ذكرت صحيفة "وطن" التركية أن رئيس الوزراء وزعيم حزب "العدالة والتنمية" أحمد داود أوغلو وجه تعليمات لكافة رؤساء أفرع حزبه بمواصلة أعمالهم واستعداداتهم التامة دون توقف تحسبا لاحتمال التوجه إلى انتخابات مبكرة، وذلك رغم المفاوضات الجارية لتشكيل ائتلاف مع أحد الأحزاب السياسية. ومن جانبه، أكد زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو - في تصريحات خاصة لصحيفة "سوزجو" اليسارية - عدم إمكانية تخلي حزبه عن محاسبة المتورطين في قضايا الفساد، والذي يعتبر أحد شروط حزبه الرئيسية، قائلا "إنه إذا غض حزبه الطرف عن هذا الشرط، فمن الأفضل لحزبه حينها أن يغلق أبوابه ويتوقف عن ممارسة العمل السياسي". وفي سياق متصل، انتقد حسين شليك المتحدث الرسمي السابق ونائب حزب العدالة والتنمية السابق، سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرا أن مشاركته في افتتاح مشاريع قبل الانتخابات العامة أثر سلبا على نسبة حزبهم، فضلا عن أن حرمان عدد من النواب من الترشح في الانتخابات العامة الأخيرة بسبب مادة اللائحة الداخلية للحزب والخاصة بالترشح لثلاث دورات برلمانية فقط تعتبر خطأ كبيرا، وأنها هي الأخرى أثرت على نتيجة الحزب في الانتخابات الأخيرة. وأوضح أن نسبة 5.5% من أصوات حزب العدالة والتنمية اتجهت لحزب الشعوب الديمقراطية الكردي، مؤكدا ضرورة تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري، ورأي أن عمرها سيكون طويلا رغم أن قواعد الحزب تطالب بأن يكون حزب الحركة القومية هو الشريك في حكومة ائتلافية قادمة. يذكر أنه بحسب النتائج الرسمية للانتخابات العامة التي شهدتها تركيا في 7 يونيو الماضي، لم يتمكن أي حزب من تحقيق أغلبية لتشكيل الحكومة بمفرده، حيث فاز حزب العدالة والتنمية بنسبة 40.66% (258 مقعدا) من أصل 550 هي إجمالي عدد مقاعد البرلمان، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري على 25.13% (132 مقعدا)، وحزب الحركة القومية على 16.45% (80 مقعدا)، وحزب الشعوب الديمقراطية الكردي على 12.96% (80 مقعدا).
