التوأمتان السياميتان جانجا وجامونا موندال (45 عاماً) الملقبتان ب"الأخوات العنكبوت"، عاشتا حياة صعبة وقاسية قبل التعرف إلى توأم روحهما المدرس جاسم الدين أحمد الذي يشاركهما أفراحهما وأوجاعهما منذ تعرفا عليه العام الماضي خلال عملهما في سيرك متنقل. تقول جانجا التي تتقاسم أربعة أذرع وثلاثة أرجل مع شقيقتها أن "لقاء الصدفة مع أحمد جلب معه الحب من النظرة الأولى، ونحن نشعر بحبه المخلص لنا، إنه يحبنا فعلا من أعماق قلبه". وأضافت جانجا أن حياتها وحياة شقيقتها تغيرت من البؤس الدائم إلى السعادة التامة منذ تعرفا على أحمد وتأملان في قضاء ما تبقى من حياتهما معه. ولدت التوأمتان لأسرة فقيرة قرب كلكتا غرب البنغال ولديهما معدة واحدة وقلب وكلى وكبد منفصلين. لم يتمكن والديهما من دفع تكاليف الرعاية الطبية العالية، وتخلو عنهما اعتقادا منهم بأنهما عقاب من الله. لم تدخل التوأمتين إلى الصفوف الدراسة في حياتهن، ولم تتوفر أمامهما فرص العمل سوى في سيرك متنقل تقدمان من خلاله عدة عروض حية في مختلف أرجاء الهند مقابل 25 جنيه استرليني (حوالي 135 درهم إماراتي) للعرض وهو مبلغ جيد يكفيهما لسد حاجياتهما اليومية. تعرفت التوأمتين على الشاب أحمد (36 عاما) في السيرك حيث كان يعمل بدوام جزئي كمهندس صوت، وبدأت مشاعر الحب تكبر بينهما منذ النظرة الأولى. ويقول أحمد الذي يعمل في إحدى المدارس المحلية ولكنه يساعد الأختين في المساء باصطحابهما إلى العروض: "شعرت بأنه عليا الاهتمام بهما منذ التقيتهما، ففي حياتي، دائما ما أشارك الآخرين آلامهم ومتاعبهم وأحاول المساعدة ما استطعت. وأعيش اليوم مع التوأمتين في كل سعادة نتحدث ونمرح لساعات طويلة، نتغدى معاً ونسمع الموسيقى معا ونتفسح معا، ونسهر تحت ضوء القمر لساعات الصباح." معظم علاقات الحب تنتهي بالزواج، ولكن بالنسبة لحالة "الأخوات العنكبوت" الأمر صعب للغاية ولا يمكنه أن يتم بسبب نظرة المجتمع، وتقول جانجا أن الحب الذي يجمعهما يستند في الغالب على المرح والرفقة فأحمد يتمتع بحس الفكاهة والحياة بجواره متعة. وقد توجهت الأختين إلى جراح لدراسة إمكانية الانفصال الا انهما رفضتا هذه الفكرة، خشية أن تتعرض إحداهن للخطر أو الموت. وفي الوقت الحالي، تعيش الأختين في سعادة، تستمتعان بالصداقة والأنس الذي جمعهما طوال هذه السنوات، وتأملان أن يتواصل دعم وحب أحمد لهن إلى آخر نبضة قلب.
