عقدت وزارة الري، ندوة لعلماء ودعاة الأزهر، بهدف إعدادهم لتوعية المجتمع المصري بأهمية الحفاظ على المياه، ونشر ثقافة ترشيدها واستهلاكها. وقال حسن خليل، الباحث الشرعي بالأزهر الشريف، خلال كلمته بالندوة إن الماء من أهم أساسيات الحياة، حيث قال الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، فهو من أعظم نعم الله تعالى علينا، كما أنه مكون أساس من مكونات جسم الإنسان. وأضاف خليل أن الله عز وجل، ذكر الماء في 63 آية، وهي دلالة واضحة على أهمية الماء، وضرورة الحفاظ عليه، وقد نهى الإسلام عن الإسراف والتبذير في استخدامه، داعيا علماء الأزهر إلى توعية الناس في المساجد والنوادي والمدارس والمعاهد وتبصيرهم بهذه المعاني. من جهته، قال خالد محمد وصيف، رئيس الإدارة المركزية للتوعية والإرشاد المائي بوزارة الموارد المائية والري، إن مساحة مصر مليون كم مربع، بما يساوي 238 مليون فدان، ولا يزرع منها إلا 8 ملايين فدان، وذلك بسبب عدم وجود مياه كافية لزراعة أكثر من ذلك، مضيفا أن مصر تعد من الدول الفقيرة مائيًا، وهو ما يحتم على الجميع الحفاظ على المياه. ومن جهة أخرى، أوضح وائل خيري، رئيس الإدارة المركزية لمشروعات التعاون الثنائي لدول حوض النيل، أن الحفاظ على المياه ليست مسئولية وزارة الموارد المائية منفردة، بل هي مسئولية كل المصريين، ودور الأزهر الشريف وعلماؤه في ذلك مهم جدا لتوعية المصريين بضرورة تحمل هذه المسئولية. وأشار خيري إلى أن جنوب السودان تمثل أهمية خاصة لمصر؛ حيث إن بها أكبر فاقد من المياه في حوض النيل، وأن مصر تقوم بالعديد من المشروعات في دول حوض النيل، لأنها تؤمن بالأهمية الإستراتيجية لعلاقاتها بهذه الدول، كما يقوم الأزهر بدور مهم في هذه العلاقات من خلال البعثات الأزهرية المنتشرة في هذه الدول، وقدم محمد البنداري حجاب مدير التصميمات وسلامة المنشآت شرحًا لعدة مفاهيم مهمة حول المياه والري، كما قدم نبذة تاريخية عن منشآت الري منذ عهد الفراعنة وحتى العصر الحالي. وتأتي الندوة ضمن بروتوكول تعاون تم توقيعه بين الأزهر الشريف ووزارة الموارد المائية والري، لنشر التوعية المائية بقضايا المياه وضرورة ترشيدها والحفاظ عليها في ظل محدودية حصة مصر من المياه، وذلك في إطار اضطلاع الأزهر الشريف بدوره المنوط به دعويا ووطنيا واجتماعيا وثقافيا، وجهوده في مجال التوعية الفكرية للمواطنين بضرورة المحافظة على نهر النيل، حيث حضر الندوة 100 من وعاظ وعلماء الأزهر الشريف.