تنتشر الآن في الكثير من الأماكن العامة والمقاهي الشهيرة في العواصم العربية، وخاصة القاهرة تدخين الشيشة. ولكن الغريب أن ترى فتيات في سن الشباب من طالبات الجامعات و المدارس والعاملات في بعض المجالات يدخن الشيشة دون أدنى حرج.
وبدأت الظاهرة فى مصر على استحياء منذ سنوات في بعض المقاهي المغلقة بالمناطق السياحية كمنطقة الأهرامات ثم في الخيام الرمضانية الخاصة بالشباب، ، ثم في منطقة الحسين ووسط القاهرة وكافيتريات الفنادق الكبرى ثم انتشرت أخيرًا في مقاهي وسط البلد لكنها لم تتعداها إلى مقاهي الأحياء الشعبية بعد ، فالنظرة هناك للفتاة التي تدخن الشيشة غير مقبولة على الإطلاق، بل إن جلوس الفتاة على المقهى أمر غير وارد من الأساس، فالمعروف أن المقاهي العامة للرجال فقط.
من بنات مصر مدخنات%30
وأكدت دارسة المركز القومي للبحوث الأجتماعية و الجنائية أن هناك زيادة فى عدد المدخنات حيث اوضحت الدراسة أن نسبة المدخنات وصلت الي 15% في مصر، ووفق آخر دراسة لجمعية مكافحة الإدمان المصرية، توصلت إلى أن 30% من بنات مصر مدخنات، بل من المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 70% بعد أقل من 3 سنوات.
"الشيشة" تقليعه أم مواضه
تزعم بعض المدخنات أنها حرية ورقى، فبعض السيدات أكدن لنا أنهن يدخنا الشيشة مع أزواجهن في المنزل، ولا أحد يعترض. وفي إحدى مقاهي وسط البلد وجدنا فتيات تتدخنا الشيشة دون حرج، فاقتربتنا من إحداهن وسألتها عن علاقتها بالشيشة، قالت سمر.م. 28 سنة تعمل بمدرسة لغات، إنها بدأت تتدخن من سن 18، ومارست هذة العادة من باب التجربة والعناد، وهذا كان اقتراح من صديقة لها، واستمرت العادة بعد الزواج مع زوجي. وأضافت أية 30 سنة تعمل فى شركة سياحة:" بدأت علاقتي بالشيشة من عمر21، وظلت حتى الآن"، وتمثل لها "مزاج" أكثر من أي شيء آخر، قائلة: "جدتي تدخن مع السيدات في المنزل ولا تغضب أمي لذلك أو تعتبره عيبًا، لكنها تنظر للفتيات المدخنات بإشمئزاز". وأضافت أخرى رفضت ذكر أسمها، أنها لاترى عيباً في تدخينها للشيشة، قائلة:" المرأة اليوم من حقها فعل أي شئ".
تقليد للرجال وقال الدكتور خليل فاضل استشارى الطب النفسى، أن بعض الفتيات يرفضن الأنوثة ويحاولن تقليد الرجال فيأتين بسلوكيات الرجال، و لأن المراهقة تكون رفضة لسيطرة الكبار وتسعى ليكون لها شخصيتها المستقلة تتمرد. وأضافت الدكتورة أمينة كاظم أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أنهم يكون لديهن رغبة في جذب الإنتباه بإتيان المخالف لما هو سائر في المجتمع من عادات فتلجأ إلى سلوكيات ملفتة على حساب صحتها.
تحرير المرأة
وأوضح الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أنه لا نستطيع أن نسمي تدخين الفتيات للشيشة على المقاهي أنه ظاهرة أو حتى موضة، بل هو مجرد "تقليعة"، وإنها محاولة لإثبات إنهن متحررات، مؤكداً أن تحرر المرأة هو تحرر عقلها وليس بهذة القشور الزائفة.
وأرجع صادق انتشار هذه التقليعة على حد وصفه إلى أنها أصبحت أمر دارج ، فى الأفلام والمسلسلات فبعضهم يظهرون الفتيات تدخن وإنه أمر مقبول وحريه شخصية.
الأضرار الصحية أثبتت الدراسات بأن مادة النيكوتين وسموم التدخين الأخرى تؤثر على هرمون الأستروجين، مما يؤدي إلى زيادة هرمونات الغدة النخامية ، وهو ما يسبب عيوب في التبويض، كذلك يؤثر التدخين على قنوات فالوب فتقل حركتها وتؤثر على الأهداف الداخلية التي تقوم بدفع البويضة الملحقة الى داخل الرحم.
هذا إلى جانب الأورام السرطانية وبالذات سرطان الرحم فقد اثبتت الدراسات ان النساء المدخنات يتعرضن لسن يأس مبكر بالمقارنة مع نظيراتهن غير المدخنات، وقد اجريت دراسة على الفتيات اللواتي يدخن قبل سن 18 سنة ووجد أنهن يتعرضن لسن يأس قبل بلوغ سن الأربعين بثلاثة أضعاف غير المدخنات، كذلك تتأثر الاجنة الاناث للأمهات المدخنات سلبياً من حيث الخصوبة وبلوغ سن اليأس وكذلك فرص نجاح علاج العقم تقل بنسبة عالية.
