يلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم كلمة أمام المنتدى الإقتصادى المصرى الألمانى، الذى يلتقى به الرئيس فى إطار زيارته الرسمية للعاصمة الألمانية برلين. وحول هذا الخطاب دارت علامات الإستفهام، ما بين ما تردد من أنه كان مقررا إن يلقيه السيسى أمام البرلمان الألمانى، ولكن تم إلغاء زيارته للبرلمان، بسبب تصريحات رئيسه الشهيرة، فى حين رأى البعض أن الكلمة تتجه نحو الشق الإقتصادى، فى العلاقات المصرية الألمانية، على إعتبار أنها تخاطب مجتمع المال والأعمال المصرى الألمانى. ومن جانبه قال الكاتب الصحفى والمفكر السياسى حلمى النمنم رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، إن برنامج الزيارة من البداية لم يكن ليتضمن زيارة البرلمان؛ لأن الدعوة نفسها جاءت من "ميركل"، أى من المستشارية وليس من البرلمان، وبالتالى ليس صحيحا أن السيسى كان سيلقى هذه الكلمة أمام البرلمان، ثم تحولت للمنتدى الإقتصادى. وأضاف النمنم إن تلك الكلمة من المؤكد أن تركز على العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالجانب الإقتصادى، بهدف جلب مزيد من الشركات الألمانية العملاقة للإستثمار فى مصر، وإقامة مصانع على ضفاف قناة السويس الجديدة، ومساهمات رجال الأعمال الألمان فى دعم وتنمية الصناعات المصرية. وأشار المؤرخ والمحلل السياسى إلى أن ألمانيا دولة مشغولة بمكافحة الإرهاب منذ زمن؛ لأن فيها جالية مسلمة كبيرة جدا، تضم مسلمين أتراك وإيرانيين وعرب، لافتا إلى أن ألمانيا الأن مهتمة بالتصدى لخطر الإرهاب والعنف، الذى بدأ ينتقل إلى أوروبا، وظهر بالفعل فى تفجيرات صحيفة"تشارلى إيبدو" بباريس، كما ظهر فى لندن وأسبانيا، مشيرا إلى أن ألمانيا ليست بعيدة عن هذا الخطر. وشدد الكاتب والمفكر السياسى على أنه ليس من حق أحد سؤال الرئيس السيسى عن ملف الحريات وحقوق الإنسان وأحكام القضاء؛ لأنها زيارة رسمية وليست إستدعاء، والأمر يتعلق فى النهاية بشأن مصرى قضائى داخلى، مؤكدا على أن العلاقات بين الدول تبنى على الأسس الإقتصادية والمصالح السياسية، فى المقام الأول، والحديث عن ملفات الحقوق والحريات داخل الدول، يأتى من باب" التحلية" فقط. ومن جانبه قال الدكتور عمرو صالح أستاذ الإقتصاد السياسى بجامعة عين شمس، ومستشار البنك الدولى سابقا، إن ما يفعله الرئيس السيسى فى لقاءاته مع رجال الأعمال والمستثمرين فى الخارج والداخل، يعرف فى العلوم الإقتصادية بمصطلح" الترويج" أو تسويق السياسات الإقتصادية للدولة، مشيرا إلى أن السيسى يعتمد على الأسلوب "التشاورى" والتحاور مع المستفيدين، وهى نظريات إقتصادية متطورة وناجحة جدا، وتعتمد عليها غالبية الدول المتقدمة إقتصاديا. وأشار الخبير الإقتصادى الدولى إلى أن ألمانيا من الدول المتقدمة صناعيا فى مجالات كثيرة، مثل صناعة السيارات والغواصات والمعدات والماكينات، ومصر تتطلع لإعادة النهوض بمصانعها وتشغيل المصانع المتوقفة وإنقاذ صناعات مثل السيارات و الحديد والصلب والماكينات، بالإضافة للتعاون العسكرى فى مجال التسليح بالغواصات الألمانية الشهيرة"دولفين". وأوضح صالح أن كلمة السيسى أمام منتدى رجال الأعمال، من الأهمية أن تروج للفرص الإستثمارية الواعدة فى السوق المصرى، خاصة فى محور تنمية قناة السويس الجديد، والمناطق الصناعية التى تسعى مصر لإنجازها خلال المرحلة الحالية والقادمة.