تترسخ صورة " الشيال " في أذهاننا بأنها لشخص قوي الجثمان، مفتول العضلات، كما تم تجسيده في الأفلام السينمائية، ولم يخطر في مُخيلة أحد أن هناك اطفال يعملون بهذه المهنة الشاقة لا تتخطى أعمارهم العشرة الأعوام، زرع الفقر في جسدهم النحيف قوة ليعملوا في هذه المهنة الشاقة. رفض هؤلاء الأطفال الذين قدموا من قرية «درب الجيزاوي» بمحافظة المنيا، ليعملوا بسوق منطقة عرب المعادي، أن يكونوا مُتسولين في الشوارع كغيرهم من الأطفال، أو حتى كبار السن، ليعملوا بأيديهم من أجل الحصول على الأموال للتغلب على ظروفهم ومساعدة ذويهم.
ويقول «محمود» الذي لا يتعدى عمره الثمانية سنوات، من أسرة مكونة من 6 أفراد، إنه متفوق فى مهنته لذكائه الشديد وابتسامته التي لا تفارقه أبدًا، لافتاً إلى أنه يأتي في كل إجازة ليعمل لمدة شهرين ثم يعود لبلدته مرة أخرى.
وأضاف «محمد»: «عمري 11عام، بشتغل علشان أحمي أختي وأمي وأبويا بفلوسي، وميحتاجوش لحد»، لافتًا إلى حبه الشديد للتعلم متنميًا أن يكون صاحب دور مؤثر فى المجتمع الفترة المقبلة.
ويقطن الأطفال فى وحدات سكنية بالمنطقة تحت الإنشاء، حيث يدفعون جنيهان لليلة الواحدة.
ويكمل «محمد» البالغ من العمر 16عام، ويعاني من تأخر عقلي: "منزلي في المنيا لايوجد به ماء ولا كهرباء وأغلب البلدة فقيرة".