قال وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، إن جمهورية مصر العربية تلعب دورا رياديا في اطار التحالف الحالي المساند للشرعية اليمنية، معربا عن تقدير الحكومة اليمنية لمشاركة مصر في هذا التحالف، وأضاف "نقدر الدور الريادي الذي تلعبه مصر للتوصل الى حل للأزمة في اليمن". وفي تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في لندن، قال وزير الخارجية اليمني "أحب أن أشكر جمهورية مصر العربية شعبا وقيادة على الدور الذي تقوم به حاليا في اطار تحالف دعم الشرعية، وإن اليمنيين يقدرون تقديرا كبيرا مشاركة مصر في هذا التحالف الداعم للشرعية". وأضاف "كنا في القمة العربية في شرم الشيخ قبل شهر حيث كان لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي دور ريادي في المحادثات التي تنصب نحو التوصل الى حل للأزمة في اليمن، وتطرقنا في أكثر من لقاء الى خطورة هذا الأمر وتأثيره على الأمن القومي المصري من خلال سيطرة الحوثيين وإيران على باب المندب الذي يشكل عمقا جغرافيا لمصر". وأوضح أن ما يحدث الآن في اليمن هو وجود ميليشيات حوثية صغيرة توافقت واتفقت مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح ومجموعته، بالإضافة الى أطماع ايران في المنطقة. وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين خلال مؤتمر صحفي في لندن، اليوم، "إن العملية السياسية الحالية في اليمن لم تبدأ بعد لأن هناك واقعا على الأرض تفرضه العمليات العسكرية الإجرامية التي يرتكبها الحوثيون الذين يقتلون الأبرياء ويقصفون المدن، ومن ثم لن تبدأ العملية السياسية دون وقف العمليات العسكرية من جانب الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح، واذا لم يلقوا سلاحهم لن تكون هناك عملية سياسية". وأشار الى أن عملية (عاصفة الحزم) عملية متكاملة ليست فقط عملية ضربات عسكرية جوية أو حصار بحري، ولكن أيضا ايجاد مناطق آمنة تستطيع من خلالها القوات البرية السيطرة على بعض المناطق الحساسة داخل اليمن، ومن خلالها يمكن تقديم الدعم اللوجستي لقوات المقاومة الشعبية وأفراد الجيش الموالين للشرعية وتقديم الخدمات الأساسية، وأن تستطيع الحكومة العودة وممارسة دورها الحقيقي في اليمن. وحول انتهاء المدة التي منحتها الأممالمتحدة للحوثيين وعلى عبد الله صالح لالقاء سلاحهم، قال وزير الخارجية "هذا تأكيد ودليل آخر على أن الحوثيين وعلي عبد الله صالح لا يبالون ولا يهتمون بالمجتمع الدولي ولا المجتمع الاقليمي ولا اليمني، هم مستمرون للأسف الشديد في تدمير اليمن، و من ثم لن يكون لهم أي دور في العملية السياسية في اليمن". وشبه الوزير اليمني الحوثيين وعلي عبد الله صالح بتنظيمي داعش والقاعدة، وقال "إن أوجه الشبه كثيرة بينهما، منها الاستيلاء على المعسكرات والأسلحة الثقيلة، ثم مهاجمة مؤسسات الدولة وحصار رئيس الجمهورية ووضعه تحت الاقامة الجبرية، وهو ما حدث مع رئيس الوزراء وعدد كببر من الوزراء، ثم قتل عدد كبير من الأبرياء وتدمير المستشفيات، وهي معظمها أمور يشبهون فيها تنظيم داعش والقاعدة". وأضاف "من لديه مشروع سياسي يجب أن يعرضه على الناس ويحاول اقناعه، وليس استخدام القوة والسلاح لفرض رؤية معينة". ورفض وزير خارجية اليمن دعوة الرئيس السابق، علي عبد صالح، لإجراء محادثات سلام، مؤكدا أنه لا يوجد له أي دور يلعبه في مستقبل اليمن، وقال "هذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذا الدمار الذي سببه علي عبد الله صالح، لا مكان لصالح في أي محادثات سياسية في المستقبل، وإن عملية (عاصفة الحزم) لم تنته، ولن يكون هناك أي تعامل مع الحوثيين حتى ينسحبوا من المناطق التي يسيطرون عليها". وندد الوزير اليمني بالدور الذي تلعبه ايران في المنطقة، وقال إن ايران مستمرة في التدخل من خلال دعم الحوثيين وتقديم السلاح لهم، مشيرا إلى أنهم لا ينكرون ذلك بل إنهم يقولونه على الملأ، وكشف عن وجود نحو 1600 طالب من الحوثيين يتدربون حاليا في إيران. وأكد ياسين على أن الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية موجهة باحتراف، مشيرا إلى أن المعاناة الأساسية تأتي من الحوثيين ومن علي عبد الله صالح الذين يواصلون مهاجمة وقتل المدنيين، وأضاف أنه لن يكون هناك حاجة لكي ينشر التحالف قوات برية "كثيفة" في اليمن لأن معظم الأراضي اليمنية ليست تحت سيطرة الحوثيين.
