كل منهما تستحق أن تكون «البطلة» كسر مسلسل «ألوان الطيف» حالة الجمود التى تنتاب الدراما المصرية باستثناء شهر رمضان الذى تعرض فيه غالبية الأعمال التى تقدمها جهات الإنتاج سواء الحكومية أو الخاصة، وتعاد هذه الأعمال كعرض ثان وثالث طوال العام. فكرة موسم منتصف العام، كان أول من فكر بها وطرحها وشرع بالفعل فى تنفيذها الفنان القدير نور الشريف، عندما وقع عقد بطولة مسلسلين مع المنتج أمير شوقى، أحدهما فى رمضان والآخر فى منتصف العام، ونفذ نور المسلسل الأول فى عقده " عرفة البحر"، لكنه لم يجد الورق المناسب ليقدمه فى منتصف العام، وبالتالى ضاع الموسم، وضاعت على نور الشريف فرصة أن يكون أول من بدأها ونفذها. بعد نور الشريف، شرع المنتجون فى إنتاج أعمال تنافس الدراما المستوردة، خاصة الدراما التركية والمكسيكية، من خلال أعمال لم تحقق النجاح الكافى، ونالت سخط النقاد والجماهير وعلى رأسها مسلسل «قلوب» الذى لعبت بطولته علا غانم ونجلا بدر، وأنتجه ممدوح شاهين. نفس المنتج عاد من جديد فى موسم منتصف العام من خلال مسلسل ألوان الطيف الذى كتبه أحمد صبحى وأخرجه عبد العزيز حشاد ولعبت بطولته أميرة فتحى وعبير صبرى ولقاء الخميسى، وهو مسلسل لائق فنيا، به بعض الأخطاء التى لا تخلو منها الدراما، كالمط والتطويل أحيانا أو عدم تشابك السيناريو وحبكته الدرامية بشكل جيد، لكنه فى النهاية عمل جيد بذل مؤلفه مجهوداً كبيراً– ونجح أحيانا- فى كسر نمطية الدراما ما يجعله مؤلفا مبشراً، ونجح مخرجه عبد العزيز حشاد فى تقديم صورة جيدة مصحوبة بإيقاع جيد. النجاح الحقيقى للمسلسل كان فى بطلاته، وبالتحديد «الناضجة جدا» عبير صبرى و«الموهوبة» أميرة فتحى . أميرة وعبير من النجمات اللاتى يبحثن عن فرصة بطولة حقيقية، وإن كانت أميرة قدمت بعض البطولات السينمائية أهمها «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» مع محمد هنيدى، و«اللبيس» أمام شريف منير ومدحت صالح، و«ظاظا»، أمام هانى رمزى، و«صباحو كدب» مع أحمد آدم . أميرة بدأت حياتها «موديلز وعارضة أزياء»، وظهرت فى أغنية حكيم «احلف» كموديلز للكليب، بينما ظهرت زينة صديقة لها فى دور مساعد فى نفس الكليب، قبل أن يجمعهما هانى رمزى فى فيلمه «ظاظا» لتلعب أميرة دور الإعلامية الممولة، وتلعب زينة دور زوجته. كارهو أو منافسو أو من لا يحبون أميرة فى الوسط الفنى، أشاعوا عنها أنها لا تعمل إلا من إنتاج زوجها «وائل حب»، لإبعادها عن العمل من ناحية، ولترسيخ صورة عند الجمهور أنها مفروضة على الوسط بأموال زوجها، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، فأميرة كلما قدمت دورا جيدا، ظهرت موهبتها، غير أنها لم تكن تمانع فى العمل مع أى جهة إنتاج مادام السيناريو جيداً، والعقد مناسباً، والأهم من ذلك أنها لم تقدم سوى فيلم «اللبيس» من إنتاج وائل حب. أما عبير فقدمت تجارب مهمة هى الأخرى مثل «عصافير النيل» مع المخرج مجدى أحمد على، و«عتبة