"كامب ديفيد" تحل اليوم ذكرى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية تم توقيعها في واشنطن دي سي، الولاياتالمتحدةالأمريكية في 26 مارس 1979 ، بعد إتفاقية كامب ديفيد الموقعة في 1978 بعد مفاوضات بين الجانبين في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ميريلاند وإستمرت المفاوضات 12 يوماً، حيث تم التوقيع على الإتفاقية في 17 سبتمبر 1978 بين الرئيس أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل الراحل مناحم بيجن و تحت إشراف الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر. "موقف جامعة الدول" ترتب على الإتفاقية موقف عربي معارض بل ومعاد لمصر، وكان القرار العملي الوحيد في تاريخ جامعة الدول العربية والذى لم يقتصر على الشجب والإدانة هو تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية وبسبب مساعي الطرفين للسلام وتوقيع المعاهدة حصل السادات وبيجن على جائزة نوبل للسلام عام 1978، أما الدول العربية فيما بعد وقبل سنوات فقد قدمت تنازلات بالجملة لإسرائيل باستثناء عدد قليل من هذه الدول. وكانت حرب أكتوبر وعدم التطبيق الكامل لبنود القرار رقم 338، والنتائج غير المثمرة لسياسة المحادثات المكوكية التي انتهجتها الخارجية الأمريكية قد أدت لتعثر وتوقف شبه كامل في محادثات السلام ومهدت الطريق لعقد إتفاق سلام. وكان السادات يأمل فى الوصول إلى اتفاقاً بين مع إسرائيل سيؤدى إلى اتفاقات مشابهة للدول العربية الأخرى مع إسرائيل،وبدأ بيجن يقتنع بأن إجراء مفاوضات مع دولة عربية كبرى واحدة أفضل من المفاوضات مع مجموعة من الدول عن طريق السلام مع أكبر قوة عسكرية عربية أو عن طريق عزل مصر عن بقية العالم العربي. و في 18 مايو 1981 أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي "أن الأممالمتحدة لن تكون قادرة على توفير قوة مراقبة دولية"، وذلك إثر التهديد باستخدام حق النقض "الفيتو" من قبل الاتحاد السوفييتي، ونتيجة لوصول مجلس الأمن الدولي إلى طريق مسدود، بدأت مفاوضات بين كل من مصر وإسرائيل والولاياتالمتحدة بتشكيل قوات حفظ سلام خارج اطار مجلس الأمن الدولي. "خطاب السادات أمام الكنيست" وكان السادات قد أعلن في خطاب له أمام مجلس الشعب أنه "مستعد لأن يذهب إليهم في إسرائيل" وإلقاء خطاب أمام الكنيست والتباحث مع الإسرائيليين لإيجاد تسوية عادلة وشاملة. وأعلن مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل ترحيبه بمبادرة السادات ووجه إليه دعوة رسمية لزيارة فلسطينالمحتلة وفي 3 أغسطس 1981 تم توقيع البروتوكول المرتبط بمعاهدة السلام ليؤسس قوات المراقبة المتعددة الجنسيات، وقام السادات بزيارة القدس وألقى أمام الكنيست خطاباً تضمن وجهة نظرة في الصراع العربى الإسرائيلى وضمنه إقتراحات لتسوية هذا النزاع، وفى 26 مارس 1979 م وقع الوثيقتين كل من السادات وبيجن كطرفين وكارتر.
" بنود المعاهدة" جاءت أهم بنود المعاهدة فى إعتراف كل دولة بالآخرى الإيقاف التام لحالة الحرب الممتدة منذ الحرب العربية الإسرائيلية في 1948، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية ومعداتها والمستوطنين الإسرائيليين من شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة في 1967 ، كما تضمنت المعاهدة السماح بمرور السفن الإسرائيلية من قناة السويس، والاعتراف بمعابر تيران وخليج العقبة كممرات مائية دولية. وإعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية تضمنت الاتفاقية أيضا البدأ بمفاوضات لإنشاء منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، كما نصت الإتفاقية على إقامة علاقات طبيعية بين مصر وإسرائيل بعد المرحلة الأولى من الانسحاب من سيناء.