الإمبريالية مصطلح عالمي يعني السياسات التوسعية التي تنتهجها الدول بهدف السيطرة على الدول الأخرى وعلى الموارد المتاحة على أراضيها مما يعمل على أن يكسبها صفات إمبراطورية، وهي تعني أيضاً التسلط، أي تسلط الدولة القوية على الدول الأخرى وفرض سيطرتها عليها. من أبرز الأشكال التي تكون هذه السيطرة عليها هي الوجود داخل الدولة أو عن طريق النهج السياسي أو النهج الاقتصادي العالمي. في العصر الحديث ظهرت إمبريالية جديدة في العالم في منتصف القرن التاسع عشر، حيث بدأت الدول العظمى في العالم بشن الحملات الاستعمارية على الدول الأخرى، فبرزت قوتان استعماريتان عالميتان متنافستان على استعمار الدول وضمها تحت جناحها وبسط نفوذها على المساحة الأكبر من العالم، القوة الأولى هي بريطانيا أما الثانية فهي فرنسا. الربط بين الإمبريالية والرأسمالية استحوذ على العديد من مساحات التفكير لدى المفكرين والمصلحين والسياسيين وأصحاب الثورات خاصة في المعسكر الشرقي، حيث تم وصف الرأسمالية على أنها مرحلة أولية من مراحل الإمبريالية، فالرأسمالية تحتاج إلى الموارد الاقتصادية على الدوام مما يجعلها بحاجة إلى البحث الدائم عنها، وإيجاد هذه الموارد لا يكون على دولة أراض الدولة المستعمرة، مما يدفعها إلى البحث عنها عند باقي الدول واحتلالها حتى لا يكون هناك أي نقص في هذه الموارد. فالإمبريالية لها نزعات استغلالية محقورة، إذ إنها تسبب الأزمات عند الدول المستعمرة وتذبح أبناء تلك البلدان بلا داعٍ يذكر، فقط لأنهم لم يريدوا أن تحتل أراضيهم من قبل قوات أجنبية بعيدة كل البعد عنهم وبشكل لا يوصف. الأدهى والأمر هو عندما تبرير هذه الأعمال الإجرامية التي يتم ممارستها ضد الشعوب الخانعة تحت الاحتلال والاستعمار بتفوق عرق على عرق آخر بالإضافة إلى اتخاذ الدول الإمبريالية سمة من أراد تمدين وتحين العالم أجمع، حيث أن كل الشعوب الأخرى بنظرهم شعوب متخلفة، فهم يمارسون ضدهم أشد أنواع الجرائم حتى يحموهم وينهضوا بهم كما يدعون !!! إنّ الإمبريالية ما هي إلا جبروت وطغيان من دول ما أرادت إلا فرض هيمنتها وسيطرتها ودناءتها على العالم أجمع مما جعلها تبحث عن كل ما هو موجود لدى الآخرين كلهم، فقتلت وهذبت وسجنت ودمرت وأحرقت كل هذا حتى تنعم هي وأفراد شعبها، وليسحق الآخرون، فلا زالت دول إلى اليوم تعاني جراء طغيان الدول الاستعمارية القديمة وعلى رأس هذه الدول، الدول الإفريقية التي يموت أهلها جوعاً في حين تم نقل ثرواتها إلى البلاد والبقاع الأخرى.
