إسرائيل تخدع شعبها وتقنعهم بهزيمة الجيش المصرى الرئيس الأمريكى نيكسون يقطع أجازته ويدعو مجلس الأمن للإجتماع لوقف إطلاق النار تحل علينا الذكرى ال42 لنصر العاشر من رمضان خلال تلك الحرب المجيدة والأشهر فى تاريخ الحروب المصرية بعد ستة سنوات سجلت فيهم مدى معاناة الجيش والشعب المصرى، بعد هزيمة 67. فكانت حرب العاشر من رمضان بتاريخها الهجرى حرب لإستعادة الحق و الشرف وكان من الطبيعى أن تفرض حربنا المجيدة نفسها على أولى صفحات الصحف العالمية والعربية والتى سجلت تطورات المشهد وسير الحرب يوماً بيوم. و ساهمت الصحف المصرية في تاريخ حرب العاشر من رمضان من خلال مانشيتات الصحف الصادره أثناء حرب أكتوبر 1973، والمتمثلة في الصحف القومية الثلاث الموجوده انذاك وهي "الاهرام، الاخبار، الجمهوريه"، وتناولت تفاصيل المعارك التي دارت خلال الحرب وتفاصيل الحرب علي جبهه القتال فتم تاريخ تلك الفتره في ذاكره الصحافه المصريه لتبقي فخراً للاجيال. *الجمهورية * فى البداية نجد مانشيت صحيفة الجمهورية فى اليوم الأول للحرب يتحدث عن الحالة التى وصلت إليها إسرائيل عقب عبور الضفة الغربية، قائلة :" إسرائيل في ذهول ". وعناوين فرعية : قرار زئيرى بقطع العلاقات مع إسرائيل ينزل كالصاعقة على الحكومة الإسرائيلية التى لم تفق حتى الأن من ضربة فيينا. وتابعت صحيفة الجمهورية فى اليوم الثانى للحرب تغطيتها لسير الحرب، متحدثة عن المعارك علي جبهه القتال، فكان المانشيت الرئيسي لها " قواتنا تقاتل الأن فوق سيناء ". واستكملت " الجمهورية " المانشيتات الفرعية لها، أن قواتنا تصد عدواناً إسرائيلياً ثم تقتحم القناة على طول المواجهة وترفع العلم المصرى فوق الضفة الشرقية. السادات ينتقل إلى قيادة القوات المسلحة ليكون على إتصال دائم بسير المعركة. معارك شاملة برية وبحرية وجوية على طول خطوط النار المصرية والسورية مع إسرائيل. الطيران المصرى يقصف مواقع العدو ويسقط 11 طائرة والأسطول البحرى يضرب قوات العدو على الساحل الشمالى لسيناء. وإسرائيل تعترف بالعبور المصرى وتعلن المدرعات المصرية تتدفق عبر جسور على القناة والقوات السورية ترد العدوان الاسرائيلى وتطارد العدو فى الجولان وتحرر مواقع عديدة منها جبل الشيخ. وفى اليوم الثالث للحرب جاءت مانشيت صحيفة الجمهورية الرئيسى " استسلموا بمدرعاتهم " وعناوين فرعية : ضباط وجنود العدو يستسلموا لقواتنا بكامل أسلحتهم عقب معارك طاحنة بسيناء. قواتنا تواصل تقدمها وترغم العدو على الغنسحاب شرقاً تاركاً دباباته ومدرعاته وأسقطنا 75 طائرة _ ودمَرنا 73 دبابة_ أسرنا عدداً كبيراً من الضباط والجنود. ووكالات الأنباء تقول : الظباط الإسرائيليون محاصرون بين القوات المتقدمة وقوات الكوماندوز المصرية. سوريا أسقطت 43 طائرة إسرائيلية وأسرت 9 طيارين_ المعارك مستمرة داخل الجولان. * الأهرام * أما صحيفة الاهرام فأظهرت حالة التوتر العسكري التي شهدتها الحدود حيث نقلت تصريحات مسئولين اسرائيليين، قولهم: "أن اسرائيل تترقب بيقظة بالغة، النشاط العسكري المصري، علي الضفة الغربية من القناة"، فكان المانشيت الرئيسي لها "التوتر يشمل كل جبهات القتال ويشتد في قناه السويس"، و قواتنا تعبر القناة واقتحمت خط بارليف. وفى اليوم الثانى للحرب تصدر مانشيت، تل أبيب : سير القتال فى اليوم الثانى "حرج للغاية بالنسبة لاسرائيل"، وعناوين فرعية : الرئيس الأمريكى نيكسون يقطع أجازته ويطل إجتماع مجلس الأمن فوراً لقرر وقف القتال. خسائر العدو أمس على الجبهة المصرية : 30 طائرة و32 دبابة وعدد كبير من مدرعاته القوات السورية تتقدم على 3 خطوط فى المرتفعات السورية برغم الهجمات المضادة المكثفة وتابعت الأهرام المانشيتات فى اليوم الثالث والرابع من الحرب : أقوى المعارك البرية والجوية منذ بدء القتال. اسرائيل تعترف أن مصر تستخدم تكتيكا جديدا فى الحرب بقوات الكوماندورز، ومعارك ليلية عنيفة بالدبابات فى سيناء بعد نجاح عملية العبور الضخمة. * الأخبار * أما صحيفه الأخبار فأبرزت حجم خسائر العدو وتفوق الجيش المصري، فكان المانشيت الرئيسي لها "عبرنا القناه ورفعنا علم مصر" و اسرائيل تعترف بنجاح العبور المصرى وتدفق المدرعات المصرية إلى سيناء وقواتنا تتقدم .. وتأسر .. وترد الهجوم المضاد والأعداء استسلموا بدبابتهم .. وأخرون هربوا وتركوا معداتهم. * صحف إسرائيلية * تباينت مانشتات الصحف الإسرائيلية فى خداع شعبها وقت إندلاع عاصفة حرب العاشر من رمضان، ففي البداية حاولت التكتم على فضيحة هزيمة الجيش الأقوى بالتاريخ على يد الجنود المصرية هزيمة نكراء، حيث اختلفت عناوين الصحف الإسرائيلية واختلفت مصداقيتها فصدرت صباح الأحد 7 أكتوبر 1973 أول عناوين رئيسية في القدس وتل أبيب في صحيفة "هآرتس" وكان بعنوان "الجيش الإسرائيلي يصد التوغل في سيناء وعلى وشك الانتقال للهجوم المضادة". ولم تختلف عنها كثيرًا صحيفة "دافار" بقولها "الجيش الإسرائيلي يصد التوغل في سيناء مساء أمس أول أيام الحرب"، استنجدت وقتها الجنود الإسرائيلية بقادتهم مطالبين منهم إرسال قوات جوية لمساعدتهم في صد الهجوم الضخم من الجيش المصري، ومن وابل الدبابات التي انهالت عليهم بوابل الرصاص والمدافع. أما بعد الحرب، نشرت صرحت صحيفة إسرائيلية "علهمشمار الإسرائيلية" في يوم 29 أكتوبر 1973 تقريرًا بعنوان: "لقد سادت البلاد قبل حرب أكتوبر مشاعر خاطئة، هي شعور صقورنا بالتفوق العسكري الساحق، لدرجة أن هذا الاعتقاد قادهم إلى طمأنينة عسكرية على طريقة: سنقطعهم إربًا إذا تجرأوا على رفع إصبع في وجهنا"