"ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، هو الأصل الذي تنطلق منه الدعوة الإسلامية، كما تنطلق من عدة مبادئ قرآنية سامية أخرى، منها قوله تعالى: "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"، وقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم: "لَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا بِي وَلَنْ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ " فلابد أن يكون لهذه النصوص أثر في حياة المسلم. فالبرغم من ذلك يواجه الإسلام، وثوابته حربًا ضروس، في الفترة الأخيرة، استوجبت الوقفة، ومعرفة كيفية صد تلك الهجمات -التى وصلت لحد الفتن أحيانًا- من قبل المؤسسات الدينية في مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف، الذي حصل على نصيب الأسد من الهجوم. الأزهر قيمة وجبل له مخالب قال الشيخ محمد عبدالرازق عمر، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن أصحاب الأفكار الشاذة، لا يعرفون عن الإسلام إلا إسمه، ولا يعرفون عن القراَن إلا رسمه. وأضاف عبدالرازق في تصريح ل"الفجر"، إذا كان أحد هؤلاء لا يصحح ولا يجيد قراءة اَية واحدة من القراَن الكريم، فكيف نجعل له قيمة، واصفًا المتطاولين على التراث الإسلامي والأزهر الشريف بإنهم ك"غثاء البحر"، سرعان ما سيزول، مؤكدًا أن الأزهر قيمة وجبل له مخالب، وهم يحاولون أن يخدشوا شيئًا من هذا الجبل، وهذا التراث، فتتكسر أنيابهم وأظافرهم ولن يستطيعوا أن ينالوا من الأزهر شىء إطلاقًا. وأوضح رئيس القطاع الديني بالأوقاف، إن الأزهر ينشر الوسطية والسماحة بين الناس منذ أكثر من ألف عام، فلن نسمح لأي أزهري أن يتدني لهذه الصغائر وأن يجلس مع هؤلاء ويحاورهم، لكن هذا وإن حدث هذا شىء جميل، فلدينا من العلماء من قيادات الأزهر والأوقاف من يستطيعون أن يدافعوا عن هذا الدين، أما هذا الذي نسمعه في القنوات الفضائية "هراء"، فالقافلة تسير والكلاب تعوي. ونفى "عبدالرازق" أن يكون تجديد الخطاب الديني مجرد حبر على ورق، مشيرًا إلى أن المؤسسات الدينية في مصر وضعت خطط واضحة وبدأت بالفعل في تنفيذها. وأشار "عبدالرازق"، إلى أن الحجاب شىء ثابت، "ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن"، فهو فرض،فيأتي صحفي لا عم له بالدين، ولا يحفظ شىء عن مسيحيته،وأن يطلق مثل تلك الدعوات ويطالب بخلع الحجاب. وأكد رئيس القطاع الديني، إن جميع الأديان السماوية أثبتت وأكدت على فرضية حجاب المرأة، أما النقاب وما شابه فهو شىء مختلف عليه. الإسلام شرع الحجاب وصف الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، الدعوة التي صدرت مؤخرًا بخلع الحجاب بأنها "دعوة فاسدة" لا تقدم سلاما وتقدم دعوة إلى الشقاق، مضيفاً أن الإسلام شرع الحجاب ولم يلزم به، "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره"، "ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، مؤكدًا أن الجميع محاسب على ما يقوم به وما يتركه، وعلى الدولة أن تمنع الفتنة، وألا تستجيب للدعوة. وأكد "واصل"، إن تجديد الخطاب الديني مهمة الجميع، وليس فقط خريجي الأزهر الشريف.. فالدين والدنيا وجهان لعملة واحدة.. والدين لا يكون إلا بالدنيا. وأضاف مفتي الجمهوري الأسبق، في تصريح ل"الفجر"، أن الخطاب الديني ليس حكرا على الأزهر فهو لجميع المسلمين.. وكلنا مأمورون بأن نخاطب بعضنا بما يجمع الدين والدنيا كالروح مع الجسد، وكل في تخصصه، مشددا علي ضرورة العودة إلى أهل الذكر مصداقا لقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) صدق الله العظيم". علماء الأزهر خير من يمثلون الإسلام ومن جانبه قال الدكتور الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن علماء الأزهر الشريف، خير من يمثل ديننا الإسلامي، مؤكدًا ان تواجد بعض الدعاة من غير الأزهريين في بعض القنوات الفضائية للحديث عن الدين، يكون أحيانا لتنفيذ اجندات خاصة. وأوضح الجندي في تصريح ل"الفجر"، إن علماء الأزهر لازالوا في الصفوف الأولى والأعلى مشاهدة في القنوات التلفزيونية كالدكتور على جمعة المفتي السابق، والعلامة الدكتور أحمد عمر هاشم. وأشار إلى إنه ليس من السهل وضع ميثاق بين الأزهر والمؤسسات الأعلامية لفرض دعاة بعينهم للظهور عبر شاشات تلك المؤسسات، لأن الأزهر يحترم حرية الرأي والتعبير، مؤكدًا أن إمتلاك الأزهر لقناته الخاصة التى ستنطلق قريبًا سيسهل من مهمة، العلماء في توصيل صحيح الدين لعوام الناس. المناهج الآزهرية ليس قرآناً ومن جانبه قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف : "أن الأزهر الشريف يرى أن تجديد الخطاب الديني هو ضرورة ملحة ويحتاج لإرادة سياسية، موضحاً أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتجديد الخطاب الديني كانت إيجابية وتمثل عبئاً علينا". وأضاف شومان خلال تصريحات إعلامية، أن تجديد الخطاب الديني يتم من خلال تغيير المناهج بالمعاهد والجامعات الأزهرية، مشيراً إلى أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بادر بتشكيل لجنة عام 2013، لإصلاح المناهج الأزهرية . وتابع، المناهج الآزهرية ليس قرآناً، ونيعد النظر فيها كل 3 سنوات، لافتاً إلى أن الأزهر والكنيسة عانوا من التضييق على مدى فترات طويلة.