في سابقة هي الأولى من نوعها، قرّرت ملكة المسرح ميريام فارس، تجاهل كل التحذيرات التي وصلتها لمنعها من اعتلاء المسرح سواء بسبب توتر الأحداث وحادث شارع الهرم والشائعات التي انطلقت لتؤكد احتمالات وجود أعمال تخريبية وإرهابية لاستهداف الحفلات بالساحل الشمالي. كل هذا الكلام تجمّع لدى ملكة المسرح قبل حفلها بساعات لكنها لم تفكر ولو للحظة واحدة في التراجع وأرسلت الفريق الذي يعمل معها للاطمئنان على مكان الحفل وتأمينه بشكل احترافي، وبالفعل التقت مديرة أعمال ميريام بمدير أمن مطروح اللواء عنان حمودة الذي طمأنها تماماً على الوضع الأمني وتحدث الى ميريام نفسها عبر الهاتف، وبعدها قررت ميريام التحرك لمواجهة العديد من عشاقها الذين خاضوا تحدٍّ صعب هم أيضاً بسبب الإجراءات الأمنية لتأمين الحفل وهو ما دفع ميريام لإطلاق لقب الفدائيين عليهم وسط الحفل نفسه. انطلقت ميريام في سيارتها وقررت الاستمتاع بكل دقيقة في طريقها بمشهد البحر واحتفالات كل من لمحها من السيارة في الطريق، ووصلت الى المسرح بأسرع وقت تصعد فيه اليه وكأنها تعلن التحدي في كل دقيقة موجودة فيها على مسرحها الذي ترفض أن يمنعها أحد من الصعود عليه حتى ولو كان ذلك هو الإرهاب بعينه. ميريام استمتعت مع الحاضرين الذين رددوا معها أغنياتها، وتعجبت جداً من طلب الجمهور المصري لتغني لهم أغنيتها "كيفك إنت انشالله منيح" واندهشت من ترداد الجمهور لها وحفظهم لكلماتها عن ظهر قلب خاصة أنها باللهجة اللبنانية. وكان من المفارقات الجميلة طلب ميريام من جمهورها ترداد كلمة "منيح" وسط ضحكاتها وشقاوة الجمهور معها ومع خفة ظلها على المسرح. اختتمت ملكة المسرح حفلها وسط طلبات كثيرة باستمرارها والتصوير معها وهو ما دفعها للبقاء بعض الوقت للتسجيل مع مجموعة من القنوات الفضائية والإعلاميين والصحافيين، والتقطت أيضاً صوراً خاصة مع بعض الجمهور الذي ظل منتظراً خروجها من غرفتها والعودة الى الفندق. انتهى الحفل وبدأت الابتسامات تعلو على وجه فريق ميريام فارس وعلى وجه منتج الحفل ياسر زايد الذي خاض صعاباً كثيرة وكان معظم الوقت لا يترك التليفون من يده بسبب التوتر وإصراره على نجاح هذا الحفل الذي راهن عليه بإسم مصر كلها مهما كانت الظروف ومهما حدث من أزمات وشائعات وتهديدات وتحديات من الآخرين والمنافسين، وكان آخر ما صرّح به زايد مع الزملاء الإعلاميين أنه عاجز عن شكر النجمة ميريام فارس التي ساهمت بشكل كبير ومؤثر ليظهر هذا الحفل بهذا النجاح وأنها واجهت معه كل التحديات وكانت أقوى من كل ما تردّد وكاد أن يتسبب بتأجيل الحفل.
