"المصيف في الإسكندرية يعني شارع خالد بن الوليد" جملة اعتاد المصطافون إلى محافظة الإسكندرية تكرارها لسنوات طويلة، لتدل مدى ارتباطهم بالإقامة وقضاء فترة الصيف داخل أكبر شوارع شرق المحافظة، والذي يضم عدد كبير من المحلات التجارية التي تبيع ملابس الصيف ومستلزمات الشواطئ. ففي بداية وقوفك أمام نفق "خالد بن الوليد" تجد المصطافون حاملون حقائب البحر وأمتعتهم بصحبهم ذويهم متجهون من النفق إلى شاطئ ميامي المميز، والذي وضعت أمامه حواجز خشبية، لحجب الرؤية أثناء استحمام الزائرون في المياه، وفي بداية مدخلك أمام الشارع تجد أكبر تجمع زحام من المصطافين، وكأن جميع الزائرون ارتكزوا داخل الشارع دون غيره من المناطق. عدسة "الفجر" كانت في جولة داخل شارع خالد بن الوليد، لرصد حال الصيف لعام 2015، من جهة اقبال المصطافين، وتنشيط حركة البيع والتجارة، ولرصد أهم السلوكيات الخاطئة التي أشيعت عن الشارع في الفترة الأخيرة. ويقول صاحب أحد المحلات التجارية، "موسم البيع والشراء للمحلات التجارية يزداد في خالد بن الوليد في فصل الصيف، لارتباطه بتواجد المصطافين، ولكن هذا العام حركة البيع ليست كبيرة، والجو العام بالشارع أصبح غير ممتع، فهناك مشاهد غير لائقة تتمثل في ارتداء مصطافون ملابس بحر، لا تليق بالذوق والآداب العامة، وباعتبار "البلد اللي ميعرفكش حد فيها"، فالشارع أصبح شعبي واختفى المُصيف الذي نجده يرتاد كل سنة على المحل، واتجه إلى الساحل الشمالي، هروباً من الشكل السئ الذي أصاب الشارع". وأضاف مسؤول محل تجاري يعمل منذ 7سنوات في الشارع: "نوعية المصطافين اتغيرت، فشكل الشارع أصبح غير جمالي، فالمصيف يقوم الآن بإلقاء القمامة في الشوارع، على عكس السنوات السابقة، كان المصيفون حريصون على الشارع، وأصبح الآن صعب السيطرة على السلوكيات بداخله. فيما قال اسامة عزت أحد سكان الشارع: "الباعة الجائلون ارتكزوا بشكل كبير على أرصفة الشارع، مما تسبب في إعاقة حركة المرور والسير، غير أن هناك بعض الفرش للباعة يحتوي على ممنوعات وأمور مخالفة، ويتعاملون كإن الشارع اشتروه، فالشارع هذا العام يشهد زحام، لكن دون اقبال كبير من المصيفين مثل كل عام، بعد أن كان شارع خالد ابن الوليد مقدس للمصيفين، "يعني اللي مرحش خالد بن الوليد مصيفيش". وتابع: "الشارع ارتكز فيه الباعة الجائلين، بسبب عدم تواجد دورية أمنية ثابتة، تمنع الباعة، مما جعل الأسر الساكنة بالشارع غير قادرة على الخروج، بالإضافة إلى التحرش في الشارع، ونحن نريد دورية أمنية تضبط الشارع، وتزيل المخالفات، وتعيد الواجهة الجيدة لميامي". فيما أضاف محمد إبراهيم أحد سكان الشارع: "المواطن الذي سيدفع 5ألاف جنيه مصيف بالإسكندرية، يدفع مثلهم أفضل له في الساحل الشمالي داخل بيئة نظيفة، تسمح له بالاستمتاع، فنوعية المصيف الذي كان يشعر أن هذا الشارع خاص به، ويرتاده كل سنة، أصبح غير مناسب بالنسبة له، وتجد الشارع حالياً يقبل عليه النوع الشعبي الذي تختلف ثقافته عن المحافظة، فتجده يلبس ما يريد في الشارع، يعاكس الفتيات، فأسرتي لا يمكن اسمح لها بالخروج، إلا عندما أتواجد معهم". وعلى مستوى مكاتب سماسرة الشقق داخل شارع خالد ابن الوليد، وصف عدد كبير منهم بإن الموسم هذا العام مازال"مضروب" بسبب أن شهر رمضان الكريم أخذ وقت طويل من الصيف، وأن هذا العام توافد المصطافين أقل من العام الماضي. وقال تيتو أحد السماسرة: "رمضان أخذ شهر يونيو ويوليو من الصيف، غير أن المصيف القديم الذي يتواجد منذ بداية الصيف لا يأتي إلى الإسكندرية، وأصبح جميع المصيفين شعبيين، ويريدون تأجير الشقق الرخيصة بمتوسط150-200جنيه في اليوم، ويريدها مطلة على الكورنيش، ولا يريدون دفع المزيد، بالإضافة إلى الدخول في مشاكل بسبب عدم الحفاظ على أثاث الشقق المفروشة وعدم النظافة". وأكد محمد صلاح أحد سكان الشارع: "صادفت أساليب غير سوية، أثناء مروري بالشارع منذ بداية فترة الصيف، ربما لا تكون كثيرة، ولكن الشكل العام بالشارع تغير، وأصبحت طريقة المعاملة سيئة، فليس هناك ألتزام أخلاقي وسلوكي، أو في الحفاظ على الشارع". وقد رصدت "الفجر" ما يؤكد كلام الأهالي من استحواذ الباعة الجائلون على الأرصفة، دون تقديم حل من محافظة الإسكندرية، بتوفير الباكيات الملائمة لحركة البيع والشراء، للحفاظ على الجانب الجمالي للشارع، بالإضافة إلى جانب من تغير السلوكيات العامة للمصيف.