عندما يتحول العمل الصحفي إلي تهمة ، والتصوير إلي جريمة ، ومتابعتك الميدانية في قلب الأحداث والإشتباكات إلي جناية ، يتم علي إثرها توجيه اكليشيهات من التهم الجاهزة لدي ظابط غليظ القلب معدوم الضمير يمارس فاشيته لإرضاء رغباته السادية ، عن طريق تحرير محضرا ، يلفق من خلاله تهما باطلة لمواطنينن أبرياء ولصحفيين كل جريمتهم ممارسة عملهم المهني ، ففي هذه الحالة ووفق كل المعطيات السابقة يكون مصير الصحفي المؤمن بقضيته السجن والحبس الاحتياطي دون محاكمة داخل زنزانة عفنة لاتصلح للحياة الادمية . في الدور الأرضي بنقابة الصحفيين جلس عم عبد الشكور أبو زيد والد محمود شوكان منذ نحو إسبوع مضي ، ينفي للصحفيين خلال اعتصامه مع زوجته ونجله محمد تمهة إنتماء نجله لجماعة الإخوان المسلمين ، وهي التهمة التي تم حبس شوكان بسببها احتياطيا ودون محاكمة حتي الان منذ فض اعتصام رابعة أثناء تصويره بكاميرته أحداث فض الإعتصام . حاول والد شوكان دفع التهم الباطلة عن نجله المريض ب (فيروس سي) ، والمصاب بأنيميا حادة بسبب سوء الرعاية الصحية له داخل محبسه ..صوته كان مصحوبا بالقهر ..فشلت كل محاولاته لأن يبدو متماسكا ، فالرجل لكونه صعيدي من إحدي مراكز محافظة قنا بصعيد مصر يريد أن يظهر قويا متماسكا ثابتا الإ أن إحساسه بالظلم تغلب عليه فبدا صوته مختنقا حزينا لضياع مستقبل نجله داخل السجن بتهم ملفقة ...وبينما كان والد شوكان يستعيد ثباته لإستكمال حديثه عن قضية نجله قاطعته زوجته (والدة شوكان ) التي تحدثت بصوت الأم ..خرجت الكلمات منها ممزوجة بمشاعر صادقة ، بعيدة عن لغة السياسة الجامدة الكاذبة ، فأكدت عدم إنتماء نجلها لأي فصيل سياسي وشرحت مدي حب نجلها للصحافة لدرجة دفعته للمغامرة بحياته لإلتقاط عددا من الصور، أدت إلي أن يكون مصيره الحبس . والدة شوكان التي كانت معتصمة وهي صائمة مع زوجها ونجلها محمد ،لم تتمالك نفسها ولم تستطع حبس دموعها والبكاء علي نجلها المحبوس منذ نحو عامين دخل السجون بسبب تهمة لم يرتكبها ، الإ في نظرالمعتادين من عصور مضت علي تلفيق التهم للصحفيين بهدف تكميم الأفواه . زميلي شوكان لم أعرفك الإ بعد أن أصبحت سجينا مظلوما ..شاهدت صورك المرفوعة علي سلالم نقابة الصحفيين المطالبين من زملائك للمطالبة بالإفراج عنك ...سمعت إسمك ويزلزل جدران نقابة الصحفيين عندما هتف العشرات من اصدقائك (يا شوكان يا أخانا ..كيف العتمة في الزنزانة ؟)...سمعت إجابتك من داخل زنزانتك علي هذا التساؤل ووصفك لها بأنها موحشة كالقبر، ظلامها أكثر سوادا من سواد الليل حتي في وضح النهار ، قضبانها يرفضها أي إنسان أتخذ من الحرية شعار له طيلة حياته مثلك . ما يدهشك ويدهش الأحرار في مصر أن ثوار يناير وصحفييها يقبعون حاليا خلف القضبان بتهم هي أبعد ما تكون عنهم ، فلا شوكان عضوا بجماعة الإخوان ولا هو علي صلة قرابة بأبو بكرالبغدادي امير المؤمنين لتنظيم داعش بالعراق، ولا يتبع لما يطلقون علي أنفسهم أنصار بيت المقدس بسيناء ، مثله مثل غيره من سجناء الرأي الذين تم سجنهم ظلما علي خلفية أحداث قضية مجلس الشوري ،أو قضية الإتحادية ، لرفضهم إصدار قانون التظاهر ومحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية ، وبالتمادي فلم يكن أحمد دومة أوعلاء عبد الفتاح ومئات من الثوار المسجونين خلف قضبان النظام مناصرين للجماعات التكفيرية، أو حلفاء لجماعة الإخوان المسلمين، بل أن الشواهد تؤكد أنهم كانوا في مقدمة الصفوف لإسقاط حكم المرشد كما كانوا يرددون دائما خلال مظاهرتهم منذ تولي محمد مرسي حكم البلاد، في الوقت الذي كانت فيه قيادات عسكرية تؤدي التحية العسكرية لمرسي . عزيزي شوكان فلتسامحنا علي تقصيرنا في الإستماته للإفراج عنك ، ولن أرتكن لتبرير تقصيرنا بجملة الضعفاء وهي ما باليد حيلة ، ولكنك تعلم بالتأكيد مثلما يعلم الكثيرون من الأبطال خلف السجون بأن النظام يصم أذنيه فلا يسمع الإ منافقيه وطباليه من الإعلاميين الذين يطالبوه بإستمرار سجنكم ..ولم تعد تجدي الوقفات الإحتجاجية والإعتصامات في تحقيق مطلب الإفراج عن المعتقلين المظلومين ، ولكن تأكد بأننا لم ننساكم يوما خاصة في ظل اشتراكنا في عقوبة واحدة مع اختلاف ألياتها ..فحريتك مسلوبة في سجن صغير وحريتنا مسلوبة في سجن اكبر يسمونه وطنا . إن حبس شوكان وغيره من المظلومين احتياطيا، وسجن شباب ثورة يناير لن يدفع في تجاه انتصار مصر في معركتها ضد الإرهاب ، بل أن سجنهم هو إرهاب لا يقل عن ذلك الذي تمارسه الجماعات التكفيرية ضد النظام وهو الإرهاب الفكري الذي يتهم كل من يعارض النظام بإنتمائه لجماعة الإخوان لتتحول التهمة قريبا إلي العمالة لأنصار بيت المقدس ، ولأن مغظم الإعلاميين الذين يعملون لصالح النظام وليس لكشف الحقيقة في برامج التوك شو ما زالوا متقصمين شخصية جوبلز وزير إعلام هتلر، فهم علي استعداد إقناع الرأي العام بأن شوكان وكل المسجونين ظلما هم أشقاء أبو بكر البغدادي في الرضاعة ...أفرجوا عن شوكان ورفاقه ، ولا تستخفوا بعقولنا .