لم يُمهل الموت الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي اللحقا بمجلة "مشارف مقدسية" التي اختير ضمن هيئتها الاستشارية، ضنت مجموعة من الكتاب والشعراء العرب. واحتفلت اللجنة الوطنية ل "القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية" فى رام الله بصدور العدد الأول لمجلة "مشارف مقدسية"، وهي مجلة أدبية ثقافية فكرية فصلية، يرأس تحريرها الشاعر محمد حلمي الريشة، ويشرف عليها عثمان أبو غربية. وجاء العدد الأول من "مشارف مقدسية" من 248 صفحة، وتشتمل على أبواب متعددة، وأفتتحها رئيس التحرير بقوله "لأنها القدس التي نعشق، ولأنها تستحق منا حتى أكثر مما تستحق، ولأنها أنتم ونحن ولدت "مشارف مقدسية" من رحم روحها وقلب رونقها". وتنوعت بعد ذلك أبواب المجلة، فناقش مجموعة من الكتاب في باب "مقدسيات" كثيرا من القضايا التي تهم القدس ووضعها تحت الاحتلال أو الشأن الثقافي العام فيها. وأما باب "دراسات" فقد ناقش الدارسون من النقاد قضايا شعرية وأدبية سردية ونقدية اصطلاحية، كما اشتمل العدد على شهادة إبداعية للروائي الجزائري واسيني الأعرج، وحوار مع الشاعر أديب ناصر، كما تنشر المجلة فصلين من رواية صبحي فحماوي "صديقتي اليهودية". كما نشرت المجلة كذلك نصوصا في القصة القصيرة والشعر والترجمات ومقالا يتناول المسرح الفلسطيني في القدس، كما عرفت المجلة بالموسيقار الفلسطيني سلفادور عرنيطة، وبرواية "النزوح نحو القمر" للروائي المقدسي عيسى القواسمي، كما وتوقفت المجلة عند بعض قضايا "الجدل" و"التشكيل"، لتختم بالتعريف بمتحف التراث ودار إسعاف النشاشيبي في باب بعنوان "معالم". وجاءت المجلة بعد فترة ركود في الساحة الثقافية الفلسطينية، وتوقف العديد من المجلات الأدبية المشهورة كمجلة "الكرمل" و"الكرمل الجديدة"، ومجلة "الشعراء" ومجلة "الكلمة"؛ لتعوض الحركة الثقافية بشكل عام وتعمق حضور القدس في بعديها التاريخي والثقافي بجانب البعدين الديني والسياسي، كما أنها حرصت على التنوع في مادتها وكتّابها، سواء في النقد أم في الإبداع، لتكون علامة مميزة، في تاريخ الثقافة الفلسطينية والعربية بشكل عام. وتتألف عضوية لجنة الإشراف من مجموعة من الكتاب والشعراء الفلسطينيين، من بينهم الروائية المقدسية ديما السمان والشاعر مراد السوداني الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وضمت هيئتها الاستشارية العديد من الكتاب والأدباء العرب والفلسطينيين في الشتات وفي الداخل الفلسطيني، فكان من بينهم الشاعر التونسي منصف الوهايبي، ومن المغرب محمد بنيس، وغيرهم.