يقدم "الفجر الرياضي " سلسلة من الحلقات عن حياة صالح سليم رئيس النادي الأهلي السابق، يرويها أيمن الحبشي سائق المايسترو، الذي عاصر معه آخر 3 سنوات قبل وفاته. سائق المايسترو يحكي.. وكعادة كل ليلة، في طريقنا إلي البيت بعد يوم شاق داخل النادي، اعتاد كابتن صالح، دائماً علي الجلوس بجانبي، فكان لا يتعامل معي علي أنني سائقه ولكن دائماً كان يقول لي " ياأيمن إنت واحد من بيتي مفيش حد بيشتغل عندي كلكو ولادي ". وكان الصمت سائد بالسيارة تماماً وفجأة رن هاتف كابتن صالح، ووجدته يتحدث مع شخص بدي لي من طريقة الحديث بينهما أنه من المقربين منه ولكني لم أعرف من هو. كانت المكالمة طبيعية في البداية وبدأ كابتن صالح، يتساير معه ويسأله عن أولاده وبيته وأحواله، لم أبالي بالأمر وكنت أصب تركيزي في الطريق ، ولكن تغيرت نبرة صوت المايسترو، في ثواني قليلة ووجدته يقول " والمقابل هيكون إيه في الآخر؟ ". نظرت إلي وجه كابتن صالح، وكان يحدق بعينه وداخله غضب شديد فأنا أعرف جيداً نظرته عندما يغضب فهي التي ترعب الجميع دون أن يتحدث حتي بكلمة واحدة. ووجدت كابتن صالح، يكرر كلمات الرجل الذي يهاتفه ويصيح بصوت مرتفع وعينه تشع غضباً ويقول " يعني إنت عايزني أترشح لرئاسة الجمهورية وإنت تمولي الحملة كاملة ولما قولتلك إيه المقابل قولتلي أعينك وزير المالية.. وأرتفع صوت المايسترو، أكثر وقال، " أنا لو رئيس الجمهورية هضربك بالنار ". وأكمل كابتن صالح، كلماته وصوته يزداد إرتفاعا وقال " إنت بتكلم صالح سليم، مش محتاج أدفع رشوي وأكون رئيس جمهورية أنا رئيس النادي الأهلي "، وأغلق المايسترو هاتفه بعد تلك الكلمات مباشرة ولم يتحدث بكلمة واحدة وساد الصمت بالسيارة من جديد. لم أجرؤ علي التحدث مع كابتن صالح، في الأمر نهائياً أو مناقشته فإلتزمت الصمت حتي البيت، ونزل المايسترو، وغادرت إلي منزلي في هدوء. وفي صباح اليوم التالي، ونحن في طريقنا إلي النادي، رن هاتفه ودق قلبي سريعاً معه خوفاً من أن يكون مصير تلك المكالمة مثل السابقة، ولكنها كانت زوجته تخبره بشئ فأخذت نفس عميق وشعرت بالراحة وابتسمت. اغلق كابتن صالح، هاتفه وقررت التحدث معه بشأن مكالمة ليلة أمس، فقال لي كلمات ترن بأذني حتي الآن، "الكرامة قرار اوعي توطي راسك لحد مهما كان طول ماانت كبير في نظر نفسك هتفضل كبير في نظر كل الناس". الحلقة الأولى الحلقة الثانية