إلى عدن أن كل شىء يبدأ بالحرية. خلال 30 عاماً، ستعود الشوارع بلا قمامة، كما نراها فى أفلام الأبيض والأسود التى ظهرت منذ 70 عاماً أو يزيد. خلال 30 عاماً، ستكون الأمية أو التطرف أو الأمراض الوبائية أو الرقابة أو الأنيميا أو العشوائيات أو الإرهاب قد أصبحت جميعها من الأمراض التاريخية التى اختفت إلى غير رجعة. خلال 30 عاماً، أو ربما أقل، ستكون المرأة قد خلعت نهائياً ملابس الجارية لترتدى ثوب المواطنة الحرة. خلال 30 عاماً، على أسوأ الفروض، لن نتحدث عن الديمقراطية أو حقوق الإنسان لأنها سوف تصبح من البديهيات. خلال 30 عاماً من الآن، سيكون من حق كل شخص أن يعبر عن أفكاره أو عقائده، أياً ما كانت، بلا خوف من أن يقطع رأسه السياف مسرور. على فكرة: كل هذه أحلام دونتها فى أجندة قديمة منذ 30 عاماً.