تجرى اليوم الأحد السابع من يونيو إنتخابات البرلمان التركى، التى يصفها الخبراء بأنها الأهم فى تاريخ الدولة العثمانية سابقا، والإردوغانية حاليا، حيث يرى المحللون أن صناديق الإقتراع لن تحدد فقط مصير الحكومة التركية الجديدة، وشكل النظام السياسى للبلاد، وإنما سترسم أيضا حدود لطموحات الرئيس الحالى رجب طيب أردوغان، لتدخل ببلاده إلى عصر الإردوغانية الإخوانية، أو تنطلق بها إلى أفاق التحرر، على الطريقة المصرية فى 30 يونيو2013، ومنه إلى يونيو 2015 تتغير مصائر الشعوب، و تميل شمس جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى نحو الغروب. فى البداية قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن إنتخابات اليوم تكمن أهميتها فى أنها من الممكن أن تحول تركيا من جمهورية برلمانية إلى جمهورية رئاسية، وهذا ما يطمح إليه الرئيس أردوغان؛ لأنه إذا حصل حزبه" العدالة والتنمية"، على ثلثى مقاعد البرلمان، أى 367 مقعدا من أصل 550 مقعد، فسوف يتسنى له تعديل الدستور، وتحويل النظام السياسى. وأضاف عودة إن الحزب إذا حصل على276 مقعد فقط، فسوف يتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده، لكن سيظل النظام برلمانى، أما لو لم يحصد الأغلبية فسيضطر للتحالف مع حزب أخر لتشكيل الحكومة. وأكد أستاذ العلوم السياسية على أن رمانة الميزان فى هذا السباق، هو حزب " الديموقراطية الشعبى"، وهو حزب كردى يسارى، يخوض الإنتخابات ويراهن على أن يحصد نسبة العشرة فى المئة، اللازمة كحد أدنى للتمثيل فى البرلمان. موضحاً أنه حسب الدستور التركى، إذا لم يصل لنسبة العشرة فى المئة، ستذهب أصواته إلى الحزب الأكبر تصويتا، مشيرا إلى أنه إذا تخطى الحزب الكردى هذه النسبة، سيخسر إردوغان الأغلبية الحالية، موضحا أن أقصى طموح هذا الحزب هو الحصول على نسبة ال 10 فى المئة. ومن جانبه توقع اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى والإستراتيجى أن يمنى أردوغان وحزبه بسقوطا مروعا؛ لأن شعوب العالم أفاقت بعد ثورة المصريين فى 30 يونيو و 3 يوليو، وشهدت كل الدول التى كان يهيمن عليها الإخوان والتيارات المتأسلمة إنتفاضات، تتجه للتحرر من الفاشية الدينية، على غرار سقوط الإخوان فى تونس، وإشتعال التظاهرات ضد أردوغان فى تركيا. وأضاف سويلم إن أردوغان تحديدا هو جزء من المخطط الصهيو أمريكى الإخوانى، الذى يهدف لتفتيت الدول العربية والإسلامية لصالح إسرائيل، وهذا ما تفهمه الشعب التركى بدليل خروجه فى تظاهرات حاشدة تحمل صور الرئيس السيسى، الذى أصبح رمزا لقهر المخططات الصهيو إرهابية فى العالم، وأيقونة للتحرر من الفاشية المتاجرة بالأديان. وشدد رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، على أن الجيش التركى أيضا غير راض، عن ما يفعله الرئيس الإخوانى، وتدخله السافر فى سوريا وتسليح وتدريب الإرهابيين الدواعش، بدليل أن ضباط من الجيش شهدوا ضده، وفضحوا إرساله شاحنات السلاح إلى سوريا، رغم أكاذيبه ومزاعمه بأنها شاحنات تحمل معونات ومساعدات إنسانية. متوقعا أن الأكراد الأتراك لن يسكتوا على دعم أردوغان لتنظيم داعش، الذى يهدر دماء إخوانهم فى العراق، كما أن السياسات القمعية التى يمارسها نظام إردوغان، ليس ضد الأكراد والأقليات فقط، ولكن ضد كل من لا ينتمى لجماعته وتياره، ستعجل بإسقاطه، كما حدث لجماعة الإخوان فى مصر، وهذا هو مصير أى نظام إقصائى، يستقوى بعشيرته وجماعته ضد شعبه.