بعد مرور 100 عام على "مذبحة الأرمن" أكبر مذبحة في حق المدنيين الأرمن تتجدد الدعوات لإدانة تركيا وإجبارها على الإعتراف بالمذبحة التي ما زالت تستنكرها رغم إعتراف أكثر من 20 دولة بتلك الجريمة الكبرى، مشيرين إنها كانت مجرد معارك بين الأرمن والجنود العثمانيين ولم تصل لحد الإبادة الجماعية. - إعادة كتابة التاريخ فجاءت اللطمة الأولى لأردوغان في الكلمة التي ألقاها بابا الفاتيكان بمناسبة حلول الذكرى المئوية للمذبحة التي وقعت بحق الأرمن، واصفًا إياها ب "الإبادة"، وهو يعد أول بابا يصف المذبحة بأنها إبادة. وبعدها أصدر البرلمان الأوروبي قرارًا بأغلبية أعضائه، يطالب فيه تركيا الاعتراف بالجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن في عام 1915، على أنها عملية "إبادة"، كما أشاد ذات القرار بالكلمة التي ألقاها بابا الفاتيكان، وعلى الصعيد التركي اتهمت وزارة الخارجية التركية البرلمان فور التصويت قائلة: "البرلمان الأوروبي يحاول إعادة كتابة التاريخ". فيما يعتزم برلمان النمسا إصدار بيان، الأسبوع المقبل، يدين فيه المذبحة التي ارتكبها الأتراك بحق الأرمن، في عام 1915. - تفاصيل المذبحة الأرمنية تعددت مسمياتها ولكن هي تعد أكبر مذبحة في التاريخ الحديث نظرا لما تحويه من دفن للإنسانية، حيث أن الإمبراطورية العثمانية قامت بالقتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين. حيث إنه خلال فترة الحرب العالمية الأولى قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى الأرمنية شرقي البلاد في محاولة لتغيير ديموغرافية تلك المناطق لاعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن. كما اجبروا القرويين على العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد انهاكهم. وفي 24 إبريل 1915 قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في إسطنبول وتم اعدامهم في ساحات المدينة. بعدها أمرت جميع العوال الأرمنية في الأناضول بترك ممتلكاتها والانضمام إلى القوافل التي تكونت من مئات الالآف من النساء والأطفال في طرق جبلية وعرة وصحراوية قاحلة. وغالبا ما تم حرمان هؤلاء من المأكل والملبس، فمات خلال حملات التهجير هذه حوالي 75% ممن شارك بها وترك الباقون في صحاري بادية الشام. - روايات شهود العيان ويروي أحد شهود العيان إنه بعد التهجير تم قتل جميع رجال الأرمن في اليوم الأول من المسيرة، بعدها تم الأعتداء على النسوة والفتيات بالضرب و السرقة وخطف بعضهن حراسهم... كانوا من أسوأ العناصر كما سمحوا لأي من كان من القرى التي عبروها باختطاف النسوة والاعتداء عليهن. - إختلاف في أعداد الضحايا...والإنكار التركي وبالرغم من مرور 100 عام على المذبحة إلا أن عدد الضحايا غير معلوم فيقدّر الباحثين ان اعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة، ويؤكد على ذلك العدد مصادر أرمنية على إن مليون أرمني قتلوا في مذبحة إبادة جماعية ونصف مليون من مجموعات عرقية مسيحية أخرى تم مهاجمتها وقتلها من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال هذه الفترة كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم، ويرى عدد من الباحثين ان هذه الأحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية. ومن ناحية أخرى قال المؤرخين الأتراك أن عددهم 300.000 أرمني تم قتلهم في معارك مع الجيش العثماني وليس في مذبحة كما يشيرون ويروجون.