هناك من يراه "مسخًا" وآخرون يشفقون عليه، وقليلون من يهتمون لحاله ويقفون إلى جانبه في حياته التي فقدها وهو على قيد الحياة. "محمد حسن" شاب في بداية العقد الثالث من عمره، للوهلة الأولى تظنه طفلاً ، نظرا لضعف جسده وقصر طوله، ولكن عمره الحقيقي يبلغ 21 عاماً، الأمر الذي يرجع إلى اصابته بمرض وراثي احتار الأطباء فيه بين أنه يتعلق بالأمراض الجلدية أو العظام. يعيش محمد وحيداً في شقة بمازل بمنطقة بولاق، حيث تركه والده بعد وفاة والدته وتزوج من أخرى طالبته بأن تعيش بعيدا عنه حتى لا تقوم بخدمته، الأمر الذي أدى إلى أن يعيش وحيداً لا يساعده أحد. يقوم بخدمة نفسه بنفسه، في ظل معاناته لتآكل يديه وقدميه بسبب مرضه، الذي ولد به واحتار الأطباء في تفسيره فقال له البعض أنه مرض أصيب به شخصين فقط على مستوى العالم وهو أحدهم. من يراه يتوقع أنه يعاني من حروق متفرقة في جسده بسبب حادث تعرض له، لكن الحقيقة أن مرضه كان سبباً في تآكل جسده وظهور جروح فيه، فتجد جسده كله متآكل ورأسه منزوع منها الشعر، مما جعله يشعر دائماً بنقص شديد حينما يجرحه بعض جيرانه بأحاديثهم ونظراتهم التي يكون أغلبها نظرات خوف منه. وتخوف جيرانه منه كان سبباً ليختار محمد أن يعيش وحيداً بعيداَ عن نظراتهم، ليعيش بين جدران شقته التي استأجرها منذ سنوات، شقته التي يعمها الظلام إلا غرفة واحدة التي يعيش فيها. ويعيش محمد في غرفة محتوياتها "دولاب، سريرين، تليفزيون، جهاز كمبيوتر" ، وأغلب ملابسه ملقاة على الأرض بالإضافة إلى فضلات طعامه التي "تعفنت" بسبب عدم وجود من ينظف الشقة له، فضلاً عن اتساخ سريره بدماء جروحه التي لا تترك جسده. بعين دامعة قال محمد، الذي يعاني من ألم المرض وجرح أقرب الأقربين له والده الذي فضل أن يعيش مع زوجته وأبنائه منها:" أنا من حقي أعيش زي الناس عايز أخف وأعيش حياة طبيعية".. في رسالة منها وجهها للمسئولين حتى يتثنى له أي فرصة للعلاج بالخارج أو جراء عملية جراحية تساعده أن يصبح كباقي الشباب في عمره ويمارس حياته الطبيعية. وتحولت دموعه إلى ابتسامة طفولية وهو يتحدث عن أمنياته،متمنياً أن يوفر له بعد علاجه مصدراً للدخل يستطيع من خلاله أن يوفر لنفسه احتياجات المعيشة.