ما يفعله الدواعش اليوم، هو ترجمة عملية لأفكار البنا وقطب.
فضائح جديدة فى رسائل مرسى والعريان ليهود إسرائيل.
رغم قرار محكمة الجنايات بإحالة أوراق الجاسوس محمد مرسى وإخوانه للمفتى، بتهم التخابر والعمالة، ومع ذلك مازال هناك من يطالب بعدم إعدامهم، ويشكك فى عمالتهم للخارج، وتأمر جماعتهم على الدولة الوطنية المصرية.
ومن هنا كان حوار" الفجر" مع الكاتب الصحفى والمؤرخ السياسى حلمى النمنم، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، ليثبت بالوقائع ويروى بالأسماء، تاريخ هذه الجماعة التى أسسها الإحتلال البريطانى لضرب الوطنية المصرية فى مقتل، وليوضح علاقاتها بالكيان الصهيونى، وعمالتها ليس لبريطانيا وأمريكا فقط، بل لإسرائيل، منذ عهد المؤسس حسن البنا وصولا لحكم المعزول محمد مرسى.. وإلى نص الحوار :-
لماذا حاولت جماعة الإخوان إختراق دار الكتب، والحصول على بعض الوثائق؟
جماعة الإخوان معروف عنها أنها جماعة سرية، وحتى حين كانت غير سرية فى زمن الملك فاروق، كان هناك جزء من أداءها سرى، وهو التنظيم الخاص، الذى أنشأه حسن البنا، وبالتالى فهم يقلقون بشدة من المكتبات الخاصة ومن الدوريات، لأنه من أراد أن يدرس تاريخ هذه الجماعة فعليه أن يأتى إلى هنا.
ماذا فعلوا لإختراق الدار إبان فترة حكم مرسى؟
أثناء حكم الإخوان، حاول الوزير المجرم علاء عبد العزيز، الذى إستوزروه وزيرا للثقافة، حينما طرد من مكتبه فى شجرة الدر، حاول أن يأتى ويكون له مكتب هنا، ودفعت الجماعة بإثنين من الباحثين إلى دار الوثائق؛ لكى يحصلوا على وثائق مهمة وحساسة، تتعلق بترسيم الحدود المصرية، ولم يسمح لهم بذلك، بفضل أمانة وإخلاص العاملين فى دار الوثائق، رغم أن رئيس الدار وقتها أعطى تعليمات بتسهيل مهمتهم.
هل لديكم ما يثبت إعتناق حسن البنا مؤسس الجماعة للفكر الماسونى؟ جماعة الإخوان ليست بعيدة عن الماسونية، كمنهج وفكر وطقوس، لكن المشكلة بالنسبة لحسن البنا، أنه كان شخصا عاديا فى البداية، ذهب إلى الإسماعيلية ليعمل مدرس خط فى مدرسة خاصة، وفى مدينة الإسماعيلية أنذاك، كان هناك محفلين ماسونيين، وأتصور أنه لم يكن بعيدا عن هذين المحفلين.
ماذا عن علاقته بسلطات الإحتلال الإنجليزى التى أنشأت الجماعة؟
هذا الرجل ذهب إلى شركة قناة السويس، التى كانت رمز للإحتلال الإنجليزى لمصر، والتى كان أهالى الإسماعيلية يتجنبون المرور من شارعها، ولكنه ذهب إليها وطرق بابها، وطلب منهم أموال، وأعطوها له، وأيضا الأمر المؤكد أن فكر حسن البنا، لم يكن بعيدا عن الماسونية.
لكنه يتطابق أيضا مع الفكر الداعشى، هل هناك ثمة علاقة بين داعش والماسونية الصهيونية؟
لا يوجد ما يسمى بالفكر الداعشى، وإنما كل جماعات العنف فى العالم الإسلامى، خرجت من جذور كثيرة، وجذرها الأساسى هو فكر الخوارج، لكن الجذر المعاصر هو جماعة الإخوان، وبالتالى ما يقوم به الدواعش هو ترجمة عملية لأفكار حسن البنا وسيد قطب، وكتبت ذلك من قبل فى مقال بعنوان" الشجرة المسمومة".
هل هذه التنظيمات المتطرفة لها علاقة بإسرائيل والمخابرات الصهيونية؟
فى رأيى المخابرات الإنجليزية عملت الإخوان أساسا لضرب فكرة الوطنية، التى بدأت تظهر مع ثورة 1919 للمطالبة بإستقلال مصر، لكن المشروع البريطانى فى المنطقة أنذاك كان يقوم على إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين، الذى صدر به وعد "بلفور"، وكان لتمرير المشروع الصهيونى القائم على إقامة دولة دينية لليهود، ولابد من إقامة دويلات دينية للمسلمين.
ولهذا السبب لم يكن غريبا أن باكستان هى أول دولة سمح لها بإمتلاك السلاح النووى بعد إسرائيل، ولذلك كتبت منذ عام 2011، أن إيران سوف تصنع القنبلة النووية، حتى يصبح فى المنطقة هناك 3 دول دينية ولديها النووى، ولهذا السبب تقول دائما أن الإخوان هم صهاينة الإسلام، والمؤكد أنه لتمرير المشروع الصهيونى، كان لابد من مشروع أخر، هو المشروع الإخوانى، ومن هنا أرى إن أوجه الشبه بينهما كبيرة جدا، إلى حد التطابق.
ما مدى صحة تعاون حسن البنا وجماعته مع عصابات الصهيونية فى فلسطين؟
هذا التعاون حقيقى، وللأسباب التى ذكرتها، لم يكن غريبا أن يكون هناك تعاون بين حسن البنا والجماعات الصهيونية فى فلسطين، ولم يكن غريبا ما فعله محمد مرسى وعصام العريان مع إسرائيل، وقتما كان الإخوان فى الحكم.
هل قتلوا السادات وحاولوا إغتيال عبد الناصر بتعليمات من المخابرات الصهيونية؟
نعم،، أحمد ماهر رئيس وزراء مصر، اغتيل بأمر مباشر من حسن البنا بعد عشرين يوم من إعدام قلتة اللورد "مونييه" الصهاينة، النقراشى باشا اغتيل سنة 1948؛ لأنه إتخذ قرارا بالحرب على إسرائيل، وأى مواطن مصرى إتخذ موقف حقيقى معادى لإسرائيل، الإخوان قتلوه، أو حاولوا قتله، وصولا لعبد الناصر و السادات، وأكرر ما من مواطن مصرى أعلن عداءه لإسرائيل، إلا وقتلته الجماعة.
ماذا عن علاقة مرسى بإسرائيل، إبان حكم الإخوان لمصر؟
يكفيه الرسالة الفضيحة التى أرسلها للرئيس الإسرائيلى، وأخطر ما فيها جملة" أتمنى الرغد لبلاكم" وليس لدولتكم، ويجب أن نتوقف عند كلمة بلادكم، لأننا منذ إحتلال إسرائيل لفلسطين ونحن نتعامل معها كدولة تحتل فلسطين، وليست هى بلادهم، بينما مرسى أول من قال لهم " بلادكم" فى وثيقة مكتوبة، ومن هنا قال الإسرائيليون أن مرسى قدم لنا ما لم نكن نحلم به.