بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره الأمريكي أشتون كارتر الوضع في سوريا في اتصال هاتفي جرى الجمعة 18 سبتمبر، حسبما أفادت وزارة الدفاع الروسية. وبحسب المكتب الصحفي للوزارة، فإن الوزيرين بحثا أثناء المكالمة التي استغرقت ساعة، بالتفاصيل، الأوضاع في الشرق الأوسط بما في ذلك والوضع في سوريا والعراق. وإبدى الجانبان اهتماما خاصا بضرورة تنسيق الجهود الثنائية ومتعددة الأطراف بهدف مواجهة الإرهاب الدولي. وشدد المكتب الصحفي على أن "سير الحديث أظهر تقارب وجهتي نظر الجانبين أو تشابهها بشأن معظم المسائل التي جرى بحثها". وأضاف أن الوزيرين أكدا إعادة الاتصالات بين وزارتي الدفاع الروسية الأمريكية واتفقا على استمرار المشاورات. من جهتها، ذكرت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن كارتر أشار أثناء المكالمة الهاتفية إلى ضرورة أن تجري محاربة تنظيم "داعش" في سوريا بالتوازي مع عملية سياسية انتقالية هناك، مضيفة أن الوزيرين اتفقا على استمرار الاتصالات الثنائية من أجل مواصلة بحث "آليات وقف النزاع في سوريا". يذكر أن هذه المحادثات بين شويغو وكارتر هي الأولى من نوعها منذ تولي الأخير منصبه في فبراير/شباط الماضي. وكان وزيرا الدفاع الروسي والأمريكي تحدثا قبل ذلك في أغسطس/آب من العام المنصرم حين ترأس تشاك هيكل البنتاغون. الجدير بالذكر أن الولاياتالمتحدة علقت اتصالاتها مع روسيا في المجال العسكري العام الماضي على خلفية الأحداث في أوكرانيا، لكن واشنطن أشارت حينذاك إلى أن هذا الأمر لن يمنع وزير الدفاع الأمريكي من محاولة الحديث مع نظيره الروسي إذا تطلب الوضع ذلك. الخارجية الروسية: موسكو مستعدة للحوار مع واشنطن حول سوريا وفي وقت سابق من الجمعة أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا مستعدة للحوار مع الولاياتالمتحدة بما في ذلك الأزمة السورية. وقالت زاخاروفا في حديث لوكالة "نوفوستي": "لم نرفض أبدا إجراء الحوار مع الولاياتالمتحدة ولا نزال مستعدين له حاليا أيضا بشأن جميع المسائل ذات الاهتمام المشترك، بما فيها حول سوريا". وجاءت هذه التصريحات للدبلوماسية الروسية تعليقا على ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وقت سابق من اليوم الجمعة، وهو أن مباحثات أمريكية روسية حول سوريا ستنطلق في وقت قريب، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام في لندن التي يزورها كيري حاليا. وأكد كيري أن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتبر إجراء مباحثات مع روسيا خطوة مهمة إلى الأمام.. ونأمل في أنها ستعقد في أقرب وقت وستساعد على تحديد خيارات مختلفة". في هذا السياق، أشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أن القضاء على تنظيم "داعش" لا يزال أولوية ممارسات الولاياتالمتحدة، إلى جانب "التسوية السياسية باحترام سوريا، والتي، كما نعتقد، لا يمكن التوصل إليه بمشاركة الرئيس بشار الأسد لفترة طويلة". وأضاف: "نبحث عن سبل إيجاد موقف مشترك". هذا وذكر ممثل وزارة الخارجية الأمريكية الخميس أن السلطات الأمريكية تدرس مقترح روسيا حول التعاون العسكري في سوريا، إلا أنها لم تتخذ قرارا بهذا الشأن بعد.