في مُخالفة صريحة للدستور الذي نص في مادته ال 53 على أن جميع المواطنون لدى القانون سواء، ومساواتهم في الحقوق والحريات والواجبات العامة، والتي أكدت على عدم التمييز بينهم، وأنها جريمة يعاقب عليها القانون،على أن تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كافة أشكال التمييز. كان المستشار محفوظ صابر، وزير العدل، له تصريح حول رفضه تعيين ابن "عامل النظافة" في القضاء، باعتباره عملاً له شموخ وهيبة، وكأنما قام الوزير بضرب دستور الدولة بعرض الحائط، الأمر الذي أثار غضب نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك وتويتر"، الذين فتحوا النار على وزير العدل مُطالبين بمحاكمته طبقاً للنص الدستوري، بعد أن قاموا بتدشين هاشتاج "#اقيلوا_وزير_العدل"، والذي طالبوا خلاله بإقالته بعد أن أساء لطبقة من المصريين أجبرتهم ظروفهم على العمل بهذه المهنة "الشريفة" أو "الحلال"، لافتين إلى أن عامل النظافة أفضل كثيراً من فاسدين كثُر موجودين في مناصب كبيرة بالدولة.
وكعادتهم لم يكتفي النشطاء المنتمين لتنظيم الإخوان، بالهجوم على الوزير، ولكنهم هاجموا النظام كاملاً، فاتهم العمدة، المؤسسات السيادية بالدولة بأنها تتعالى على البسطاء من المصريين، قائلاً :"من الآخر القضاة والشرطة والعسكريين والدبلوماسيين وكل ما هو في وظيفة كبيرة بيشوفوا عامة الشعب انهم أقل منهم قيمة وقامة".
وأضاف القناص، موجهاً تغريدته إلى وزير العدل: "بس طبعا ينفع يموت هو وأبوه في سيناء بيدافعوا عنك وعن اللى معينك؟!"، فيما استكملت نورهانور، بسخرية: " بكرة أحمد موسى يقول ان ابن عامل النظافة اخوان". وتوعد فيصل قراقوش، بإستمرار مُحاربة النظام الحالي، قائلاً: "قسماً لن نترك الثورة ضدكم حتي تحقق أهدافها وأولها العدالة الاجتماعية، قسماً لن نهدأ أو نتوقف أو نترك الساحة والقضية حتي تتساوى الروؤس ويكون قدر ابن عامل النظافة مثل قدر ابن الرئيس .. مكملين"_بحسب ما ذكر.
وقال محمودعلي:"لو هتستنوا العدل من نظام خلى للكلب قيمة عن الانسان يبقى هتستنوا كتير"، وعبر لوكا، عن استغرابه بتفاجؤ المصريين من تصريحات الوزير، قائلاً: "وكأن الناس اتفاجئت من التصريح! .. أو حاجة جديدة! .. هي البلد دى كدة منذ سيطرة عصابات يوليو عنصرية" –على حد قوله.
فيما أعلن باقي النشطاء غضبهم الشديد من الوزير، مُنددين بما قاله، فمن جانبه قال كامل، إن الفضل لما فيه وزير العدل هو وجود عامل النظافة وابنه الذين كانوا في مقدمة الثورة، فقال: "وزير العدل قاعد على كرسيه بفضل الزبال وابنه اللي كانوا في مقدمة الثورة.. ثم ينفُر منه بعد ما انتخ، يبقى لازم نقيله وزير العدل".
واتهم أحمد خالد، وزير العدل بأنه يحمل حقيبة وزارة تسمى العدل ولكنه لا يعلم معناها، قائلاً: "وزير عدل ما يعرفش حاجة عن العدل بس مش مستغربين لأن كلنا كشعب عندنا طبقيه في كل حاجة"، فيما قال محمد حسن، ساخراً من تصريح الوزير: "تحب نقتلك الفقراء أحسن ؟ .. ده لو شارب بانجو مش هيقول كده"، متحدثاً عن الوزير المستشار محفوظ صابر.
وفي استنكار شديد لما قاله الوزير، قال سامي محمد: "أكبر مسؤل عن العدل في الدول لا يعرف معنى العدل ولا يجد حرج في ماقاله ولم يدرك حتى أن كلامه لا يليق"، وأضاف أنا المصري العربي، مناشداً الوزير وساخراً في نفس الوقت: "الغلابة ياوزير العدل لولا نزلوا الشارع كان زمانك بتعمل شاي وقهوة وداخل بيهم على البلتاجي وهو بيديك كشف بأسماء الإخوان".
ووصفت هبه ياسين، تصريح وزير العدل بأنه غير مفاجيء، فقالت: "تصريح غير مفاجيء لأنها بالفعل سياسة مطبقة منذ سنوات وأبناء الطبقات البسيطة محرومون من تلك الوظائف، وهناك عشرات الشباب تم رفض تعيينهم في القضاء لأن آبائهم لم يحصلوا على مؤهل عالي".
وأضافت: "تصريح غير مفاجيء لكن لم يجرؤ المسئولين على التصريح به من قبل بكل هذا القدر من التبجح والتعالي وهذه هي المعضلة .. ومثلما لا تقبلونهم في القضاء لماذا تقبلونهم في التجنيد من أجل الحفاظ على أمن وتراب هذا البلد ؟؟!!!!".