الستات والناجون من النار»، مع المخرج على عبد الخالق، وكانت عبير هى البطلة الأولى فى مسرحية «حودة كرامة» أمام أحمد آدم وإخرج جلال الشرقاوى، بينما لعبت غادة عبد الرازق دور السنيدة فى العمل المسرحى الذى بدأ عام 2001. المؤكد أن اعتزال عبير صبرى وحجابها، كان سببا فى تخلفها عن ممثلات الصدارة، ففى الوقت الذى قدمت فيه دور البطولة فى «حودة كرامة»، كانت السينما تقدم على وفاء عامر كسلعة رائجة فى سوق التوزيع، فى أدوار الخادمة اللعوب، وكانت البديلة الأقل سعراً لها هى غادة عبد الرازق، التى أصبحت فيما بعد أعلى الممثلات أجرا، وتتربع على عرش السيدة الأولى. كانت السينما وقتها تبحث عن بطلات حقيقيات قبل توهج منى زكى وحنان ترك وغادة عادل ومنة شلبى وحلا شيحة، تركت عبير الساحة بكامل إرادتها وعادت من جديد تبحث عن مكانتها ولعبت دور البطولة الثانية أمام غادة عبد الرازق فى مسلسلها «حكاية حياة»، بعد أن احتلت ترتيبا متأخرا فى قائمة النجمات. عبير صبرى وأميرة فتحى، تستحقان مكانة أكبر بكثير من مكانتهما الحالية، ولعل نضوج عبير الواضح جدا وموهبة أميرة فى مسلسل ألوان الطيف يكون شفيعا لهما عند المنتجين لإسناد أدوار البطولة المطلقة لهما، كسرا لحالة جمود الشاشة من ناحية، ولأن أجريهما سيكون أقل بكثير من أجور بعض النجمات اللاتى يجلسن على عرش الدراما دون موهبة حقيقية، والأهم أن كلا منهما تستحق أن تلعب دور البطولة المطلقة. أميرة فتحى: اشتغلت «كوافيرة» فى حارة شعبية بسبب عالية أكدت الفنانة أميرة فتحى التى يعرض لها مسلسل «ألوان الطيف» حالياً على مجموعة قنوات النهار أنه لا يشغل تفكيرها عرض أعمالها فى شهر رمضان أم لا مؤكدة أن العرض فى أى وقت يحقق نجاحاً لأن العمل الجيد يفرض نفسه فى أى وقت. وتابعت أميرة أن سبب موافقتها على المشاركة فى مسلسل «ألوان الطيف» هو أنها لأول مرة تقدم اللون الشعبى فى عمل درامى فهى تقوم بدور بنت شعبية تعمل «كوافيرة» فى حارة، وتواجه صعوبات الحياة، وتعبر أن هذه الشخصية تقدمها للجمهور بشكل جديد تماماً عليها، فضلاً عن أن السيناريو مكتوب بحرفية شديدة، ويناقش المسلسل نظرة المجتمع للبنات ومشكلاتهن وطموحاتهن، من خلال أربع فتيات يتم إلقاء الضوء عليهن والمشكلات التى يتعرضن لها خلال مشوارهن كما أنه حينما أرسلت لها الشركة المنتجة المسلسل قبل أن يتم ترشيحها لدور معين وجدت أن «عالية» هى التى نادتها. وأضافت أنها لم تكن خائفة من تجربة المسلسل الطويلة التى تصل إلى 60 حلقة وأنها ليست تجربة حديثة وجديدة على الدراما المصرية كما يظن البعض، بالعكس فهى تجربة قديمة منذ تقديم مسلسل «الشهد والدموع»، و«ليالى الحلمية» وغيرها من مسلسلات الأجزاء وكل ما فى الأمر هو عودتها من جديد. وأشارت إلى رغم أن المسلسل يقدم قصصاً صعبة لأربع فتيات إلا أن الشخصية التى تقدمها بها جانب رومانسى مهم، موضحة أن هناك شخصين يقعان فى حبها ولكن قلبها يميل إلى أحدهما وفى