أكد السفير محمد حجازى سفير مصر فى المانيا، أن المشاركة الألمانية البارزة فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى تعتبر دليلا واضحا على قدرة ومكانة مصر، خاصة أنها جاءت عقب دراسات طويلة للسوق المصرى والإصلاحات الاقتصادية والتشريعية التى تمت، كما أنها تعد دليلا على أن مصر أصبحت جاذبة للاستثمارات الأجنبية. وأكد حجازى فى تصريحات له من برلين أمس الثلاثاء، أنه رغم كل التحديات أثبت الاقتصاد المصرى أنه قوى ومتماسك،لافتا إلى قرار شركة سيمنز الألمانية بضخ 10 مليارات لإنشاء محطات لتوليد 13 ألف ميجاوات أى ما يعادل نصف ما تنتجه مصر من الكهرباء صار علامة رائدة تشجع الاستثمار الأوروبى فى مصر، لافتا أن المنتدى الذى سيعقد خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى برلين سيكون دفعا للمزيد من الاستثمارات، مؤكدا أن موضوعات التنمية والاستثمارات لجذب شركاء جدد يعتبران محورين أساسيين فى زيارات الرئيس الخارجية. وعلى المستوى السياسى، أكد حجازى أن هناك إدراكا أن مصر تعد الأمل الوحيد لاستقرار المنطقة وحائط الصد الأول لجنوب أوروبا، كما أنها تمثل امتدادا حيويا للقارة الأوروبية بسبب قناة السويس وارتباطها بالخليج العربى وما يمثله من إمدادات النفط والغاز إلى جانب موقعها فى منطقة شمال افريقيا التى يتوافد منها اللاجئون بخلاف الجماعات المتطرفة والإرهابيون. وقال حجازى، إن الرسالة واضحة "فإذا كنّا شركاء فى التحالف الدولى للإرهاب فيجب أن نترجم هذا التحالف إلى واقع عملى ملموس من تعاون اقتصادى وسياسى واستثمار، خاصة أن أحد الأدوات لمواجهة الاٍرهاب يكون من خلال توفير فرص عمل للشباب بما يدحض المناخ السلبى لإبعادهم عن فرص الاستقطاب والتطرف، وذلك إلى جانب المواجهات الأمنية والفكرية لهذه الظاهرة البغيضة". وأضاف حجازى: " الألمان يدركون أن مصر هى الأمل فى انتشال المنطقة مما تمر به ولذلك فإن دورها محورى مطلوب من الناحية السياسية والجيواستراتيجية، كما أن لمصر دورا لا غنى عنه فى أمن واستقرار مصر يعتبر أمنا واستقرارا للشرق الأوسط بالكامل، خاصة فى ظل الهجمة الشرسة على المنطقة، ونحن 90 مليون مواطن يشكلون كتلة حرجة وموقع جغرافى مسيطر على خطوط التجارة الدولية وإمدادات الغاز والطاقة والبترول إلى جانب التشابكات الأمنية مع دول الخليج وكافة دول المنطقة". وقال: "إننا مقدمون على حوار بين عاصمتين من العواصم الرئيسية يؤثر كل منها فى منطقته"، معربا عن تفاؤله من هذا الحوار، مشيرا إلى أن الاتصال على مستوى القمة تم منذ فترة سواء من الرئيس السيسى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى منتدى دافوس الاقتصادى فى يناير الماضى أو من خلال الاتصالات الهاتفية التى تعاقبت خلال الأشهر الماضية. وأضاف أن هناك حوارا متصلا بين وزيرى الخارجية فى البلدين نتيجة التفاعل الأمنى والثقافى والشعبى والاقتصادى. وأكد أن العلاقات بين البلدين صحية وقوية، مشيرا إلى أن عام 2014 شهد أعلى معدل تبادل تجارى بقيمة 4،4 مليار يورو، بالإضافة إلى أن مصر حصلت على ثانى أكبر برنامج تنمية ألمانى بعد أفغانستان بنحو 420 مليون يورو للصرف الصحى والزراعة والتأهيل والتدريب المهنى والبنية التحتية، إلى برنامج تبادل الديون بقيمة 240 مليون يورو وتم تنفيذ الشريحة الأولى بقيمة 80 مليون يورو وجارى إطلاق المرحلة الثانية بقيمة 160 مليون يورو خلال الفترة المقبلة وتمهد حاليا الأجواء لإطلاقها إلى جانب صندوق شراكة التحول الذى وجهته ألمانيا إلى دول الربيع العربى، وتحصل مصر على نصيب الأسد منه، إضافة إلى أن معدلات الاستثمارات بلغت 2.5 مليار يورو، بالإضافة إلى الاتفاق الأخير مع سيمنز فنحن نتحدث عن علاقات استثمارية جيدة وتسير نجو الأفضل فى ظل التشريعات والقوانين الجديدة وما حققه المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى شرم الشيخ من نجاح. وعلى مستوى السياحة، أكد السفير المصرى أن العام الماضى شهد طفرة كبيرة حيث ارتفع عدد السياح الألمان الوافدين إلى مصر ليسجل 900 ألف سائح مقارنة ب 350 ألف عام 2013 ، مشيرا إلى أن المؤشرات خلال الربع الأول من العام الحالى تؤكد أن 2015 سيتجاوز الأرقام التى تحققت فى عام القياس وهو أعلى معدل للسياحة الألمانية بمصر حيث وصل عدد السياح الألمان إلى مليون و 200 ألف سائح. وأضاف أن مصر تسعى لعودة السياحة الثقافية فى محافظتى الأقصر وأسوان، لافتا أنه فى بورصة برلين العام الماضى حصلت مصر على جائزة أفضل سوق عائد بقوة للمنافسة. وحول الخلافات فى مناخ العلاقا، قال حجازى إن أى دولتين مهما بلغت درجة التقارب بينهما تتحمل الصِّلة والعلاقات بينهما بعض الخلافات فى وجهات النظر، لكن هناك اتفاقا على حقيقة واحدة وثابتة أن أمن واستقرار مصر يعتبر أمن واستقرار أوروبا والمنطقة، كما أن بوصلة الاقتصاد الألمانى عبرت عن نفسها بقوة فى المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ.