«أعطني زرعاً أُعطيك حضارة»، جملة قالها «الشيخ زايد آل نهيان» أمير دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل، اتخذها مجموعة من الشباب حاليًا شعارًا لهم؛ لإعادة مصر إلى تصنيفها كبلد زراعي، بعد أن فقدت الكثير من مساحتها الزراعية، وهو ما يقدر بحوالي 43٪ من منطقة الدلتا. وتستمر مصر في فقدان 23٪ من أراضيها الزراعية سنويًا؛ نتيجة الزحف العمراني وفقاً لهيئة "الاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء، وهو ما دفع بعض الشباب لإطلاق فكرة «الزراعة بدون تربة أو الزراعة المائية»، وهي زراعة محاصيل دون الحاجة إلى تربة زراعية، بل يمكن استخدام أي سطح صلب في هذه الزراعة.
قال محمود عاطف- مسؤول التسويق لفكرة «جذور» للزراعة بدون تربة: إن تكنولوجيا «الزراعة المائية» هي فكرة قديمة جدًا منذ أيام الفراعنة، قامت عليها حدائق «بابل» المعلقة، وتركز هذه الفكرة على عدم الاقتصار على التربة الزراعية فقط لاستخراج محاصيل؛ لأن النبات لا يتغذى على التربة وإنما يتغذى على العناصر الموجودة بالتربة، فلو كان غذاءه التربة لنفذت الأراضي الزراعية، ولذلك فأنت تحتاج عند زراعتك لسطح بيتك لأي محصول سواء أكان: الفراولة، الخس .. إلخ إلى ماء وشتلات المحاصيل ومحلول مغذي للبذور ومواسير أو منضدة خشبية ومناخ مناسب، من خلالها يمكن توفير أكل أمن وصحي وخالي من الملوثات والهرمونات والمبيدات.
وأضاف «عاطف» ل«لفجر تي في»، أنه من خلال «زراعة الأسطح» يمكن استغلال كافة أسطح العمارات والمنازل والمدارس والمباني الحكومية في استخراج محاصيل وإما الاستفادة منها في توفير الطعام لأهل البيت أو عمل مشروع لبيعها، فإذا افترضنا تطبيق زراعة الأسطح على عمارات شارع «العشرين» بمنطقة «فيصل»، بالجيزة فإننا ساهمنا في توفير محصول زراعي لمنطقة العشرين يقوم الشباب بتسويقه على الفنادق والمطاعم، تقوم السيدات بتعبئته، ويقوم أصحاب المعاشات والمتقاعدون بمتابعته وري المحصول حتى ينبت، هنا يساهم في توفير فرص عمل لشباب الحي بالإضافة إلى تقوية الروابط الاجتماعية بين أهلي المنطقة، تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون والاحتباس الحراري، يمكن استخدام «زراعة الأسطح» ايضاً في تزفير غذاء آمن لأسرة فقيرة أو مساعدتها في إقامة مشروع يدر عليها دخل.
وتابع «عاطف» قائلاً: إن زراعة الأسطح مطبقة في عدد كبير من الدول وتعتمد عليها معظم دول الخليج العربي كمصدر أساسي للحصول على الغذاء، موضحاً أنه يمكن الاستفادة منها في تخفيض أسعار اللحوم، حيث ان السبب الأساسي لغلاء اللحوم هو عدم توافر العلف الحيواني واستيراده من الخارج، لذلك يمكن الاستعاضة عنه بما يسمى ب غرف «استنبات الشعير»، وهي غرف عبارة عن 50 متر ومجهزة مناخياً وبها مواسير تتبع نظام ري معين وصواني بها حبوب الشعير ويمكنها إنتاج طن يومياً من الشعير المستنبت واستخدامها كعلف للحيوان، استخدمها الجيش الثاني الميداني في مزارع «الأمل»، بمحافظة «الإسماعيلية» ومنطقة «حلايب وشلاتين».
وأوضح «عاطف»، أن الفكرة سيبدأ تطبيقها في محافظة «الجيزة»، بالتعاون مع المحافظ ووزارة البيئة ومركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة ابتداءً من أسطح المدارس والمديريات التابعة للمحافظة، ثم يليها المنازل لتصبح محافظة الجيزة مزروعة الأسطح كاملة وتنتج محاصيل زراعية.