النهاية تتزوج منه، وأكدت أن مسلسل «ألوان الطيف» يعتمد على البطولة الجماعية وهذا سر من أسرار إعجابها بالمسلسل كما أن اسمه له مدلول لأنه يتحدث عن طباع ونماذج مختلفة من البشر تشبه إلى حد كبير ألوان الطيف فالمسلسل يجمع بين الطيبة والشريرة والمتمردة وأن الجمهور يحتاج إلى مثل هذه النوعية من المسلسلات لأنه كان يلجأ إلى التركى لسد الفراغ الذى تخلفه مسلسلات رمضان والتى تراها مليئة بالتطويل والملل وكذلك المسلسلات الهندية التى لا تعتقد أنها ستنجح فى مصر لأن الجمهور المصرى ملول بطبعه. وأنهت حديثها بأنها تستعد لتصوير دور فى مسلسل «زمن نجيب وبديعة» مع المنتج عادل حسنى والمخرج مجدى أبوعميرة لتؤدى دور بديعة مصابنى أشهر فنانات الزمن الجميل وحبيبة نجيب الريحانى وتعتبره دوراً صعباً وستجتهد فى تقديمه قدر استطاعتها وهو خارج سباق رمضان وتتمنى التوفيق فى النهاية، وأضافت أنها اشتاقت للسينما لكن تفضل عدم الظهور فيها بسبب عدم عرض أفلام جيدة عليها. عبير صبرى: أصبت بحالة نفسية سيئة بسبب الجن فى «ألوان الطيف» اختارت عبير صبرى المثل الشعبى «لسه التقيل ورا» لترد على تحولات دورها فى مسلسل «ألوان الطيف» الذى يذاع حصرياً على قنوات النهار وأنها تحمست لتقدم هذا الدور فور قراءة السيناريو لأنه مسلسل يحترم عقلية الجمهور الذى يبحث حالياً عن أعمال يرتبط بها بعد أن سادت الأعمال غير المصرية فى السوق الدرامى منذ فترة طويلة وأنها سعيدة بالعمل مع المخرج عبدالعزيز حشاد والمنتج ممدوح شاهين لأنه لم يبخل على أى تفاصيل كى يخرج المسلسل بالشكل المناسب واللائق. وأضافت أنها بعد عرض الحلقات الأولى تلقت مكالمات هاتفية من أصدقائها تهنئها بالعمل لأن دورها كان مفاجأة بالنسبة لهم خاصة أنه بعيد عن شخصيتها ولم تقابل مثلها فى حياتها. وعن شخصية تميمة تقول عبير: «وقعت فى غرامها من اللحظات الأولى خاصة أنها شخصية مركبة وبها تطورات كثيرة ومعقدة وسيكتشف المشاهد فى الأحداث أنها لقيطة وتتمتع بقدرات خاصة فيما بعد، وأن مرحلة إصابتها بالمس الشيطانى هى أصعب المراحل». وعن أصعب مشاهد الشخصية أكدت أن مشاهد الجن هى الأصعب لأن ملامح وجهها تختلف فيها وكأنها أصبحت جناً وهو شىء متعب للغاية ومرهق بالنسبة لها وحينها أشفقت على الحالات الحقيقية الممسوسة من الجن وأصيبت بحالة نفسية سيئة والكوابيس أصبحت تطاردها يومياً وجلست فترة طويلة لا تستطيع التعامل مع البشر هذا بعيداً عن الإصابات التى تعرضت لها أثناء التصوير. أما سبب اختيارها الشخصية فأوضحت أنها تفكر دائماً فى تقديم ما يجعل الجمهور مصدوماً من الشخصية، وأنها جلست وقتاً طويلاً تحضر للشخصية وشاهدت العديد من الأفلام الأجنبية فيها مثل هذه الحالات لتستفيد منهم وتعتقد أن هذه الشخصية ستحقق لها نقلة فنية جديدة فى مشوارها الفنى. ونفت عبير أى خلافات منها حول تتر المسلسل وأنها لم تسمع شيئا وشخصيتها بعيدة عن بقية بطلات العمل وأنها تركز فى شغلها فقط.