فى اليوم التالى مباشرة لعودته من جولته الآسيوية، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، فجر اليوم الأحد، بتفقد مراحل الإعداد المهاري والبدني لطلبة الكلية الحربية، والاطمئنان على برامج التدريب والكفاءة البدنية العالية التي يؤهل بها طلبة الكليات والمعاهد العسكرية. حضر الأنشطة الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة. فى البداية قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن الرئيس السيسى بهذه الزيارة يود أن يرسل رسالة إلى كل بيت وكل مواطن فى مصر، مفادها أنه لا يركز فقط على العلاقات الخارجية والجولات الدولية، وإنما يهتم فى المقام الأول بالدولة المصرية ومستقبلها، وأمنها واستقرارها، لافتا إلى أنه لا دبلوماسية ناجحة بدون قوة عسكرية تحمى السيادة الوطنية. وأضاف الخبير العسكرى أحد قيادات سلاح المشاة فى حرب أكتوبر، إن الرئيس السيسى شاهد أقوى العروض العسكرية فى الصين، كما زار دولا متقدمة فى صناعة السلاح، ولكن يبقى الجيش المصرى هو الأقوى من حيث الرجال، وقوامه هم خير أجناد الارض، ومن ثم أشاد الرئيس السيسى بالمستوى المتميز والقدرات البدنية والمهارية والثقة العالية بالنفس لطلبة الكلية، مشددا على أن قدرات وسمات طالب الكلية العسكرية هى أحد الركائز الأساسية لبناء قادة وضباط المستقبل داخل القوات المسلحة. وأشار مسلم إلى أن تلك المهارات إنما تعكس قدرة رجال القوات المسلحة على تنفيذ المهام المكلفين بها تحت أصعب الظروف، فى ظل التهديدات الخارجية التى تحيط بمصر والأمة العربية، إلى جانب الأخطار المحدقة بنا من الداخل، والتى يقول عنها السيسى فى كل مناسبة "إن مصر تخوض حرب وجود، ولن نسمح بأن يكون مصيرنا هو ما حدث لدول عربية أخرى مجاورة لنا". ومن ثم قال الرئيس نصا أن طلبة الكليات العسكرية هم أمل مصر ومستقبلها لدعم قدرات القوات المسلحة ، وأن ما نواجهه من مخاطر وتحديات تتطلب إعداد غير تقليدى للفرد المقاتل وبذل أقصي جهد لبناءه بدنياً وعلمياً، وتطوير مناهج الإعداد العلمي والمهاري لتتماشي مع ما تواجهه المنطقة من تحديات. ومن جانبه قال اللواء مهندس فؤاد الجيوشى بالقوات الجوية سابقا، إن الحروب القادمة تختلف عن الصورة التقليدية للمعارك العسكرية، مضيفا أنها تعرف بحرب " الزراير"، أو الحرب الإليكترونية عن بعد، إلى جانب الحروب الإعلامية والنفسية والاقتصادية التى تعرف فى الإعلام بالجيل الرابع والخامس من الحروب. وأشار الخبير الإستراتيجى إلى أن كل هذه المخاطر، ليست بعيدة عما تتعرض له مصر والأمة العربية الآن، لافتا إلى أنها تستحوذ على إهتمام الرئيس السيسى كمسئول عن البلاد، وقائد أعلى للقوات المسلحة، مشددا على أهمية إصطفاف جموع المصريين شعبا وجيشا وإعلاميين وعلميين؛ لمواجهة هذه الحروب التى تتطلب إمكانات ومهارات تكنولوجية من ناحية، والتفاف شعبى حول القيادة ومؤسسات الدولة من ناحية أخرى. وأوضح الجيوشى أنه لهذه الأسباب تطرق الرئيس فى كلماته الموجهة لأبناءه الطلاب إلى أن حرب المعلومات والحرب النفسية تدمر شعوبا ودولا ، مشددا على أنه لابد من دراستها ومواجهة أثارها علي شباب مصر جميعا، عسكريين ومدنيين وعمال وفلاحين، واصفا تلك الحرب بأنها علم لابد من توعية المجتمع المصرى ضد مخاطرها وتحويلها لخدمة أهدافنا القومية. وأكد الخبير الاستراتيجى على أهمية وصايا الرئيس لطلاب الكلية الحربية، بأن يكونوا قدوة لجميع أبناء مصر، باعتبارهم جزء أصيل من شبابها، مشددا على قيمة وحدة الشعب المصرى وتلاحم قواه خاصة الشباب فى مواجهة تلك الأخطار المحدقة ببلادهم ومستقبلهم، مشيرا إلى أن الشباب هم المنوط بهم حماية سيادة الوطن وكرامته والعمل على نهضته، وليقاتل من أجل هذا الهدف كل مواطن فى موقعه ومكانه.